الفنانة أصالة شخصية من السهل محاورتها رغم أفكارها التي تأخذك إلى أماكن فوق السحاب. تحمل الكثير من الفلسفة وأيضاً الكثير من المتناقضات. ومع ذلك، تقنعك بوجهة نظرها. عفوية في تصرفها. ليست أنانية لكنها في المقابل تحب نفسها وتعمل ما يرضيها. حاضرة لكل تطور يدفعها قدماً. تحدثت أصالة عن علاقتها بالممثلين السوريين ولكنها رفضت التحدث مرة أخرى فيما يخصّ مواقفها السياسية واختارت الصمت على المجاهرة بها. قالت إن صداقاتها مع الفنانين تتحكم بآرائها عنهم. في جلسة حوار مع "سيدتي" لم تتعد مدته 20 دقيقة قالت أصالة الكثير في ما يلي. كما التقطت لها "سيدتي" صوراً عفوية حيث بدت أصالة على سجيتها في الحديقة وهي تشمّ رائحة الورد تارة وتلهو بالمياه تارة أخرى.
نلاحظ هدوءاً في مواقفك السياسية مؤخراً، فإذا عدنا إلى حفلك الأخير في مهرجان «الموازين»، نلاحظ أنه كان هادئاً على صعيد أدائك الغناني ولم نسمع منك أغنيات ثورية تعلنين من خلالها موقفك السياسي كما حصل في حفلك في «الموازين» عام 2012، ما الذي تغير بأصالة؟
أنا لا أضع خططاً أو أرسم خطاً وأمشي عليه قبل صعودي إلى المسرح، بل العكس صحيح، إذ أكون جداً طبيعية وأتصرف بتلقائية. وغالباً ما أعيش حياة كاملة متكاملة في مشاعري أعود بها لمرحلة طفولتي وكل مراحل عمري. وأكبر ابتسامة أرسمها وأحسها نابعة من داخلي هي ابتسامتي على المسرح حيث أعيش حياة مختلفة عن أي حياة أخرى سبق وعشتها. وفي حفلي على مسرح «الموازين» هذا العام كنت جداً سعيدة به. أما في ما يتعلق بمواقفي السياسية فقد أصبحت أكثر نضجاً، ووعياً علماً أن أفكاري السياسية مازالت موجودة، لكن أسلوب تعبيري عن أفكاري هو الذي اختلف واقتنعت أنه ليس من الضرورة المجاهرة بأفكاري علناً. فأنا مازلت ثابتة على مواقفي لكن استنتجت أن الصمت يخيف الآخرين فالتزمته.
أستعير الماس ولا أشتريه
لقد تطورت كثيراً عن الماضي فنياً واجتماعياً، هذا التطور نتيجة ماذا؟
أنا إنسانة مطيعة في حياتي، حتى مع الملحنين أسعى جاهدة لكي أطور صوتي لإرضائهم. لست شخصية عنيدة بل أسمع الكلمة وخاصة من الذين أحبهم وأعمل بالنصيحة التي توجه لي، علماً أنني لا أحب النصائح إلا إذا كانت صادرة عن أشخاص أحبهم، أعمل بها بلا تردد. وأنا حاضرة وموافقة على أي تطور وعلى أي شيء قد يزيدني علماً ويدفعني خطوات إلى الأمام أتعلمه وأعمل به بكل رضى ومحبة.
ماذا تعلمت أصالة في حياتها؟
تعلمت أن الحياة تافهة جداً. ونحن البشر أعطينا الحياة قيمة أكثر مما تستحق. لذلك، أنا أقول دائماً هذا الماس الذي أرتديه ليس ملكي إنما استعرته. كلامي هذا أعنيه لأني لا أرتدي الماس إلا لضرورة عملي، ولا يعني لي أن يعرف الناس إن كان الماس ملكي أو لا لأني لا أتغنى به. فرغم نظرتي الزاهدة للحياة، أحب تفاصيلها وأعيشها. فممكن أن أمسك بيدي وردة أو جزع شجرة مثلاً من حديقة أكون موجودة فيها، وأستمتع بلمسهما وأحس أنهما أعطياني طاقة إيجابية. زهدي في الحياة لا يعني أني أتمنى لنفسي الموت، بالعكس أنا أحب الاهتمام بنفسي وأعمل ما بوسعي لراحتها.
أحب نفسي ولكن لست أنانية
هل حبك لنفسك وصل بك إلى درجة الأنانية؟
أبداً. أنا أحب نفسي والاهتمام بها كثيراً. أهتم ببشرتي وبثيابي لكني لست أنانية. الأناني لا يحب نفسه ولا يحب الآخرين. أنا بالعكس أحب حتى المنافسين لي بالفن. فالفنانة أنغام مثلاً منافِسة لي لكني أحبها كثيراً وأخاف عليها كأنها أختي. فأنا أحب كل زملائي وكل من ينافسني وأتعلق بأصدقائي. الفنانة نجوى كرم مثلاً من خلال موقف لها مع المصمم نيكولا جبران شعرت أنها «ست» ممكن جداً أن تصبح صديقة لي. الفنانة شيرين عبد الوهاب أحبها كثيراً. الفنانة إليسا أعشقها وأعشق شخصيتها.
قيل إنك رفضت أن تكوني مكان شيرين عبد الوهاب في لجنة تحكيم برنامج «ذا فويس» وإنك طلبت من إدارة mbc أن تغير «فورمات» (شكل) البرنامج لكي توافقي. هل صحيح ما قيل؟
طبعاً، لا ينفع أن أحلّ محل أحد في لجنة التحكيم. لم أطلب تغيير «فورمات» البرنامج. لكن، طلبت منهم إذا كان لديهم فكرة جديدة لبرنامج جديد مستقبلاً حينها قد أفكر بالموضوع. لكن اتفاقي معهم سيكون حينها صعباً لأن شروطي قد لا يوافقون عليها.
استضفت مايا دياب لأنها صديقتي
استقبلت في برنامجك «صولا» على قناة دبي العديد من الفنانين والفنانات، من الفنانة التي كانت بالنسبة إليك مفاجأة؟
مع احترامي لكل الفنانين، فهم جميعهم جيدون، لكن الفنانة نوال الكويتية كانت بالنسبة لي مفاجأة. لم أتخيل بحياتي سيدة مثلها بهذه الصراحة والثقافة والحضارة والحكمة في شخصيتها. حقيقة، نوال الكويتية سحرتني لم أنتظر في حياتي سيدة من العالم العربي مثل نوال صاحبة فكر متطور.
لماذا لم تستضيفي الفنانة هيفاء وهبي في برنامجك «صولا»؟
لم أستضفها لكي لا أظلمها.
لكنك استضفت الفنانة مايا دياب؟
استضفتها لأنها صديقتي.
إذاً، لعلاقاتك الشخصية مع الفنانين دور في تحديد ضيوفك، بمعنى آخر أنت لست موضوعية في عملك؟
أكيد و«إجباري» أن أكون غير موضوعية. ولا أنكر ذلك. كل عمري علاقاتي الشخصية تلعب دوراً مهماً في حياتي وقراراتي.
هل تعرفين هيفاء وهبي عن قرب؟
هيفاء لطيفة جداً ومحِبّة. ولقد التقتيها مرة في لندن وقمنا سوياً بالتسوق من أسواق لندن. فهي لطيفة جداً.
أحب هؤلاء الممثلات
من من الممثلات تحرصين على متابعة مسلسلاتهنّ، وكيف هي علاقتك مع الممثلات السوريات؟
أنا أحب كثيراً الممثلة غادة عبد الرازق، وأحب وأحترم منى زكي وأعتبرها أهم سيدة على وجه الأرض. الممثلات السوريات جميعهنّ يعجبنني، وإن كنّ لا يحببن تصريحاتي السياسية، علماً أن جميعهنّ لديهنّ مواقف سياسية. لكن كنده علوش مازالت تحبني.
مداخلة مع طارق العريان
لو عرض عليك دور في الدراما العربية يجمع ما بين ممثلين سوريين ولبنانيين، هل توافقين على دخول هذا المجال؟
(مازحة) نعم، لكن شرط أن لا يكون زوجي طارق المخرج لأنه لا يراني ممثلة.
وكانت أصالة تتحدث وإلى جانبها زوجها المخرج طارق العريان الذي علق قائلاً: «صحيح، أنا لا أراها ممثلة؛ لأنها لم تخض تجربة التمثيل من قبل. فهي تغني وأنا لم أر مغنية مثلت وكانت أفضل من دورها كمغنية. لذلك، لا أرى أصالة كممثلة فأفضل لها أن تبقى مطربة أولى».
لكن تجربة الفنانة سيرين عبد النور كمغنية في التمثيل نجحت وهذا ما يثبت عكس كلامك؟
طارق: سيرين عبد النور ليست مغنية هي ممثلة لا مغنية. لذلك، نجحت كممثلة.
لا أحب التجارة ولا أفهم فيها
«60 دقيقة حياة» عنوان ألبومك الأخير يحمل الكثير من المعاني والبعد الفلسفي، ماذا يعني «60 دقيقة حياة» عند الفنانة أصالة؟
كل إنسان بحاجة إلى 60 دقيقة لكي يعيشها كما يحب، وبحسب نظرته للحياة. أقل شيء أن أعيش يومياً 60 دقيقة حياة وأستمتع بها مع أولادي وأصدقائي.
هل كوّنت أصالة لنفسها ثروة تمكنها أن تكون سيدة أعمال في المستقبل؟
لا أحب التجارة ولا أفهم فيها، ولا أحب أن أكون سيدة أعمال. في ما يتعلق باستثماراتي فأنا استثمرت بالبشر أي بأولادي. فأنا أعلّمهم أحسن تعليم. زوجي طارق هو الذي يستثمر ويفهم بالتجارة. أنا بعيدة عن هذا المجال.
أصالة على طبيعتها
حديث أصالة كان مختصراً مع «سيدتي» (على أن يكون لنا لقاءات أخرى موسعة معها قريباً) بسبب ارتباطها بموعد خارج الفندق. لكن، قبل خروجها، تجولت في حديقة فندق «تور حسان» في الرباط وجلست على حافة نافورة المياه وسط الحديقة قائلة: «هذه النافورة تذكرني بأيام الطفولة، فأنا أحب المياه كثيراً فهي تشعرني بالحياة. وصوتها يطربني. ثم، قامت واقتربت من وردة بيضاء وتنشقت رائحتها قائلة: «الله على الورد الأبيض وجماله، فأنا لا أحب قطف الورد حفاظاً على جماله. فقط أحب لمسه فهذا يمنحني شعوراً جميلاً مليئاً بالحب والسلام». وأهدت الوردة البيضاء لعائلتها ولكل محبيها.
وقد اختارت أصالة مقعداً بجانب المسبح لتجلس عليه وتناولت فاكهة الكرز قائلة: «لقد اشتقت لتناول الكرز من لبنان».
تابعوا أيضاً:
أخبار المشاهير على مواقع التواصل الإجتماعي عبر صفحة مشاهير أونلاين
ولمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر تويتر "سيدتي فن"