ليس من الصعب أن تكون المرأة شخصية بارزة يشار لها بالبنان، فالحياة تعطي فرصة التقدم والازدهار لمن يجتهد، لكن التحدي الحقيقي أن تكون المرأة رائدة ومتميزة على حق وليس على باطل في مجال يفيد ولا يضر ويثير البلبلة فيكون كالزبد الذي يذهب جفاء ولا يمكث في الأرض لينفع الناس.
قضايا الإسلام والمسلمين في الغرب لا تزال من القضايا الشائكة التي يكثر الجدل واللغط فيها بشأن الباحثين والناشطين والمستشرقين هناك، ومن أبرز الناشطات المسلمات المثيرات للجدل حالياً الناشطة أني زونفيلد، والتي سنلقي الضوء على سيرتها الذاتية في السطور التالية:
الناشطة الأمريكية أني زونفيلد من أصل ماليزي تبلغ من العمر "52 عاماً"، وهي ابنة سفير ماليزي سابق في الهند، استقرت في الولايات المتحدة الأمريكية منذ 1981، إذ تابعت دراستها في مجال الاقتصاد والعلوم السياسية قبل أن تؤسس عام 2007 منظمة حقوقية تسمى Muslims for Progressive Values.
وتصف أني صاحبة الديانة المسلمة نفسها بالمسلمة الليبرالية، والمسلمة التي لا تكره الرجال، وتسعى دوماً للتعريف عن ذاتها كامرأة مسلمة تنادي بالحقوق والواجبات من خلال منظمتها المنشأة رسمياً في لوس أنجلوس.
وقد بدأت مؤخراً بالدعوة لأمور مثيرة للجدل كفكرة إمامة المرأة للرجال، وإقامة صلوات مختلطة، وحق المرأة في إلقاء خطب الجمعة في المساجد، حيث ترى أن وقوف النساء في الصفوف الخلفية منافٍ للمساواة التي ينادي بها الإسلام.
وتعرف زونفيلد بأنها من النساء المسلمات القلائل في العالم ممن يقمن بإمامة الرجال والنساء داخل المساجد، إذ ترى وفق مواقفها التي تعلنها على وسائل الإعلام الأجنبية أن الإسلام جاء ليدعم المساواة الكاملة بين الذكر والأنثى، وهي المساواة التي تطال من وجهة نظرها المثليين والأقليات الطائفية والدينية، وهي القضايا التي ذكرت أنها تدعمها في الولايات المتحدة وخارجها عبر فروع منظمتها.
ولم تكتف بهذا الحد من إثارة الجدل، بل سافرت حالياً إلى دولة المغرب العربية لمناقشة ودعوة نشطاء حقوقيين وعلماء دين مغاربة من أجل إقامة صلوات مختلطة، وإتاحة الحق للمغربيات في الإمامة وخطب الجمعة، والنظر في ردود أفعال النشطاء، والتوصل بآراء العلماء في طرحها الديني، الأمر الذي يتوقع أن يكون له صدى معارض في المنطقة العربية .