تعانين من الإجهاد والشدّة، ولا تشعرين بالإسترخاء ولو للحظة واحدة! قد يكون عليك، إذن، مراجعة المنبهات التي سمحت لها بإقتحام حياتك، بحجة أنها ضرورة ملحة تجعلك تتواصلين مع العالم الخارجي.
"بيب"... تلقيت بريد إلكتروني، "بيب"... رسالة جديدة على الهاتف الذكي. هذه الإنذارات الدائمة تستأثر بإهتمام الجميع، لكنها تعتبر جرعة زائدة جداً من التواصل. والانقطاع أحيانا يصبح ضرورة لمكافحة الشدّة والتوتر للتفكير في نفسك وتدريبها قليلا لتعيشي بشكل أفضل مع الشاشات.
فرط استخدام الشاشات
التلفزيون، الكمبيوتر، الآي باد، الهاتف الذكي... أصبح الجميع بارعون في "تعدد المهام"، فن القيام بعدة أمور في الوقت نفسه.
والمشكلة تكمن في أن هذه الشاشات موجودة في كل مكان، ما يجعل الأشخاص ينسون الأمر الأساسي: أن يكونوا حاضرين في ما يقومون به، ومع أنفسهم ومع الآخرين. ومع كون هذه التنبيهات من تطبيقات الهواتف الذكية والبريد الإلكتروني والشاشات تتطفل على حياتنا كل دقيقة، "يحجب" انتباهنا أهمية أن نكون بكامل وعينا وإدراكنا في هذه الأفعال اليومية. وفرط الاستخدام "الرقمي" هذا يضعف، بل يدمر، العلاقات ويولد التوتر أو الأسوأ من ذلك يسبب الإدمان عليها.
لا شك أن التكنولوجيات الجديدة ليست الوحيدة الملامة على هذا الوضع. ولكنها تؤدي إلى تفاقم هذه الظاهرة عن طريق زيادة المغريات. وقبل الوقوع في المغالاة، تعلمي التراجع قليلا عن طريق اتباع هذه النصائح:
تنظيم الجانب التقني لتقليل "المضايقات" التي يتم التعرض إليها
مما لا شك فيه أن الأجهزة الإلكترونية تملك مزايا هامة في حياتنا اليومية، شريطة عدم السماح لها بأن تطغى على أنشطتنا. أوقفي "المضايقات الرقمية" عن طريق استخدام الجانب التقني بشكل أفضل. على وجه التحديد:
_ قللي إخطارات تطبيقات الهواتف الذكية (الفيس بوك، التويتر، والمواقع الإخبارية...).
_ ضعي الهاتف المحمول في أغلب الوقت على الوضعية الصامتة.
_ لمكافحة هجمات الرسائل الإلكترونية في العمل، حددي أولويات الرسائل الإلكترونية بحيث تردين فقط على الأكثر إلحاحا. أرشفي الرسائل القديمة وامحي الرسائل غير المفيدة أو الملوثة. خصصي بعض الوقت لاحقا للرسائل غير المستعجلة التي تتطلب وقتا أطول للرد عليها.
_ يمكن تحميل تطبيق غوغل الذي يفرز الرسائل (Inbox).
اتخاذ قرارات حكيمة
بعد الانتهاء من الجانب التقني، يبقى أن يتم تبني سلوكيات أكثر "مسؤولية من الناحية الرقمية". ولا شك أن السلوك الأكثر صعوبة ولكن الأكثر ربحية في النهاية هو الحد من استخدامها:
_ لا تأخذي أبدا الهاتف المحمول إلى غرفة النوم الخاصة بك أو المطعم، حيث غالبا ما يكون الهاتف الذكي هو الذي يفسد الأجواء (خاصة في لحظات الحميمية). كم مرة حدث لك في المطعم أن تنظري إلى هاتفك المحمولة وتنسي الشخص الجالس معك؟
_إنقطعي تماما: قومي بإطفاء الهاتف المحمول أو إلغاء اتصال الانترنت به لمدة يوم واحد أو بضع ساعات أو بضع دقائق بشكل منتظم. يسمح هذا بالاندماج تماما في ما تقومين به.
التدرب على تغيير علاقتك بالجانب الرقمي
ليس المطلوب أن تصبحي تقاطعي كل وسائل التكنولوجيا الحديثة. لا، الهدف هو العيش بهدوء أكبر مع الشاشات. يمكنك تغيير طريقة استخدامك الرقمية دون أن يعني هذا أن عليك أن تختاري العيش معها أو بدونها فقط.
_ اختاري كلمة سر إيجابية ومحفزة للاتصال بجهاز الكمبيوتر ولحساباتك على الإنترنت. على سبيل المثال، إذ كنت تتمنين التوقف عن التدخين يمكنك وضع كلمة سر مثل: "سأتوقف عن التدخين شجاعة" أو "سأبتسم للحياة".
_ حين تسمعين رنين الهاتف المحمول أو طنينه إذا كان على الصامت، ضعي عقلك في حالة "تأمل". ظلي كما أنت، وتنفسي وازفري بعمق. راقبي نبضك (رغبتك في الرد على الهاتف أو قراءة الرسالة) وعودي إلى التنفس، ابتسمي وأنت تتركين الهاتف يرن ثلاث مرات. "هذه الحيلة الصغيرة والتأمل تسمح بعدم الانجراف وراء العواطف وإعطاء النفس حرية التفكير. وتتعلمين أن تتحكمي بردة فعل الاستجابة، التي اخترتها وفكرت بها، بدلا أن يكون الرد على الهاتف مجرد ردة فعل عفوية.
_ يمكنك استخدام الهاتف الذكي لدعم تدريبك على التأمل. فهناك المزيد من التطبيقات التي توفر مدخلا إلى الاسترخاء والتأمل.