البروفسور طوني تنوري، رئيس قسم جراحة العمود الفقري في جامعة بوسطن الأميركية، وصاحب مجموعة من الاختراعات في الجراحة الذكية للعمود الفقري، يخص "سيدتي نت" بحوار حول أبرز التطورات في مجال هذه الجراحة، فيقول:
أسهمت الجراحة الذكية في تطوير عمليات جراحة الظهر والعمود الفقري. ويتم العمل على تطوير آلة تثبّت بين أحد جانبي الجسم والبطن، وصولاً إلى العمود الفقري، في مكان "الديسك"، وذلك دون المساس بالأعصاب والعضلات. وهذه الآلة ستمكّن الأطباء من معالجة كافة أنواع "الديسك" مباشرة. وقد نجحت الاختبارات على هذه الآلة وستقوم "جونسون اند جونسون" بتبنيها وتعميمها عالمياً.
أبرز مشاكل العمود الفقري
يعد "الديسك" من أبرز مشاكل العمود الفقري، والناتج عن هشاشة العظام، المرض الذي يبدأ صامتاً ويصيب الإنسان مع التقدم في السن. لكن الآلام تظهر حين تضعف العظام وتبدأ بالتكسر، لتضغط على الأعصاب.
وحال بداية مشكلة "الديسك" في العمود الفقري، سوف يستمر التفتت في الحلقات مع مرور الزمن، فتحدث انزلاقات غضروفية، ونفور في الفقرات المتضررة تضغط على العصب الوركي أي الممتد إلى الساق sciatic nerve ، وعندئذ يظهر الأذى الفعلي للمريض.
وبما أن فقرات العمود يجب أن تكون متباعدة عن بعضها البعض وكأن "بالون هواء" موجود في ما بينها، فحين يتراجع الضغط داخل "الديسك" مع الوقت، تصبح هناك حركة بين فقرات العمود الفقري تسمى Instability in spine، يمكن أن تتمظهر في واحدة من العارضين التاليين:
_انزلاق الفقرة إلى الأمام Spondylolisthesis.
_ الانزلاق الغضروفي إلى أحد الجانبين Slipped disc ، الذي يؤدي إلى اعوجاج في العمود الفقري Scoliosis.
الفلفل الأسود لمحاربة الدهون وتقوية المناعة!
النساء يتفوقن على الرجال!
ويشير البروفسور تنوري إلى أنَّ النساء يعانين من مشاكل العمود الفقري بنسبة أكبر من الرجال في بعض الحالات. فالمسافة بين فقرات المرأة أكثر ارتخاء، لأنها أكثر ليونة من الرجل، وبسبب نقص الهرمونات، ولا سيما الاستروجين مع التقدم في السن، تتعرض لانزلاقات في فقرات الظهر بشكل أكبر.
لكن المفهوم المتداول بأنَّ مرض هشاشة العظام لا يصيب سوى النساء، هو حتماً خاطىء. فمع التقدم في السن، سوف ينضب مخزون الكالسيوم في الجسم لا محالة لدى الجميع.
الجراحة الذكية
وحول أهمية الجراحة الذكية للعمود الفقري، يقول البروفسور تنوري:"هناك عدة براءات اختراع ظهرت عام 2002 ، ترتبط جميعها بإجراء جراحات للعمود الفقري وفقاً للطريقة الذكية Minimally invasive، وبأقل ضرر ممكن للمريض.
حيث يلجأ الطبيب إلى إحداث شق صغير جداً، عوضاً عن تمزيق العضل و/أو مفاصل الظهر، ومن دون المساس بالأعصاب، لإجراء الجراحة.
وأول نظام أطلق عليه system Viper، بدأنا به في أميركا عام 2004، وهو كناية عن طريقة لتثبيت مجموعة البراغي في فقرات الظهر، من دون إحداث شقوق كبيرة، كما يحدث في الطريقة التقليدية، وما يمكن أن ينتج عنها من مخاطر، كالنزف وما يتبعه من مشاكل خطرة، والشلل وغيرها".
مضاعفات بسيطة
وعما إذا كانت تنتج بعض المضاعفات عن الجراحة الذكية للعمود الفقري، يشير البروفسور تنوري إلى أنَّ احتمال حدوث مضاعفات لا يغيب عن أي نوع من أنواع الجراحات التي تستهدف جسم الانسان، لكن مضاعفات الجراحة الحديثة ضئيلة جداً، ونسبة احتمال حدوث التهابات لا تتعدى 0,8 بالمائة، فيما تتراوح بين 5-8 بالمائة في جراحة العمود الفقري الكلاسيكية.
كما أن مكوث المريض في المستشفى أقل، وفترة النقاهة التي يحتاجها للتعافي وعودته إلى مزاولة حياته الطبيعية تكون أسرع.
نصائح وقائية
وللوقاية من "الديسك" المبكر، يقدم البروفسور تنوري النصائح الآتية:
_الحفاظ على مخزون جيّد للكالسيوم في الجسم، والتركيز على تناول الفيتامين "د" للوقاية من هشاشة العظام.
_ تجنّب الجلوس الطويل، مع مراعاة الجلوس بوضعية صحيحة، خصوصاً أثناء العمل.
_ ممارسة الرياضة بانتظام لتفادي الكثير من الأمراض التي يمكن أن يصاب بها الإنسان مع تقدمه في السن، والتركيز على تقوية عضلات البطن والظهر، والإكثار من رياضة المشي.
_التخلي عن التدخين والمشروبات الغازية اللذين يؤثران، بشكل غير مباشر، على قوة العظام ومدى تماسكها.
_ وللنساء: ارتداء حذاء متوسط الارتفاع، حرصاً على عدم إصابتهن بآلام في منطقتي الظهر والقدمين.
سيعجبك أيضاً: