ذكرت دراسة برازيلية لمختصين بالشؤون الاجتماعية والأسرية والزواجية، أن هناك أناساً كثيرين يختارون لأنفسهم طريقة معينة للعيش، فمنهم من لا يستطيع التأقلم للعيش مع إنسان آخر تحت سقف واحد، وهناك من لا يحب مشاركة مسؤولية الحياة مع الآخرين، ومنهم بالطبع من لا يؤمن بالحب والزواج.
والاختيار الشخصي في هذا الأمر ربما يكون مرتبطاً إلى حد كبير بعدم حب الفرد الارتباط بالزواج مع أحد، كما أن العزوبية نابعة من تطور الحياة التي تمنح تسهيلات لقضاء الحياة بشكل فردي، الأمر يتعلق هنا بالرجل العازب والمرأة العازبة.
واختيار حياة العزوبية يمكن أن يكون نابعاً أيضاً من عدم رغبة الرجل أو المرأة في إنجاب الأولاد وبناء أسرة، ومما هو مؤسف في عالمنا الحديث هو أن مفهوم الأسرة بدأ يضعف ومنهم ما لا يعطي أي أهمية له، هذه هي الميول الفردية التي تنمو يوماً بعد يوم في عالمنا العصري.
الوضع ليس بالسهولة المتخيلة
إن كون الإنسان عازباً يضع علامات استفهام كثيرة حول حياة هؤلاء الناس، فمنهم من يتصور أن هذا العازب/ العازبة.. يعاني/ تعاني.. من مشكلات معيبة جداً في تكوينها النفسي والجسدي لدرجة يعتقد فيها الاثنان بأنه من الأفضل البقاء ضمن حياة العزوبية؛ لإخفاء تلك العيوب المفترضة.
مع أنه يمكن أن تكون مفروضة على المرأة أو الرجل لأسباب أعمق مما نتصورها، وبالطبع فإن أحداً من هذه الفئة لن يفشي أسباب تفضيله العيش وحيداً من دون زواج.
مفهوم العزوبية من مجتمع إلى مجتمع
يختلف مفهوم العزوبية من مجتمع إلى آخر، فهناك مجتمعات تكون فيها فكرة العزوبية معيبة وغير مقبولة بحيث إن المجتمع يعتبر الزواج هو الأمر الطبيعي وليس العكس، ومنها المجتمعات العربية، ينظرون للعزوبية على أنها حالة غير طبيعية، وهنا تبدأ التكهنات والقيل والقال والشغف لمعرفة الأسباب التي جعلت فلاناً أو فلانة تعيش حياة العزوبية.
ولكن هناك مجتمعات أخرى تنظر للعازب أو العازبة نظرة عادية، من حيث إن كل إنسان له الحق في اختيار مسيرة حياته، ولكن الأمر ليس كذلك 100%.
كما قالت الدراسة أعلاه، فإن حالة العزوبية لا تكون طبيعية إذا تركز التفكير على ضرورة بناء الأسرة التي يتألف منها المجتمع، فقلة الميل لبناء الأسرة وإنجاب الأولاد تؤثر سلباً على كثير من المجتمعات الغربية المتطورة، بحيث إن عدد سكانها الأصليين يتقلص، وهناك أمثلة كثيرة على ذلك نجدها في الدول الإسكندنافية التي بدأت تعاني من نقص في عدد السكان بسبب عدم الرغبة في الزواج وبناء أسرة.
هل العازب/ العازبة سعيد/ سعيدة في الحياة؟
بسبب عدم معرفتنا الدقيقة فيما إذا كان العازب سعيداً في الحياة يجب علينا تجنب قول عشرة أشياء لهم، فما هي؟
أولاً، لا تقولي للعازب أو العازبة: ليتني كنت عازبة مثلك
إن قول مثل هذه العبارة للعازب أو العازبة يمكن أن يفهم بأنه استهزاء منهما بسبب عدم قدرتهما على تحمل مسؤوليات الحياة مع شريك أو شريكة يتقاسمان الحياة، وبذلك فإن العازب يفهم هذه العبارة على أنها تحجيم لقراره العيش عازباً.
ثانياً، لا تقولي للعازب أو العازبة «ماذا تنتظر حتى الآن»:
إن العازبين يعتبرون مثل هذا السؤال وقحاً جداً يقلل من شأنهم ومن قدرتهم في إيجاد الشريك المناسب، ويفهم على أنه تدخل في خصوصياتهم.
ثالثاً، لا تقولي إن هناك الكثير من الأسماك لاصطيادها
إن مثل هذه العبارة تزعج العازبين كثيراً، من حيث فهمهم لها بأن هناك الكثير من الشركاء، ولكنهم غير قادرين على الاصطياد، وكأن الناس تحولوا إلى سلع يمكن التساوم عليها، ولكنهم، أي العازبين، لا يستطيعون الحصول على شيء.
رابعاً، لا تقولي بأن العزوبية أمر غير عادي
يمكن أن تؤدي هذه العبارة إلى كثير من المعاناة النفسية، خاصة عند أولئك الذين فرضت عليهم العزوبية فرضاً، ربما يكون مثل هذا العازب على دراية بأن العزوبية المفروضة عليه هي أمر غير عادي، ولذلك ليس هناك حاجة للنطق بهذه العبارة أمامهم.
خامساً، لا تقولي للعازب أو العازبة «أنت لم تلتق بالشريك المناسب»
ذلك يمكن أن يعني بأنهم غير قادرين على تحديد مواصفات من هم مناسبون أو غير مناسبين لهم، وكذلك فإن البحث عن الشريك المناسب يعتبر أمراً شخصياً.
سادساً، لا تقولي: اذهب واستمتع ما دمت غير مرتبط
إن قول هذه العبارة أمام العازب أو العازبة قد يفسر على أنه إهانة؛ لأنها تحث على ارتكاب أخطاء قاتلة قد تفسد عليهم البيئة التي اختاروا العيش فيها.
سابعاً، لا تقولي اخرج من البيت كثيراً علّك تجد أحداً يسليك
هذه العبارة يمكن أن يفهمها العازب على أنها تدخل في نشاطاته الحياتية، فاتخاذ قرار الخروج أو البقاء في المنزل أمر يخصه، كما أن التسلية بالنسبة للعازب قد لا تعني ممارسة سلوكيات مشينة، بل القيام بنشاطات أخرى.
ثامناً، لا تقولي إذا جربت فإنك ستغير رأيك
هذه العبارة قد يفهم منها العلاقة الحميمة، فالعازب أو العازبة ليست بحاجة لنصيحة أحد من أجل تجربة هذا أو ذاك، كما أنها تعتبر بشكل خاص إهانة كبيرة للمرأة.
تاسعاً، لا تقولي للعازب سافر لكي لا يراك أحد
هذه العبارة تعتبر مسيئة، فهي قد تعني بالنسبة لهم أنهم خائفون من الظهور في المجتمع الذي يعيشون فيه وقد تعني أيضا حثهم على ارتكاب الأخطاء بعيداً.
عاشراً، لا تقولي للعازب أنك تعاني من مشاكل حميمية
العبارة مؤذية جداً لمشاعر العازب أو العازبة، وكأنه مريض أو يعاني من عيوب، ربما تكون هناك مشاكل حميمية تؤدي إلى تفضيل حياة العزوبية، ولكن من يعاني منها لا يريد أحداً أن يعرف عنها أو أن يتطرق لها.