بعيداً عن الروتين المنزلي المعتاد يجتمع الحجاج المتزوجون بزوجاتهم في المشاعر المقدَّسة بأجواء روحانيَّة مفعمة بالإيمان، إذ إنَّ الحج فرصة جيِّدة لنستفيد منه في حياتنا الاجتماعيَّة والأسريَّة، وننظر نظرة جادَّة، فمناسك الحج تمنحنا فرصة لتعديل سلوكياتنا مع كل من حولنا، خصوصاً بين الأزواج والزوجات في العلاقة الزوجية.
«سيدتي نت» التقت بالمستشارة التربويَّة والأسريَّة النفسيَّة والناشطة الإعلاميَّة، الدكتورة نادية نصير، لتوضح لنا فوائد رحلة الحج وتأثيرها على الأزواج، خاصة من الناحية النفسيَّة والسلوكيَّة.
بداية أوضحت نادية الفوائد النفسيَّة للحج:
يؤكد علماء البرمجة اللغويَّة العصبيَّة على أنَّ من الاشياء التي تنهك قوى الإنسان هي المشاكل والهموم التي تمرُّ عليه فى حياته، وأنَّ أفضل طريقة لتفريغ الشحنات السلبيَّة التي تتراكم على مرِّ السنين نتيجة الأحداث التي تمر به هو الذهاب إلى السياحة والاصطياف لتغيير الأجواء وجمع شمل الأسرة في أجواء مختلفة، واستعادة الطاقة الايجابيَّة لكي يتمكَّن من استكمال مسيرة الحياة.
• الإسلام وقدرته على إعطاء الراحة النفسيَّة
والعجيب أنَّ الإسلام منذ أربعة عشر قرناً أعطانا الطريق الصحيح لإعادة التوازن وتصريف الطاقة السلبيَّة، فرحلة الحج بكل ما فيها من مشقة وصعوبات تعدُّ الحل لإعطاء الراحة النفسيَّة، فهذه العبادة إذا قام بها الإنسان بشكل صحيح فهي تقوم بعمليَّة «فرمتة»، أي تفريغ الشحنات السلبيَّة، وإعادة الشحنات الايجابيَّة، فكل إنسان منَّا يحتاج من وقت لآخر إلى «الفرمتة» مثله مثل جهاز الكومبيوتر.
• علم الطاقة والأحجار والوقوف بعرفة وتأثيره على روح الأزواج
علماء الطاقة يقولون إنَّ لكل جسم هالة حوله تحمل كميَّة من الطاقة، وها هو الحجر الأسود كل من يلمسه أو يقبله يشعر بنوع من أنواع الطاقة الايجابيَّة.
الوقوف بعرفة يعدُّ علاجاً للتأمل
ـ التأمل نوع من أنواع العلاج النفسي يتم فيه مراجعة النفس وهو أحد أنواع الطب البديل، ويعدُّ العلماء أنَّ التأمل مع الدعاء، يعالج اضطرابات القلق بشكل أساسي واستراتيجيَّة رائعة لتنظيم عمل الجسم والقضاء على الاضطرابات النفسيَّة والعصبيَّة.
ـ رياضة التأمل تحسن القدرات العقليَّة، وتكسب الجسم قدرة أفضل، وتعمل على زيادة النشاط العصبي للدماغ وتؤدي إلى اطالة العمر بإذن الله، فالتأمل يزيد من إفرازات المواد الكيميائيَّة في الدماغ ومع المشي يساعد على تطوير الروح والنفس معاً ويزيد في البصيرة والتفكير في الأشياء من حولنا.
• العلاج بالألوان
النظر إلى الكعبة المشرفة تمنح المؤمن طاقة من خلال لون الستار والآيات المذهَّبة والأرض الرخاميَّة البيضاء حولها. كل هذه المناظر تمنح الطاقة الإيجابيَّة، فمعظم الأطباء المعالجون نفسياً ينصحون بالنظر إلى المناظر التي تريح الإنسان للتخلص من التوترات، شجرة أو بحر أو سحاب، فكيف بمن ينظر إلى بيت الله، فهذا فعلا يؤدي إلى طرد الطاقة السلبيَّة، خصوصاً إذا اشترك السمع مع ما تسمعه من دعاء وتسابيح من حولك.
• تحقيق الهدف
إنَّ تخيل الهدف الذي يريد تحقيقه كل حاج، هو سر من أسرار مناسك الحج، وإذا ما رجعنا إلى كتاب (مائة طريقة لتحفيز نفسك)، للمؤلف ستيف تشاندلر، الذي يؤكد فيه على أهميَّة تخيل الهدف الذي تريد تحقيقه سنجد أنَّ عمليَّة تحديد الهدف وتخيله تساعد فعلاً على تحقيق الأهداف. قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: «من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أُمه» متفق عليه.
• تحقيق الصفاء النفسي
يؤكد د.أحمد عكاشة، استشاري علم النفس، على أنَّ أفضل ما يعود به الحاج هو حالة من الصفاء النفسى والتوازن المزاجي التي سيطرت عليه خلال رحلته إلى الحج، فالإنسان يتخلص من كل همومه حتى ولو كان التخلص مؤقتاً، لكنَّه بالتأكيد سيشعر بحالة من صفاء الذهن ليحل مشاكله.
• الفوائد الصحيَّة للزوجين في الحج
العلاقة تبادليَّة بين صحة البدن والصحة النفسيَّة، وطبيعة الصحة النفسيَّة مرتبطة بالعلاقات الاجتماعيَّة فكلما كانت مبنيَّة على أسس سليمة، وبالطبع العلاقة الروحانيَّة مع الله سليمة، انعكست على صحته النفسيَّة، ولا ننسى ماء زمزم الذي أثبت العلماء أنَّه خال من الفيروسات والبكتيريا والكائنات الدقيقة.
شهر ذو الحجة لمن حج أو لم يحج يفيض بالإيجابيات، ففيه مستحب الاكثار من الدعاء والصدقات، وصوم وقفة عرفة، والتواصل والتراحم وتقوية العلاقات الاجتماعيَّة، والتعامل بالحسنة مع أهل البيت وجميع أفراد الأسرة.