كارول سماحة فنانة وممثلة تعشق التطور والمعاصرة، استطاعت على مدار سنوات من التعب والكدّ أن تحجز لنفسها مكانة فنية. وهذه المكانة كانت من تعب ونتاج كارول نفسها دون أي مساندة سوى من جمهورها الذي أحبّها. كارول الفنانة اليوم أمّ لطفلة اسمها تالا. أم أجّلت لفترة قصيرة كل نشاطاتها الفنية وكل ما يعيق تواجدها بعيداً عن ابنتها وتربيتها لها، كتعويض لها عن السنوات التي ضاعت منها قبل أن تصبح أماً. كارول الأم بعد حرقة الانتظار لسنوات طويلة تستقبل يوم الأم بمشاعر مختلفة عن الماضي، بمشاعر أم ذابت حناناً وعاطفة، بمشاعر أمومة أدخلت على حياتها السعادة والفرح.
كارول سماحة بعد أن خصّت "سيدتي" بغلاف وهي حامل، ها هي تخصّ "سيدتي" مجدداً بحوارها الأول عن ابنتها تالا وبصورهما معاً بمناسبة يوم الأم الذي تعتبره هذا العام "عيداً بعيدين". كما خصّت "سيدتي" أيضاً بعناوين أغنيات ألبومها الجديد الذي ستطرحه أول شهر مايو (أيار) المقبل ،
ماذا يعني لك يوم الأم بعدما أصبحت أماً لطفلتك تالا؟
الكلام عن يوم الأم قبل أمومتي كان مجرّد كلام ومناسبة أنتظرها لأعبّر لوالدتي عن محبّتي لها، لكن بعدما أصبحت أماً تضاعف شعوري والأمومة قلبت حياتي كلّها وأصبح طعم الحياة أجمل. وتحوّل عملي إلى أمل. تالا «تقبرني» أعطتني سعادة حقيقية. في الماضي كنت أعيش سعادة مزيّفة، فالتي لم تعش الأمومة لا تستطيع التمييز بين ما قبل الأمومة وما بعدها.
كيف تصفين هذا العام يوم الأم وأنت أم لطفلتك تالا؟
قلت لوليد (زوجها وليد مصطفى) إن هذا اليوم هو أجمل «يوم أمّ» يمرّ عليّ، لأنه في السنوات السبع الأخيرة التي مضت كان يمرّ عليّ هذا اليوم وفي قلبي حرقة لأنني لم أكن أماً في ذلك الوقت. وكنت أحلم بالأمومة من زمن بعيد، لكن الآن «العيد بعيدين» حيث أحتفل فيه مع أمي ومع ابنتي وفي داخلي سعادة كبيرة. أكيد وليد سيهتمّ بمفاجأة يوم الأم لأنه في يوم العشاق كتب لي رسالة منه ومن تالا يعبّران فيها عن حبّهما لي. وفي يوم الأم، أنتظر منه ومن تالا رسالة خاصة.
كيف كانت حياتك قبل الأمومة؟
كنت أشعر أن كل ما قمت به من عمل قد ذهب سدى وأني أعيش في حلقة مفرغة، بينما اليوم أشعر للمرّة الأولى أن عملي هو ثمرة لكارول ولمستقبلها.
كيف مرّت عليك لحظات الولادة وإنجابك لتالا؟
أولاً، ولدت تالا في كندا وكانت أمي ووليد معي في فترة الولادة. الحمدلله الولادة كانت سهلة. وكانت والدتي دخلت معي غرفة العمليات، بينما وليد انتظر خارجاً. وأهم لحظة كانت عندما أتى الأطباء حاملين لي تالا ووضعوها على جسمي. لا أستطيع وصف ذلك الشعور، كل ما أعرفه أنني بكيت من قلبي ولم أستطع الكفّ عن البكاء. فتالا روح حياتي كلّها.
برنامج أحلام "ذا كوين": غياب التواضع أمام تضخّم الأنا وهكذا عومل المشتركون
هل أنت اليوم من تهتمّ بتالا ليلاً نهاراً أو والدتك هي من تهتم بها أكثر؟
لطالما تمنّيت أن أصبح أماً معطاءة ومهتمّة بتربية أطفالها. فبرغم وجود أمي إلى جانبي ومساعدتها لي في تربية تالا، إلا أنني لا أقبل أن يستيقظ أحد غيري معها ليلاً لتأكل، وحتى لو استيقظت من أجلها مئة مرة «على قلبي أحلى من العسل»، فلا أتضايق ولا أتذمّر. وعندما أسافر بحكم عملي وأبتعد عنها ولو ليوم واحد أمرض وأتضايق، حتى أن تالا تصبح عصبية ولا تنام بسهولة ويصبح مزاجها سيّئاً وكأنها تشعر أنني بعيدة عنها. وعندما أعود وتراني يتغيّر مزاجها وتضحك وتلعب سبحان الله. أنا بصراحة لا أحب أن تتعلّق وتعتاد تالا على غيري.
ماذا غيّرت الأمومة بكارول دينياً وهل الفكر العلماني التي تربّيت عليه مازال يأخذ حيّزاً مهماً من تفكيرك؟
أنا لا أزال علمانية، لكن في ما يخصّ الحياة المدنية والاجتماعية أنا أتقبّل الآخر مهما كانت أفكاره وانتماءاته ودينه. وفي المقابل أنا مؤمنة جداً وأمارس طقوسي الدينية بانتظام. والآن بعدما رزقني الله بابنتي تالا زاد إيماني. كما كنت في البداية خائفة من أن «أتوسوس» وأقلق على تالا، لكن الحمدلله أنا مرتاحة وأقول في قرارة نفسي ربي أعطاني تالا وهو من يحميها. وكنت خائفة كذلك من أن تصيبني حالة من الارتباك في تربيتها، لكن الحمدلله ربي أعطاني القوة والعزيمة بعد ولادتي لها.
من تشبه تالا كارول أو وليد؟
يتبدّل شكلها. تارة تشبهني وتارة أخرى تشبه والدها، لكنها تشبهني أكثر بطفولتي. قالت باللهجة اللبنانية «تقبرني شخصيتها بتجنن، إذا انزعجت بتعصّب».
هل كنت وأنت طفلة عصبية المزاج حتى اكتسبت تالا هذه الصفة؟
أنا كنت عصبية، لكن تالا أهدأ مني بكثير. فهي «هنية»، لكن إذا انزعجت تصرخ.
عادة الزوج يغار عندما يلحظ أن زوجته قد أهملته لصالح تربية طفلها، هل وليد يغار من اهتمامك بتالا؟
بالعكس تماماً، وليد شخص متفهّم وسعيد جداً لأنه يراني أماً حنونة ومهتمّة بابنتي. وقد زاد حبّه لي. وليد أب «فظيع» (رائع) يهتم بكل التفاصيل التي نحتاج إليها تالا وأنا. ويرافقني دائماً عندما أذهب وتالا إلى الدكتور لإجراء المعاينة الشهرية لها. لا أخفيك سراً، أمومتي أخذت اهتماماً مني أكثر من كوني زوجة، لكني حريصة على التوازن بين كارول الأم وكارول الزوجة.
ما أحب شيء لك بعد ولادة تالا عندما تذهبين إلى السوق؟
شراء الثياب لها. لقد نسيت نفسي، وكلّما أذهب إلى السوق أشتري لتالا ولا أشتري ثياباً لي. سبحان الله الأم تنسى نفسها لأجل أولادها.
هل عرفت كارول اليوم قيمة الأم أكثر من ذي قبل؟
أوه قلت لأمي أنا لدي بنت واحدة وأعيش حالة من القلق والخوف عليها وأنت لديك ثلاثة أولاد، كيف كنت توزّعين خوفك وقلقك عليهم؟ كيف كنت تنامين في الليل؟ فقالت لي: «مهمة الأم صعبة». وتابعت كارول: لو أنني تزوّجت باكراً ربما لم أعرف قيمة الأمومة، لكن أمومتي المتأخّرة جعلتني أدرك قيمتها أكثر. قبل ولادة تالا كنت أخرج وأسهر مع أصدقائي، حالياً أفضّل البقاء إلى جانب تالا. لم أعد أهتم بالخروج مع أصدقائي، فسعادتي أصبحت في البقاء مع تالا وملاعبتها. وجدت نفسي أماً تقليدية تخاف على طفلتها وتفضّل عدم الابتعاد عنها. كنت أتمنى لو أنني تزوّجت باكراً حتى أنجب أربعة أطفال، فأنا أحب العائلة كثيراً. وأتمنى من ربي أن يرزقني بطفل ثانٍ إما ولداً أو بنتاً إلى جانب تالا كي لا تبقى في الحياة وحيدة.
ماذا تتمنّى كارول أن تحقّق بتربية ابنتها تالا ما لم تحقّقه لنفسها؟
بصراحة أتمنى أن تكون حياتها سلسة ومريحة لأن حياتي كانت متعبة وصعبة. وأحب أن تنشأ كفتاة منفتحة ومتصالحة مع نفسها وتتقبّل الآخرين مهما اختلفت انتماءاتهم وتأخذ مني انفتاحي على كل الناس. وأنا متأكّدة أن تالا ستكون شابة منفتحة لأنها ستتربّى وسط عائلة فيها خليط ديني وتربوي.
من الفنانة الأم التي وجدت كارول أنّ أمومتها تشبه تجربتها هي مع الأمومة؟
هل هنّأت الفنانة ميريام فارس بولادتها لطفلها جايدن؟
ما هي نصيحتها للفنانين؟
هذه الأسئلة وغيرها تجيب عليها كارول في الحوار كامل في العدد الجديد من مجلة "سيدتي".
تابعوا أيضاً:
أخبار المشاهير على مواقع التواصل الإجتماعي عبر صفحة مشاهير أونلاين
ولمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر تويتر "سيدتي فن"