الثراء لا يقتصر على الرجال، بل للنساء نصيب، وصار لهن قائمة خاصة ولفتة اقتصادية وإعلامية ساطعة؛ لأنهن تتنوعن بين ثريات عصاميات وأخريات ورثن المال والجاه من الأب أو الزوج.
تفاصيل حياتهن مثيرة تستحق أن تُقرأ باهتمام ويتم الوقوف عليها بانبهار، إنه جانب من تفاصيل أسرار أثرى نساء العالم، وكيف صرن من طبقة الأكثر مالاً ونفوذاً؛ بفضل سلطة الثروة التي منحتهن الشهرة وحياة راقية.
زوو كنفي
عاشت الصينية «زوو كنفي» حياة طفولة قاسية بسبب الفقر، لكنها صارت بعد عقود تلقب بالمليارديرة العصامية، التي كانت تتقاضى دولاراً واحداً يومياً كأجيرة في مصنع يختص بإنتاج العدسات اللاصقة. تمكنت الصينية «زوو»، التي تنحدر من عائلة تمتهن الفلاحة وتقطن في قرية صغيرة في مقاطعة «هونان»، بعد ذلك من جني ثروة لا تقل عن 7 ملايين دولار بكدها وذكائها وتميزها، على اعتبار أنها لم ترث من عائلتها شيئاً، بل إن حياتها كانت تتسم بالبؤس والتواضع؛ لأن والدتها رحلت في سنها المبكرة، بينما الأب كان طريح الفراش؛ بسبب شلل جسده التام الناجم عن حادث مصنع، ويذكر أن الصينية سيدة الأعمال المثابرة تنحدر من نفس القرية التي نشأ فيها الزعيم الصيني «ماوتسي تونغ»، ونجاح «زوو» كسيدة أعمال بارزة بعد تأسيسها لشركة صناعة «شاشات اللمس» يفند فرضية أن الغني، خاصة إذا تعلق الأمر بامرأة، يحول إليها الثراء عن طريق الوراثة.
الخياطة الصغيرة
ويوجد بالقارة السمراء «أفريقيا» سيدة أعمال أخرى ثرية تجذب الاهتمام، كونها عصامية جمعت ثروتها بجهدها وتفانيها في العمل، إنها «فلورنشو ألاكيجا» النيجيرية التي بدأت حياتها العملية من الصفر ومن دون شهادات جامعية، حيث ولجت حياتها العملية كخياطة صغيرة أجيرة بورشة خياطة، وعبر رحلة طويلة من الجد تمكنت من فتح شركة خياطة «Supreme Stitches»، واقتحمت بذلك عالم الموضة ببلدها، ثم وسعت استثماراتها بفضل طموحها في مجال النفط والتعدين، مفتكة في سنة 1993 رخصة التنقيب عن النفط، وتقدر اليوم ثروتها بـ1.2 مليار دولار.
صناعة الحلوى
وبالموازاة مع ذلك صناعة الحلوى، بوأت العائلة مكانة اجتماعية مرموقة ورصيداً مالياً ضخماً وورثت المليونيرة «جاكلين مارس» كل ذلك عن والدها، حيث تقدّر ثروتها اليوم بـ20 مليار دولار، وبلغت من العمر74 خريفاً، وتملك رفقة أخويها أكبر شركة لصناعة الحلويات في الولايات المتحدة الأمريكية بعلامة Mars، حيث تسوق يومياً 400 مليون قطعة في أمريكا وحدها.
المسنة ملكة «لوريـال»
تلقب بالعجوز الثرية، التي لا تقل سنها عن 92 عاماً، ويتعلق الأمر بالفرنسية «ليليان بيتنكور» الوريثة الوحيدة لشركة «لوريـال» الشهيرة التي تطرح في الأسواق العالمية 23 ماركة عالمية، وتشغّل 64 ألف موظف، تعرف كذلك بالوريثة المدللة للإمبراطورية العالمية لمستحضرات التجميل، كون الوالد «يوجين شولر» أسس الشركة في عام 1909، وناهزت ثروة «ليليان» 31.3 مليار دولار، وتمتهن إلى جانب ذلك الأعمال الخيرية التي تصب في مكافحة أورام السرطان وآفة الأمية، وزوجها أندريه بيتنكور، رجل أعمال وسياسي يقاسمها اهتمام ريادة الأعمال. سر نجاحها ومحافظتها على الشركة واتساع حجم الثروة، يرجع إلى انضمامها إلى فريق العمل باكراً وعمرها لا يتعدى 15 ربيعاً، حتى صارت ملكة المؤسسة الرائدة في سن متقدمة.
تشخيص طبي
بينما إليزابيث هولمز تعد أصغر مليارديرة بالولايات المتحدة الأمريكية؛ لأنها توجد في عقدها الثالث، تخلت عن مقاعد الجامعة لتنشأ مؤسسة خاصة بها، حتى تحقق طفرة فعلية في الخدمات الصحية ببلدها، وفي سن مبكرة لا تتجاوز الـ19 ربيعاً. استحدثت «إليزابيث» بشجاعة كبيرة وفي تجربة فريدة من نوعها مؤسسة من مدخرات المال الذي وفره لها والدها لاستكمال مسار تعليمها الجامعي، وتولي هذه الشغوفة بعالم الأعمال اهتماماً بالأفكار الجديدة للشباب، وكذا الابتكارات، كونها تمكنت من التخطيط والتجسيد لتطلعاتها في وقت مبكر من عمرها. والجدير بالإشارة أن سيدة الأعمال «هولمز» أحرزت نجاحاً كبيراً ورقم أعمال عن طريق شركتها «Theranos» التي تنشط في مجال التشخيص الطبي، حيث تقدّر قيمته بنحو 76 مليار دولار.
المرأة الأكثر ثراء
ناهزت قيمة ثروة «كريستين والتون» 37.9 مليار دولار وعمرها لا يتعدى 61 عاماً، إنها أغنى امرأة في العالم على الإطلاق، وتنحدر من أمريكا الشمالية، حيث افتكت هذا اللقب بعد أن ورثت ثروة ضخمة عن زوجها، الذي توفي إثر حادث طائرة، أي يتعلق الأمر بالراحل «جون والتون» ابن مؤسس متاجر «وول مارت» المصنفة كإحدى أكبر وأهم شركة في العالم من حيث الإيرادات، وموجودة في الولايات المتحدة الأمريكية تمتهن البيع بالتجزئة. بعد وفاة زوجها، أخطأ الجميع في حنكتها؛ لأنها أظهرت تسييراً حكيماً وذكاء لا يستهان به، بعد أن لاحت الشكوك أنها ستبدد الثروة بسبب دلالها، لكنها في عام واحد ضاعفت من قيمة أسهم شركتها خمسة أضعاف كاملة، وتوجت المرأة الأكثر ثراء.
نشاط حيوي
ومن الثريات اللائي يجذبن الانتباه، الأميركية أليس والتون، البالغة 64 سنة، التي لديها ثروة ضخمة، ابنة تاجر التجزئة الكبير سام والتون مؤسس شبكة Wal – Mart، على اعتبار أن ثروتها وصلت إلى سقف 34.3 مليار دولار، وفتحت متحف كريستال بريجيز للفن الأمريكي في بنتونفيل لتعرض فيه أعمالها الخاصة، تعرف كناشطة حيوية في المجال الخيري وتوصف بالجود والكرم في بلدها.
يذكر أن الإحصائيات العالمية تتحدث عن تسجيل في حدود 2325 من المليارديرات عبر العالم، من بينهن 286 سيدة ثرية يملكن ثروة تناهز ما قيمته 930 مليار دولار من الاقتصاد الدولي.