تعشق الفتيات كل ما هو جديد وغريب قد يكسر رتابة الحياة ويظهرهن بأفضل صورة، فنجدهن يتسارعن دائماً للتقليد بهدف مواكبة العصر والحداثة، وتظن أغلبيتهن أنهن بذلك أصبحن أفضل حالاً، وأنهن امتلكن النجاح والكمال، فهن كغيرهن من النجمات أو الصديقات، ولكن في الحقيقة أصبحن أسوأ حالاً نتيجة تقليدهن الأعمى الذي يجعلهن نسخاً مكررة عن غيرهن، وتضيع هنا الهوية والشخصية الأساسية للفتاة التي تختبئ خلف التقليد والتصنع لمواكبة ومجاراة الحياة والمجتمع.
يرى المدرب في التنمية البشرية والإدارية الدكتور عبدالأمير الهندال أن طبيعة اﻹنسان تجعله بشكل عام يبحث عن الشخص النموذجي ويقلده، خاصة في مراحله اﻷولى من الاعتماد على اﻵخرين، والفتيات أكثر عرضة للتقليد، وذلك لطغيان العاطفة ولهيب اﻹحساس المرهف عندهن، فيكنّ بلاوعي وباندفاع وحماس كبيرين، فإذا كان التقليد في المظاهر يمحو هوية الفتيات ويدخلهن في متاهات اﻹسراف والتبذير وعدم القناعة، وتكرار الشراء للكماليات، فإن اﻷكثر خطورة هو التقليد في اﻷفكار المستوردة بلا تدبر سواء كانت خلاف القيم واﻷخلاقيات أو المتصفة بالتعصب الديني، كليهما آثاره السلبية تهدم المجتمع؛ لأن هؤلاء الفتيات أمهات ﻷبناء المستقبل.
• التقليد ضعف شخصية
تعتقد الفتاة أنها بتقليد من حولها والعمل مثلهم ستجذب من حولها لها، ولكنها في الحقيقة ستجذبهم مظهرياً وليس جذباً نابعاً من التواصل مع شخصيتها المميزة، إذ يعتبر التقليد بلا تفكير ولا تدبر وبلا نقاش أو حوار متعقل ضعفاً في الشخصية؛ لأنه مؤشر لضعف الثقة بالنفس، مما يجعل الفتاة تلجأ لتقمص شخصيات الآخرين أملاً في الاختباء خلفها، ولكن الأفضل أن تقوي من شخصيتها وتكون هي القائدة لنفسها وليست المنقادة وراء شخصيات وأفعال الآخرين.
• تدليل الفتيات يقودهن إلى التقليد الأعمى
بعض الأسر يكون لها الدور اﻷكبر في اتجاه الفتيات إلى فخ التقليد نتيجة عدم توجيه الفتيات، فانعدام الحوار معهن أو كبتهن والضغط عليهن أو حتى تدليلهن بدرجات قصوى يكون مفتاحاً لذلك، لذلك فهن لم يجدن من يوجههن إلى الطريق الصحيح، فيجدن الارتياح في تقليد نماذج في المجتمع ليس من الضرورة أن تكون نماذج راقية، وهنا يكون الضياع بفقدان القدوة واﻷصالة.
• 10 طرق تمكن الفتاة من الانتباه لعدم الوقوع في الاستنساخ
يشير الدكتور عبدالأمير إلى أن هناك عشر طرق ونصائح تفيد الفتيات للتخلص من فخ الاستنساخ والتقليد، وإذا اتبعتها الفتاة ستصنع من نفسها شخصية قوية يصعب على اﻵخرين خداعها:
1- اعتزي بهويتك وأصالتك، فالمهمشون والضعفاء هم فقط من يتم استغلالهم والسيطرة عليهم.
2- اختاري صديقاتك بعناية، فليست كل صديقة تقدم لك نصيحة يكون مقصدها فائدتك، فبعضهن يردن أن تكوني مثلهن ضائعة.
3- انتبهي لمصروفاتك فلا تبذير ولا تقتير، والبساطة في أغلب اﻷحوال أجمل وأفضل خصوصاً مع التقدم السريع للموضة والماركات.
4- اهتمي بصحتك ورشاقتك وأناقتك، فذلك هو سر جمالك، وأفضل بكثير من المساحيق وعمليات التجميل، لذا اهتمي بالأساس قبل الرتوش.
5- مارسي هواياتك ومن المفضل أن تجعلي منها نواة لعملك ومشروعك الصغير المستقبلي ليكون شاغلاً لك.
6- حددي أهدافك بذكاء، فكلما كان لديك هدف محدد وواضح كلما ابتعدت عن العشوائية والتقليد الأعمى للآخرين.
7- قلدي القدوات، فلا مانع من تقليد القدوة الصالحة ولنا في التاريخ الماضي والحاضر الكثير، ولكن ليكن ذلك بحذر.
8- استخدمي برامج التواصل الاجتماعي، فالعالم في تطور يومي وسريع ومستمر، ومن المستحيل الانعزال عن ذلك، ولابد من أخذ المفيد من البرامج في الحياة والعمل.
9- استثمري أوقاتك لتدل على شخصيتك، واجعلي أثمن اﻷوقات مع الله سبحانه وتعالى، فهو مصدر قوتنا وإلهامنا.
10 - صلي أرحامك خاصة الوالدين، فذلك سر نجاحك وتفوقك ونمو رزقك.
التقليد يشوه شخصيتك فتجنبيه بـ 10 طرق
- شباب وبنات
- سيدتي - نهى السداوي
- 17 ديسمبر 2014