اختار الصحفيّون بجريدة «لوموند» «العالم» المسائيّة الفرنسيّة الشهيرة واسعة الانتشار، تسع نساء أفريقيات قدمن إسهامات كبيرة للقارّة الأفريقية، ومن بينهن المغربيّة سعاد ذيبي، والتونسيّة هالة شيخ روحو، المديرة التنفيذية للصندوق الأخضر للتغيير المناخي، «مقرّه كوريا الجنوبيّة»، لجهودها الموفّقة لمقاومة درجة ارتفاع الحرارة في الأرض، ومساعدة الدول النامية والأكثر عرضة للانحباس الحراري، عبر دعم مشاريع بيئية عملية تساهم مثلاً في خفض انبعاث الغازات وتراجع انحسار الغابات.
الدراسة والعمل
هالة شيخ روحو، التي نشأت في عائلة بورجوازيّة، كانت دائماً متفوقة في دراستها، ووجدت كل الدعم من والدها المهندس في النفط ومن والدتها أيضاً، وكان حلم هالة في طفولتها أن تصبح مدرّسة، لكنها اختارت في دراستها الجامعية اختصاص المالية، خلافاً لشقيقتيها اللتين اختارتا دراسة الطب. وحصلت هالة على شهادة «الأستاذية» في المالية، من المدرسة العليا للدراسات الاقتصادية بجامعة «قرطاج» بتونس، كما نالت شهادة «الماجستير» من جامعة «مونتريال» بكندا، وكان في نيّتها إعداد أطروحة دكتوراه بالجامعة نفسها، ولكنها تلقت عرضاً للعمل بـ«سيتي بنك» بتونس فقررت العودة إلى بلادها والعمل بها، ثم تم تكليفها بمهمة عمل في المغرب، حيث بقيت بضعة أعوام اكتسبت فيها مزيداً من الخبرة بعالم البنوك والاستثمار، واغتنمت فرصة وجودها بالدار البيضاء لتعلم اللغة الإسبانية.
ولأنها نجحت في عملها، فقد رغب البنك العالمي بواشنطن في انتدابها، وقد تحمّست لذلك وانضمّت لهذه المؤسسة المالية الكبرى، التي كلفها المسؤولون عنها في مرحلة لاحقة بمهمات في بعض دول أميركا اللاتينية، وبعد ذلك عملت في البنك الأفريقي للتنمية، الذي هو أحد أكبر وأهم البنوك في العالم، وقد تدرّجت في السلّم الوظيفي لتصبح من الكوادر العليا للبنك.
المديرة التنفيذية للصندوق الأخضر للتغيير المناخي.
في يونيو «حزيران» 2013 تم اختيارها لمنصب جديد هام، هو المديرة التنفيذية للصندوق الأخضر للمناخ التابع لمنظمة الأمم المتحدة، وقد تنافس للفوز بهذا المنصب الكثيرون من الشخصيات العالميّة، ومن العديد من البلدان، وبقى منهم للمرحلة النهائية ثلاثة مرشحين، من هولندا وكولومبيا وتونس، حصل إجماع على اختيار هالة شيخ روحو، لولاية تستمر ثلاث سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة.
الصندوق الأممي
الصندوق الأممي الأخضر للمناخ، هو آلية مالية للأمم المتحدة، مهمته تقديم التقارير إلى اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغيير المناخ، كما يهدف إلى تحويل الأموال من البلدان الأكثر تقدماً إلى البلدان الفقيرة والنامية لتنفيذ مشاريع لمكافحة آثار تغير المناخ، وهو صندوق يموّل البلدان النامية، ويساعدها لمواجهة ظاهرة التغير المناخي وانخفاض الانبعاث الحراري، بعد أن اقتنع العالم بأن التغيير المناخي يمثل مشكلة أساسية للإنسانية.
وهالة شيخ روحو هي اليوم في الثالثة والأربعين من العمر، وتعمل منذ تعيينها في منصبها الجديد على تشجيع المشاريع التي تساهم في الحد من ارتفاع حرارة الأرض، تقول: «إن توقعات الصندوق كبيرة، ومن المهم تزويده بالموارد المالية المطلوبة لتغطية الاحتياجات»، وهالة شيخ روحو متزوجة من طبيب تونسي، رافقها في إقامتها بكوريا الجنوبية.