لماذا شنّ المغاربة حملة على الوزيرة شرفات أفيلال؟

7 صور

انهالت انتقادات وغضب في المغرب على الشبكات الاجتماعية في حق وزيرة بالحكومة المغربية، بعدما بخست، في برنامج حواري، المعاش الذي يحصل عليه البرلماني عندما تنتهي ولايته. رغم ارتفاع قيمته بالنظر إلى مستوى المعاشات في المغرب.


ويتعلق الأمر بشرفات أفيلال، الوزيرة المنتدبة المكلّفة بالماء. الوزيرة المغربية التي حلّت ضيفة في برنامج على القناة المغربية الأولى، يوم الثلاثاء الماضي، قالت فيه إن معاش البرلمانيين مجرد «جوج فرنك»، (جوج يعني اثنين)، والفرنك كان عملة رسمية قديمة في المغرب، ويعد الآن مرادفاً لمصطلح السنتيم؛ الذي هو أصغر جزء من العملة الدرهم، حيث يساوي كل درهم مئة سنتيم.


وقالت الوزيرة في البرنامج، رداً على سؤال للمنشط حول أسباب عدم تقليص معاشات البرلمانيين، إن المعاش الذي يأخذه كل واحد، والذي يصل إلى 8000 درهم مغربي «800 دولار»، يبقى مبلغاً بخساً، وأن البرلماني يساهم في صندوق تقاعده، كما أن هذا النقاش يبقى مجرد ترهات، وأن كل من لديه مستوى من الوعي لن ينساق وراءه».


تقليل الوزيرة من قيمة معاشات البرلمانيين، في ظل وجود احتجاجات عارمة على قرارات حكومية متعلقة بمعاش المغاربة، أثار انتقادات واسعة في الشبكات الاجتماعية؛ إذ تم إنشاء هاشتاغ #جوج_فرنك، للسخرية من كلام الوزيرة في بلد لا يتجاوز الحد الأدنى للأجور فيه 3000 درهم مغربي (300 دولار)، ولا يتجاوز معاش فئات كثيرة ألف درهم (100 دولار).


وكتبت الوزيرة معتذرة، بعد الضجة التي أحدثتها تصريحاتها في البرنامج الحواري على حسابها الشخصي بالفيسبوك: «لعل ما صرّحت به لبعض المنابر الإعلامية لم يكن كافياً لشرح موقفي مما أثير من نقاش حول تقاعد البرلمانيين والوزراء... أتقبل الانتقادات بصدر رحب، بالرغم من أن بعضها وصل إلى حد السب والتجريح...».


وأضافت: «للأسف، حديثي حول تقاعد البرلمانيين أُخرج من سياقه تماماً، في بلد ديمقراطي اختار البناء المؤسساتي، مما يقتضي احترام من تختارهم إرادة الشعب لتمثيلنا في المؤسسات المنتخبة، وعلى رأسها البرلمان، فالبرلمانيون هم نواب الأمة، منوطة بهم مهام المساهمة في بناء الوطن والدفاع عن قضايا الشعب».


وتابعت شرفات أفيلال: «أي تبخيس لدورهم فيه مسّ بالمؤسسات ومسّ بالديمقراطية، وهم يتقاضون معاشاتهم المؤَسسة انطلاقاً من اشتراكاتهم في الصندوق المغربي للتقاعد. أما عن استفزازي للطبقات الاجتماعية، فأنا جزء من هذه الطبقة نشأت وترعرعت بينها... وإذا كانت أي عبارة استعملتها قد وجد فيها البعض استفزازاً لمشاعره، فأنا أسحبها وأعتذر عنها».


وقررت الوزيرة المنتدبة المكلفة بالماء، شرفات أفيلال، بعد هذه الضجة عدم الحديث إلى وسائل الإعلام، على الأقل في الوقت الراهن، حيث لا تزال الضجة التي أثيرت بوصفها معاش البرلمانيين بـ«جوج فرنك» قائمة، إذ اعتذرت لإحدى الجرائد الوطنية عن عدم الكلام، حتى قبل أن تعرف موضوع الاتصال، مؤكدة أنها لا تريد الحديث في أي موضوع.


ولا تزال الضجة التي أعقبت التصريح المثير للوزيرة التقدمية حول معاشات البرلمانيين ووصفها بـ«جوج فرنك» متواصلة بابتكارات جديدة لنشطاء مواقع التواصل الاجتماعي. وأطلق فيسبوكيون هاشتاغاً جديداً؛ رداً على «استهزاء» الوزيرة أفيلال بـ«بغينا_جوج_فرنك»؛ بمعنى نريد زوج فرنك؛ للمطالبة بمنح الفقراء المغاربة «جوج فرنك»، بحسب عملة الوزيرة «شرفات أفيلال»، التي تساوي 8000 درهم شهرياً (800 دولار).