واحد من ثلاثة أشخاص يعانون من الحساسية في العالم. وقد أدرجت منظمة الصحة العالمية الحساسية ضمن لائحة الأمراض المزمنة. وقد تبيّن أن إصابات الحساسية الإجمالية، ومنها الحساسية ضد العث، تتزايد سرعة انتشارها وحدّتها في العالم؛ وبالتالي ستستمرّ في تشكيل مصدر قلق مع ارتفاع الحرارة وازدياد نسبة التعرّض لمسبّباتها.
نظراً إلى ضرورة التوعية حول هذه الأعراض الموسمية، عقدت شركة "سانوفي"، بالتعاون مع الجمعية اللبنانية لأمراض الحساسيّة والمناعة، لقاءً إعلامياً حول موضوع الحساسية والأعراض والمسبّبات وراء الحكّة في العيون والحلق والعطس.
-ما هي حساسية حبوب اللقاح؟
تؤثر حساسية حبوب اللقاح في الأغشية المخاطية للأنف والعينين، ويظهر تأثيرها على شكل سيلان للأنف واحتقانه، حكّة في العينين، تراكم للدموع فيهما، حكّة في الأنف والأذن الداخلية وسقف الحلق؛ والسبب الحساسية المفرطة لحبوب اللقاح المنتقلة بالهواء، مثل حبوب لقاح الأشجار والحشائش والأعشاب الضارّة. وعندما تلمس مسبّبات الحساسية الغلوبولين المناعيE IgE) (المرتبط بالخلايا داخل أنسجة الملتحمة والأنف المخاطية، تفرز الأنسجة وسطاء مثل الهسيتامين واللوكوترين، مما يسبّب أعراض الحساسية.
سيعجبك: اللسان ماذا يخبىء لك من أمراض؟
إهمال العلاج يفضي إلى الربو
إنّ التهاب الأنف التحسّسي الذي يبقى من دون علاج قد يؤدي إلى الإصابة بالربو في حوالى 40 في المئة من الحالات. وقد أظهرت الدراسات علاقة سريرية تربط بين حساسيّة حبوب اللقاح وحساسية الأنف والربو، وفق ما يؤكّد الدكتور الياس خيرالله، رئيس الجمعية اللبنانية لأمراض الحساسية والمناعة.
مخاطر الحساسية
لعلّ أهمّ عامل في الحساسية هو الوقاية من المسبّبات، خصوصاً أعراض الحساسية التي قد تؤثر سلباً في نظام النوم والأداء في العمل وفي المدرسة وحتى في النشاطات الترفيهية؛ فكثير من البالغين والأطفال يعانون من الحساسية الموسميّة، ممّا يؤدي في بعض الحالات إلى مضاعفات تؤثر في حياتهم اليومية، ومنها الصداع، والعطش، والعزلة الاجتماعية، والحزن، والتدنّي في مستويات الطاقة، حتى أنّ بعض المصابين يعجزون عن ارتداء عدساتهم اللاصقة، وفق ما تقول الدكتورة كارلا عيراني الحائزة على شهادة الدكتوراه في الطب، وزميلة الأكاديمية الأمريكية للحساسية والربو وعلم المناعة وأحد أعضاء المجلس الأمريكي لأمراض الحساسية والمناعة السريرية.
العلاجات...
من الضروري أن يحظى المصاب بحساسية حبوب اللقاح بتشخيص دقيق وعلاج مناسب من قبل خبراء الحساسية لتحسين نوعية حياته. ومن هذه العلاجات مضادات الهيستامين، التي لا تسبّب النعاس، وبخاخات الأنف بشكل منتظم، أو اللقاح المناعي الذي يعمل على تغيير الحساسية ليُصبح الجهاز المناعي متقبّلاً لها، ممّا يخفّف من حدّة الأعراض، بالإضافة إلى تعريف المريض بمسبّبات الحساسية لديه للابتعاد عنها، مع ضرورة اتباع الخطوات الآتية:
_ تهوئة البيت باستمرار، وعدم فتح النوافذ والأبواب عندما تكون مستويات غبار الطلع أو التلوث مرتفعة. وتفادي الخروج من المنزل في هذه الأيام.
_ تنظيف غرفة النوم بدقة متناهية.
_ تناول الدواء المضاد للحساسية، بناء على وصفة الطبيب.