تجربة الانتخابات بالنسبة للمرشحة الفائزة عن الدائرة الثانية للمجلس البلدي في جدة رشا حفظي هي امتداد لاهتماماتها بالشأن العام والريادة الاجتماعية ومبادرات المجتمع المدني، وقد استطاعت أن تلفت الأنظار إليها عبر حملتها الانتخابية وبرنامجها الذي تضمن عدداً من الملفات الاستراتيجية ذات الأهداف الواضحة، ورغم عبارة التفاؤل التي اختارتها "بدأنا وسنواصل" شعاراً لحملتها، إلا أنها لم تتوقع أن يصل عدد الفائزات إلى هذا العدد الجيد وعلى مستوى جميع مناطق السعودية، مما يشير من وجهة نظرها إلى أنها تجربة محورية في تاريخ المرأة السعودية التي باتت اليوم أمام مواجهة مباشرة لإثبات الذات والرد بشكل عملي على كل المحبطين والمشككين في قدراتها.
"سيِّدتي نت" التقى بها وكان معها الحوار الآتي:
- إلى أي مدى كان لديك تفاؤل بالفوز؟ ومن أين كنت تستمدين الدعم؟
مع بداية الحملة الانتخابية حظيت بدعم وتشجيع غير طبيعي من أهلي وعلى رأسهم والدتي وخالي -رحمه الله- وفريق عملي الانتخابي الذين كانوا يملكون كمية من الطاقة الإيجابية والتفاؤل، وكانوا دائماً يقولون لي: "ستفوزين"، ومع هذا الحماس وضعنا نصب أعيننا هدف تحقيق الفوز بأي وسيلة ممكنة، حيث كان اختيار وإعداد برنامج انتخابي أول تلك المهام، واشتمل البرنامج على خمسة ملفات رئيسية، وهي: أن يصل صوت الدائرة الثانية للمجلس البلدي من خلال إنشاء مجلس حي والمشاركة في كل المخططات الخاصة بالأحياء والمناطق في المجلس البلدي، التواصل بين السكان والمجلس البلدي والسكان وأعضاء الدائرة، تطوير أداء المجلس البلدي وعمل خطة استراتيجية لأعضاء المجلس وعمل معايير تقييم للعمل والأداء داخل المجلس ورضا المواطن عن المجلس، تنمية الخدمات في جدة، استحداث ملفات جديدة داخل الدائرة الثانية بحيث تكون هناك ملفات خاصة بكل حي عن احتياجاته وخدماته والخطط الخاصة بالأحياء والمناطق.
وتستدرك رشا: لكن بدأ الحماس يقل والخوف يسيطر علينا مع توالي المعوقات، ومنها: صعوبة التواصل مع الناخبين لعدم توفر قاعدة بيانات أو الالتقاء بهم بشكل مباشر، ومنع وسائل اتصال بالناخبين كالرسائل النصية، بينما لم يواجه المرشحون الرجال تلك الإشكالية نتيجة امتلاكهم لخبرات من تجارب انتخابية سابقة وكان من السهل تواصلهم مع الناخبين والالتقاء بهم والتواصل عبر "الواتس أب"، إضافة إلى صعوبات أخرى كقصر وقت الحملة الانتخابية، إلى جانب عدم وعي فئة كبيرة من الناخبين وعدم إدراكهم أهمية الانتخابات وعدم قدرتهم من جانب آخر على التواصل مع المرشحين والمرشحات ومعرفة برامجهم الانتخابية، وتزداد هذه الصعوبة في جانب الناخبات بسبب سلسلة أخرى من الشروط التعجيزية كوجود بطاقة هوية العائلة وتصديق أوراق من العمدة.
- ما الرسالة التي توجهينها للفائزات في الانتخابات؟
كانت الانتخابات تجربة مهمة ومحورية للمرأة السعودية، وأنا عن نفسي وبمقارنة بأول تجربة للمرأة وبكمية المعوقات التي واجهتها لم أتوقع هذا العدد الجيد من الفائزات في مناطق السعودية المختلفة وبأسماء بهذه القوة كالدكتورة لمى السليمان وهدى الجريسي، إلى جانب التشاؤم الذي كان سائداً في المجتمع وفي الأوساط الإعلامية من عدم توقع فوز أي امرأة، لذا بات من الضروري على المرأة عند توليها المهام في المجلس الانتخابي أن تكون مؤهلة ومتمكنة من قدراتها ومعلوماتها حتى لا تواجه أي انتقادات ونظرات محبطة .
بطاقة رشا حفظي
سيدة أعمال، شريكة مؤسسة في شركة "معاد" للاستشارات التنموية، والتي تقوم على تطوير الأفكار والمبادرات الاجتماعية والتطويرية، كما أسست شركة "ماركت لنكس" المتخصصة في تسويق وإعداد الفعاليات والمؤتمرات، وهي عضوة سابقة في عدد من لجان الندوة العالمية للشباب، ومنسقة متطوعة للقسم النسائي في مكتب توعية الجاليات لمدة سنة ونصف، وتنوعت مجالات عملها التطوعي خاصة في مجال مقارنة الأديان.