أثبتت الدراسات العالمية، أن 50% من الفتيات تهبط ثقتهن بأنفسهن وقت البلوغ، وفقدان الثقة هذا له أسباب عدة، منها بروز صدر الفتاة، وخوف الأم على المراهقة من الخروج واللعب كطفلة، وغيرها من الأسباب، لكنها تحافظ على صفة الثقة، في حال تلقت الدعم من الأهل في مرحلة البلوغ، فتنشأ ناجحة في اختياراتها.
على هامش حملة من Always#بنت_وأقدر، التقت «سيدتي نت» بالإعلامية منى أبوسليمان، التي شاركت في دعم هذه الحملة.
إلى أي نسبة تجدين أن هذه الدراسة تنطبق على المراهقة العربية؟
أؤيد النسبة التي خلصوا إليها، فمرحلة البلوغ هي مرحلة مهمة للفتاة العربية، وتعني التحول ما بين أنها طفلة أو امرأة تزداد مسؤولياتها، لكن الكثيرين يأخذون هذه المسؤوليات، ويجعلونها قيوداً على حياة الفتاة.
كيف نستطيع أن نساعد الفتاة في هذه المرحلة؟
الدراسات التي أجروها، تبين منها أن حرية الاختيارات، موجودة أصلاً عند الفتيات الصغيرات، ولكن الأمهات قد يحددن منها، ويصنعن القيود، وهذا أمر مؤثر، لدرجة أن الأم قد تنظر إلى ابنتها وتنزل الدموع في عينيها عندما ترى ابنتها تختار، وتقول في نفسها: «أنا كذلك كان نفسي بهذا الخيار وأنا صغيرة، لكن أحلامي راحت».
تتساءل منى: «لماذا تروح الأحلام، وهل على الأمهات أن يتركن الغصة في الحلق تتبخر كالأحلام، حتى ينقلنها، إلى جيل الفتيات الجديد؟ أفترض أنه على كل أم أن تحول هذه الغصة إلى ثقة بابنتها، التي قد تتحول إلى إنسانة متخوفة من كل خطر حولها».
الأهل هدفنا
إذاً الهدف من الحملة الأهل وليس الفتيات؟
بالتأكيد، فهم عندما يسحبون الثقة منها، في مرحلة التحول التي تمر بها سواء كانت جسدية أو نفسية، عليهم أن يعلموا أنهم يدفنون شيئاً في داخلها. وعلى الأم ألا تتجاهل غصتها عندما تنظر لابنتها المراهقة، وتتذكر أنها هي أيضاً تتمنى أن يكون لها اختياراتها، ومهمتها تحويل هذه الغصة، إلى شيء إيجابي.
وسائل التواصل
هل تعتقدين أن فقدان الثقة لدى الكثير من الفتيات لها علاقة بعصر التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت؟
علاقة غير مباشرة، فبسبب الإنترنت والإنستغرام كل مراهقة تحاول أن تثبت أن حياتها أفضل من الثانية، فتأخذ وضعيات مختلفة للصور، وتلتزم بالدايت والتمرينات، وتكذب بأنها تملك مشتريات، ربما لا تكون لها، تعرضها على الإنترنت، هناك فتيات يلجأن للريجيم وهن لسن بحاجة له، لقلة ثقتهن بجمالهن، حتى أن الكثيرات يبدأن بالعمليات التجميلية من سن الـ14
هذه هي الناحية السلبية، ولكن هناك ناحية إيجابية في الإنترنت، أن الشابات عندما يرين كيف يعيش الناس بسلام وحرية في الدول الأخرى؟ وكيف يتلقون تعليمهم، يمتلكون الشجاعة لقول «لا».
كيف استخدمت هذه الأداة في زرع الثقة في ابنتك؟
لا أترك ابنتي الصغيرة، تستخدم وسائل التواصل خلال الأسبوع، فغالبية الناس مهتمون بأشيائهم الشخصية والسطحية. ماذا أكلوا؟ ماذا لبسوا؟. هذا مرفوض، وأوفره لها في عطلة نهاية الأسبوع، التي تقضيها أصلاً في زياراتها الاجتماعية، فيصبح استخدامها للإنترنت محدوداً. كل هذا لأنني خائفة من فقدانها لثقتها بنفسها.
هل لاحظت أن وسائل التواصل الاجتماعي أثرت عليها مباشرة؟
لجأت مرة للريجيم وهي ليست بحاجة له، ولزرع هذه الثقة دائماً أردد أمام ابنتي عبارة: «كم أنتن جميلات! كم أنتن ذكيات!»، وعندما ترسم إحداهن رسمة حلوة أقول لعماتها وخالاتها بحضورها، وعندما تقول لي كلمة جميلة بطريقة بسيطة أقول لها إنها أسعدتني. هذه الأشياء الصغيرة تقوي الثقة لدى الفتيات، وتعطيهن إحساساً بأن لديهم مواهب ومهارات غير جمالهن فقط.
نصائح اتبعيها
ما هي النصائح التي تعطينها للمراهقات لزرع الثقة بأنفسهن؟
أن يعشن بإيجابية، فلا يتركن فقدان الثقة تزعزع قدراتهن، فيحرمن أنفسهن من دخول مجال معين في الدراسة، أو لا يلتحقن بعمل هو فرصة لهن. أقول لكل فتاة لا تشعري بأنك أقل من الناس، فأنت تواجهين تحديات أكثر من الشباب.
أحياناً تشعر الفتاة بأنها ليست على قدر كاف من الجمال والمعرفة، فتقبل بشاب أقل منها، فقط لرد التساؤل: «من سيتزوجها؟»، وهذا قلة ثقة بالنفس، بسبب عبارات لها في المراهقة مثل «أنت دبة»، وهذه تتسبب بأخذها لقرارات خاطئة، فالمراهقة نفسيتها حساسة جداً.
ألا تعتقدين أن هناك حدوداً للثقة؟
الثقة الزائدة تعني وجود مشكلة نفسية، فليس كل ما تفعله الفتاة يكون صحيحاً، والتربية الجيدة هي الأساس. ولكن إذا قلتم لي كيف أزرع الثقة في البنت؟ فلا بأس أن تجعلوها زائدة، لتقف بقوة، في مجتمع يسعى لتحطيمها، فأحياناً سيدة خبيرة بعملها تجد رجلاً ليس لديه مقدرة وأصبح رئيس عملها، فتشك في نفسها وأنها ليست قادرة على فعل الموقف، وتقول هناك شيء لا أعرفه، ولا تقول سأتعلمه وسأحاول، فالواثقة بنفسها هي واثقة في حياتها العملية والشخصية، وهذا كله يتكون في البلوغ.