كشفت دراسة علمية أميركية أن النقص في الفيتامين "أ" قد يسبب الإصابة بمرض السكري من نوع الثاني.
يتسم مرض السكري من نوع الثاني بإرتفاع مزمن للسكر في الدم، أي وجود نسبة عالية جداً من الغلوكوز (السكر) في الدم. وفي هذه الحالة، لا يعود البنكرياس قادرا على تخزين السكر في الخلايا: أي ما يعرف مقاومة الانسولين. ويصيب هذا النوع من السكري الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو كبر السن، ويسبب مشاكل في القلب والأوعية الدموية ومشاكل بصرية وغيرها إذا لم يتم علاجه.
يعكف باحثون في كلية وايل كورنيل للطب في نيويورك على دراسة العوامل التي قد تؤثر على تطور المرض، وقد نشروا عملهم في مجلة "جورنال أوف بيولوجيكال كمستري". وكما يقولون، بما أن الفيتامين "أ" يعزز نشاط خلايا بيتا في البنكرياس، فإن نقص هذا الفيتامين قد يلعب دورا في تطور السكري. وخلايا بيتا تنتج وتفرز الانسولين في الدم، مما ينظم مستوى السكر في الدم.
تجارب علمية
وقد حلل الباحثون تطور خلايا بيتا في مجموعتين من الفئران، حيث تم تعديل المجموعة الأولى وراثيا لكي لا تكون قادرة على تخزين الفيتامين "أ"، في حين كان يمكن للمجموعة الثانية الإستفادة من الفيتامين الموجود في الطعام.
ووجدوا أن خلايا بيتا في فئران المجموعة الأولى غير القادرة على تخزين الفيتامين "أ" قد ضعفت ولم تتمكن من إنتاج الانسولين.
وحين أزال العلماء الفيتامين "أ" من النظام الغذائي لفئران المجموعة الثانية أي السليمة، لاحظوا فقدان خلايا بيتا، مما أدى إلى انخفاض الانسولين وارتفاع مستوى السكر في الدم. وترتبط هذه العوامل إلى حد كبير بظهور مرض السكري من النوع الثاني. وحين أعاد الباحثون الفيتامين "أ" إلى النظام الغذائي للفئران السليمة، زاد إنتاج خلايا بيتا وزاد إنتاج الانسولين وبالتالي عاد مستوى السكر في الدم إلى مستواه الطبيعي.
وقد خلص الباحثون الى أن هذه التجارب تثبت أن نقص الفيتامين "أ" يرتبط بتطور مرض السكري من النوع الثاني، على الرغم أنه بالطبع ليس المسبب الوحيد.
توجهات مستقبلية
يقول الدكتور غوداس، المؤلف المشارك للدراسة: "ما سنحاول من الآن فصاعدا معرفته هو كيف أدى نقص الفيتامين "أ" إلى موت خلايا بيتا. وهذه الخلايا حساسة للغاية لعدم وجود هذا الفيتامين في النظام الغذائي، وهذا الأمر لم يتم اكتشافه من قبل".
ويعتزم المؤلفون، في أبحاثهم المستقبلية، إختبار علاج محتمل ومراقبة ما إذا كان الاستهلاك اليومي لشكل مصنع من الفيتامين "أ" قد يعكس هذا الاتجاه ويحد من مرض السكري من نوع الثاني.
وتجدر الإشارة الى أن الفيتامين "أ" موجود في الأطعمة بشكلين:
_ الريتنول أو مشتقاته، ويوجد في اللحوم والسمك ومنتجات الألبان.
_ الشكل النباتي، الذي يسمى بروفيتامين "أ" أو بيتا كاروتين ويوجد في الفواكه والخضروات مثل الجزر والمشمش والسبانخ التي تحتوي على كميات كبيرة منه.
وأياً يكن مصدر الفيتامين "أ"، فهو يسهم في توازن نظام المناعة ويحمي البصر.
إكتشاف جديد: نقص الفيتامين "أ" مسؤول عن السكري
- الصحة العامة
- سيدتي - نت
- 12 فبراير 2015