تشير الإحصائيات إلى أنَّ اضطرابات القلق تؤثر في نحو 40 مليون شخص، في كلّ عام، حول العالم. وقد وجد علماء النفس ارتفاعاً كبيراً في القلق والاضطراب العصبي في العقود القليلة الماضية، وارتبط ذلك بقوة بتراجع الترابط الاجتماعي، الذي يشير إلى انهيار خطير في المجتمعات.
وقد لاحظ العلماء انخفاضاً حاداً في المشاركة المدنية، مع اكتفاء عدد كبير من الأشخاص بالتلفزيون بدلاً من التواصل المباشر مع الآخرين، فيما آخرون يتفاعلون مع الأجهزة الإلكترونية، ويبقون معزولين ومنهمكين في عوالمهم الافتراضية، على الرغم من وجودهم ضمن الأسرة.
مخالطة المرحين تساهم في التخفيف من الاكتئاب
فالرسائل النصية، وأصدقاء الفيسبوك وغير ذلك، أمور قد طغت على الإحساس بالانتماء إلى المجتمع، وأثّرت في المشاعر، وأفضت إلى تباعد الأشخاص عن أقرب الناس إليهم؛ لأنّ الاتصالات الإلكترونية تفتقر إلى حيوية "اللحظة الإنسانية"، التي تبني الثقة مع التواصل الشخصيّ.
تفقد مجتمعاتنا اليوم هذا الصدد الشخصي. فقد كانت المدن المحلية، أماكن لتبادل الناس السلع والخدمات والأحاديث، حيث يقومون ببناء علاقات دائمة الثقة، كما كنّا نعرف الناس في محلّ البقالة، أو في المكتبة القريبة، وهم يعرفوننا بالاسم والشكل. لكنه في الوقت الحاضر يتمّ استبدال هذه الأمور بالإنترنت، ويتم التسوّق من المنزل، من دون ترك المقاعد، ما يؤدي إلى تراجع الروابط الاجتماعية وإلى الشعور بالوحدة وفقدان المشاعر الإنسانية، لأن الكلمات التي يسمعها الشخص من الآخرين، لها تأثير بالغ في مشاعره، وتجدّد لديه الشعور بالثقة والأمان.
فمن دون المجتمع، يؤكد علماء النفس، نحن مجرّد أفراد معزولين، وتائهين في عالم افتراضي (عالم الإنترنت) لا يمكن الوثوق به.
عودوا إلى الروابط الاجتماعية، ولا تقضوا معظم أوقاتكم أمام الشاشات، وسوف تستعيدون حتماً الثقة بالنفس والشعور بالأمان.
سيعجبك أيضاً: