بعد أن أكلمت دراستها فى مجال الحاسوب والهندسة بجامعة الملك فيصل، أكملت دراستها الجامعية، ونالت درجة البكالوريوس فى علوم الحاسوب والهندسة، تعلمت الإنجليزية لتتحدثها بطلاقة، بجوار الفرنسية لغتها الأم، روضة صالح ابنة تشاد التي هجرت الأبناء والوطن، تروي لسيدتي كيف تحولت من مهندسة إلى صاحبة قلم.
حُلمٍ صغير
أنا امرأة عاشقة للحرف والأوراق والبليتات، منذ صغرى وأنا أحلم بالجلوس على ديسك التحرير، لأكتب مقالاً أو عموداً، أو تحقيقاً صحفياً.
أكمل حلمي رغم الأمومة
تقول روضة: «أنا تشادية الأصل والمنبت سودانية الولاء، كانت وما زالت أمنيتي منذ صغري أن أحمل القلم وأكتب وأغوص في أعماق القضايا الإنسانية، التي تعنى بالمرأة لأن دولة تشاد تعيش حالة انتقال وطفرة تنموية تسهم فيها المرأة بقدر نريد له المزيد، لكن القلم النسائي لا وجود له بالصورة التي نريدها ونحتاجها»، وتضيف «تقدمت بأوراقي لوزارة التعليم للسفر إلى السودان ولكن تم استبعادي لأني متزوجة، وأم لأطفال مما أصابني بحزنٍ شديد، لكن زوجي ساندني ورحب برعاية أولادنا وأبدى استعداده للقيام بمهمة الأب والأم معاً، واصطحبته إلى اللجنة التي استبعدت أوراقي وأقسم أمامهم بموافقته علي سفري للسودان؛ لأصبح طالبة بكلية «أم درمان» الجامعية لتكنولوجيا الصحافة والطباعة، لتتبدل الأحوال وأصبحت طالبة بدلاً من أم لأربعة أطفال، لكني لم أحتمل الفراق الطويل، كنت أبكي ليلاً، وأراجع المذكرات قبيل الفجر، وأصلي وأدعو الله أن أحتمل الأمر، وكنت أنفق كل أموالي على المكالمات الدولية».
وتُكمل روضة قصتها قائلة: «تعلمت داخل قاعات كلية أم درمان لتكنولوجيا الصحافة، أن الصحافة المتخصصة هي المطلوبة محلياً وعالمياً، والقوالب الصحفية من خبر، مقال، تحقيق وتحليل ومؤتمرات، جميعها تحتاج للتخصص الدقيق وفنون الصحافة يتصدرها التخصص وتأتي الصحافة النسائية في صدر الاهتمامات المجتمعية، ووفقاً لما درسته مقتنعة تماماً أن المجلات النسائية تمثل أنجح وسيط إعلامي لنشر الوعي والتثقيف والترفيه داخل النسيج الاجتماعي، مهما كان وضعه التعليمي والثقافي والاجتماعي».
وعن زواجها تسرد روضة
«السودان وتشاد دولتان متجاورتان وتتزاوج القبائل بينهما كما هو معروف، والرجل التشادي متمسك بالزواج من قبيلته، أما الفتاة فلابد أن تتزوج قبل أن تبلغ العشرين»، وتكمل «رغم اعتراضي تزوجت وأنا طالبة جامعية، فقانون الأسرة لا يعرف الاسترحام، والأوامر تُطاع؛ لأن القبيلة قانعة بميراث عقائدها وتقاليدها».
الحنة في تشاد
قالت روضة: «الحنة نبات أخضر يتفاءل به أهل تشاد، لذا ينفرد بها المجتمع التشادي؛ لأنها تختلف تماماً عن أية مراسم عربية أو أفريقية، وعادة ما تتكلف أسرة الزوج بإحضار طبق الحنة لكل أهل العروس، ويقوم بوضع كمية من الحنة على اليد اليمنى للعروس، مع إهدائها كميات من المال والذهب؛ تيمناً لبداية مشوار حياتها».
الجرتق بين دارين
ومن العادات التشادية التي قد لا تعرفها عنا الشعوب الأخرى، عادة الجرتق بين دارين، والجرتق «من العادات القديمة جداً، ويتم إلباس كل من العريس والعروس ملابس حمراء اللون، وتقوم سيدة كبيرة السن من الأسرة «بجرتقة» العريس والعروس، أي: وضع حريرة حمراء اللون فيها هلال ذهبي اللون على جبهة كل من العريس والعروس، وقراءة نوع من الحرز يستخدم لدفع الضرر أو لجلب المنفعة، للاحتراز من الجن والحسد أو لجلب الحظ والثروة»، وهي تتم إذا كانت العروس تتمتع بالجمال هي وعريسها، ثم يتم زفة العروسة إلى دار زوجها مع قليل من الأهل، ولا يتم رحيل العروس إلى منزل زوجها إلا عقب إخفائها أسبوعاً كاملاً عن أعين الناس جميعاً بمن فيهم الزوج، وفي حفلٍ كبير يقوم أحد كبار السن بكشف قناع العروس، وتقديمها للحضور بعد أن يتلو آيات من القرآن على رأسها.