تشتكي بعض الأمهات من حالة غريبة تصيب الطفل، فهو يأكل وبنهم أشياء غير طبيعية وغير مألوفة وغير صالحة للأكل مثل الورق والطباشير والملح والثلج.
وترى الأم أن هذه حالة غير طبيعية وتتوجه إلى الطبيب لتفسير الحالة التي يعاني منها طفلها، وبدورها " سيدتي وطفلك" توجهت إلى الدكتور إيهاب الإمام، الذي تحدث عن هذه الحالة على أنها اضطراب سلوكي في الأكل لدى الأطفال حيث أشار إلى النقاط التالية بخصوصها:
_ تعرف هذه الحالة بحالة "بيكا"، وهو لفظ لاتيني لطائر يعاني من النهم أي أنه يأكل ولا يشبع.
_ تشتكي الأمهات أن الطفل يأكل أي شيء تقع عينه عليه سواء كان صالحاً للأكل أم لا
_ هناك أطفال يأكلون أشياء لا تؤكل مثل "الصابون والصلصال والطين والورق والدهان والطباشير والشعر".
_ هناك أطفال يأكلون أشياء صالحة للأكل؛ ولكن لا نأكلها دون طبخ مثلاً أو بطريقة غير مناسبة مثل البطاطس النيئة والثلج والنشا والملح والسكر بدون إضافته للأكل "سف " أو "سفوف"
_ لا يمكن أن يشخص وضع الطفل أنه غير طبيعي إلا إذا استمر في هذه الحالة لمدة شهر كامل
_ تظهر هذه الحالة في السنة الثانية أو الثالثة من عمره
_ لا يمكن أن نطلق على طفل أقل من عمر سنة أنه يعاني من حالة
"بيكا" لأنه بطبعه يضع أي شيء في فمه.
أسباب هذه الظاهرة :
_ لم تظهر أي دراسات تشرح وتفسر هذه الظاهرة التي عزاها البعض لسوء تغذية الطفل
_ هناك من أشار إلى نقص فيتامين "سي" لدى الطفل وبعض المعادن والأملاح مثل الحديد والكالسيوم والزنك وفيتامين د أحياناً.
_ نقص هذه المعادن والفيتامينات يكون سببها مشاكل في جهازه الهضمي
_ يجب ألا نغفل الأسباب النفسية مثل سوء معاملة الطفل أو انفصال الوالدين.
_مرضى التوحد
_ الأطفال الذين يعانون من الإعاقات العقلية.
أين تكمن الخطورة؟
-في حالة الأطفال الذين يتناولون أشياء مضرة وسامة مثل الإسمنت والرصاص، والتي تؤدي إلى أعراض عصبية وتلف في الدماغ أو تمزق في اغشية الجهاز الهضمي أو وجود طفيليات في الأمعاء.
-تظهر مشاكل في الهضم والإمساك أو الإسهال في حال تناول النشا والملح والثلج مثلاً.
متى تشخص الحالة على أنها حالة مرضية:
_ بعد مرور سن الـ سنة، وتواصلها لمدة شهر
_ أنها تكون غريبة عن بيئة وثقافات الأهل والعائلة وغير معتادة فالبدو مثلا لديهم عادات تختلف عن أهل المدينة.
العلاج
_ إجراء بعض الفحوصات للطفل لاستبعاد نقص الحديد والكالسيوم والزنك وبعض الأطباء يقومون بتحليل لنسبة الرصاص في جسمه.
.يتم معالجة أي نقص في الاملاح او المعادن او الفيتامينات التي تم ذكرها
_علاج سلوكي ونفسي واجتماعي من خلال التشاور مع طبيب نفسي وطبيب أطفال واخصائي سلوك
_ اللجوء لطبيب اسنان للتعامل مع اي اضرار للاسنان كآثار ضارة من أشياء صلبة .
التوعية والدعم الاسري والاهتمام ومراقبة الطفل
لم يثبت حتي الان وجود علاج دوائي ولكن وجدت الدراسات أن بعض الأدوية، التي تعمل علي تحسين الدوبامين، تساعد في الحد من هذا السلوك الشاذ.
-تدريب الطفل علي التمييز بين المواد الصالحه للاكل من غيرها
_التحسن غالباً للاطفال يكون بشكل تلقائي ومن الممكن ان يستمر للمراهقة ان لم تعالج بطريقة صحيحة وبالأخص مع الأطفال ذوي الاعاقة العقلية.