حققت حبيبة الغريبي البطلة التونسية في ألعاب القوى، رقماً قياسياً إفريقياً وعربياً وعالمياً في سباق 3000 متر موانع (حواجز) للسيّدات لم تحققه بطلة أخرى قبلها، وكان مؤخراً في بروكسل بمناسبة ملتقى بروكسل الدوري لألعاب القوى، وقد قطعت العداءة التونسية المسافة بزمن قدره 36. 9:05 دقيقة، وتمّ استقبالها عند وصولها إلى المطار استقبال الأبطال، وكان استقبالاً شعبياً ورسمياً، إذ حضر وزير الشباب والرياضة، ووزيرة المرأة، إلى جانب عدد من الجمهور؛ للترحيب بها، والتعبير لها عن فخرهم واعتزازهم برفع راية بلادها عالياً، وقد شكت حبيبة الغريبي مرّات عديدة في السّابق من إهمال الإعلام لها، وعدم اهتمام المسئولين ودعمهم لها، لكن يبدو أن الحال تغير، وأنها أصبحت تحظى بكل العناية والتقدير والتشجيع المادي والمعنوي.
تكريم ووسام
وقد كرّم رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي، البطلة العالمية التونسية حبيبة الغريبي، بإسنادها الصنف الثالث من وسام الجمهورية، واستقبلها في قصر الجمهورية بقرطاج، وأكّد رئيس الدولة على اعتزاز تونس ببطلتها التي رفعت الراية الوطنية عالياً في المحافل الدولية، وجدّد تشجيعه لها لمزيد البذل وتحقيق التتويجات.
وعقب اللقاء أفادت البطلة حبيبة الغريبي أن تكريمها من قبل رئيس الجمهورية يمثّل حافزاً لمزيد من حصد التتويجات العالمية، خاصة في الألعاب الأولمبية المقبلة بالبرازيل السنة القادمة 2016.
ميدالية فضية في الألعاب الأولمبية بلندن
والبطلة الأولمبيّة التّونسيّة حبيبة الغريبي، تبلغ من العمر42 عاماً وطولها متر و74 سنتيمتراً، وتنتمي حالياً إلى نادي «فرانكفيل» الفرنسي، وتشارك باسم تونس في أكثر المسابقات الدولية، وتحقق النجاح بعد الآخر، وقد فازت بالمرتبة الثانية في بطولة العالم التي جرت في كوريا الجنوبيّة.
وكانت حبيبة الغريبي ابنة محافظة القيروان قد نجحت في الحصول على المرتبة الثانية في سباق العدو «ثلاثة آلاف متر موانع» في الألعاب الأولمبية التي جرت في لندن عام 2012 بتأخر بعض الثواني على الروسية «زاريبوفا» التي جاءت في المرتبة الأولى وفازت بالميدالية الذهبيّة، وحبيبة الغريبي هي أول امرأة تونسية تحصل على ميدالية أولمبية.
والجدير بالذكر أن حبيبة الغريبي كانت وهي طفلة، وبسبب بعد مدرستها عن قريتها الريفية، تقطع عدداً من الكيلومترات على قدميها كل يوم، وهو ما درّبها على العدو مبكّراً مثلما ذكرت ذلك في حديث سابق لها مع مجلة «سيدتي» إلى جانب موهبتها طبعاً وتركيبتها البدنية، وقد تم التفطن إليها أثناء مشاركاتها في الألعاب المدرسية، وهي تقيم في فرنسا وتخضع لنظام تدريب يومي، وكل وقتها مخصص للتدريب والمشاركة في المسابقات الدولية، كما تخضع لنظام تغذية صارم، وتتمتع بمراقبة ومتابعة طبية منتظمة.