تشير دراسة أمريكية علمية جديدة إلى إمكانية تصنيع عقاقير طبيّة جديدة، بالاستناد إلى ما ينتجه مهبل المرأة من بكتيريا طبيعية.
يحتوي المهبل على عدد كبير من البكتيريا، وفقاً لنتائج دراسة نشرت في المجلة الطبيّة Cell. وتنتج هذه البكتيريا جزيئات قادرة على تأمين الشفاء من العديد من الأمراض، ويُمكن استخدامها لصنع الأدوية.
يُعتبر الجسم موطناً لآلاف البكتيريا التي تؤمّن الحماية للجسم. وقد حدّد باحثون في جامعة كاليفورنيا بكتيريا Lactobacillus gasseri، التي تتواجد في المهبل وتنتج مضاداً حيوياً، يُسمّى Lacotocilline، مشابهاً للعقاقير الصيدلانية المستخدمة في مكافحة الالتهابات المهبلية.
ولكن على عكس المضادات الحيويّة "الصيدلانية"، التي تقتل جميع البكتيريا من دون تمييز، فإنّ هذه "الأدوية الطبيعية" تستهدف على وجه التحديد العامل الذي يُسبّب المرض.
ويقول مايكل فيشباخ، أحد علماء الأحياء المشاركين في الدراسة: "وما وراء المعنى المباشر (دواء جديد محتمل للالتهابات المهبلية)، فإنّ الطرق المستخدمة لإيجاد هذا النوع من البكتيريا قد تغيّر جذرياً الطريقة التي يتمّ بها إجراء البحوث الدوائية وتصنيع الأدوية".
ومن أجل إنجاز هذه الدراسة، أجرى الباحثون تحليلاً واسع النطاق لتركيبة المايكروبيوم البشري باستخدام جهاز جديد يُسمّى ClusterFinder، فجاءت النتائج أنّ "الجسم هو موطن ما لا يقلّ عن 3118 مجموعة متميّزة من الجينات البكتيرية المشاركة في تركيب جزيئات الأدوية التي تشابه العلاجات الدوائية".
*طريقة جديدة لتصنيع الأدوية
إنّ جميع النتائج المترتبة على هذا البحث لا تزال مجهولة. ولكن يبدو أنّ الأمعاء والجلد والبكتيريا الفمويّة هي أفضل عوامل الكيمياء على الإطلاق، وأنها قادرة على إنتاج العديد من الجزيئات التي تشبه الأدوية".
كان يُعتقد أنه تمّ اكتشاف الأدوية من قبل شركات الأدوية، والتي وافقت عليها هيئة الغذاء والدواء الأمريكية، بما أنه يتمّ وصفها من قبل الأطباء. لكن ما تثبته هذه الأبحاث هو أنّ البكتيريا التي تعيش في داخل الإنسان تستطيع تجاوز عمليّة تصنيع الأدوية في المختبرات.
شاهدي أيضاً: