بعد أن تصادف وجود هناء الإدريسي في المغرب، اختارت المصممة "هدى الفلسطينية"، أن تكون "موديل" لتقديم عروس سيدتي المغربية على موقع "سيدتي نت"، لأنّ هناء شبه مستقرة في لبنان، كان لنا معها هذا الحوار الذي تفاعلت معه الفنانة الشابة بتلقائية، فتناول مجموعة من الأسئلة حول سبب غيابها عن الساحة الفنية و جديدها الغنائي، بالإضافة إلى أسئلة أخرى تجدونها ضمن الحوار التالي:
*ما هو سبب غيابك طوال هذه الفترة عن جمهورك؟
-تنهّدت بعمق و أجابت: هناك أسباب عدة أولها المشاكل الكثيرة التي حصلت لي مع شركات الإنتاج، وثانيها محاربات كثيرة تعرضت لها من فنانين، خاصة في لبنان، جعلتني أكره المجال الفني بما فيه، وأتخذ قراراً بعدم مواصلة المشوار الفني. المجال الفني مليء بالمناوشات والصراع وكأنك في ساحة الوغى.
*من كان السبب في رجوعك؟
-جمهوري ومتابعي في "انستقرام" و"فيس بوك"، هم من أعادوا إليّ روح الغناء، وأسعدوني برسائلهم وبكلماتهم الرقيقة في حقي. و ما أسعدني أكثر حينما راسلوني وأخبروني أنهم ما زالوا يستمعون لأغنية "ما بصدق"، وأنّ صوتي يعجبهم وينتظرون جديدي بفارغ الصبر. أنا ممتنة لهم كثيراً، وأعدهم إن شاء الله بالجديد، وأقول لهم: "أنا قادمة بالجديد".
*ما هو جديدك الغنائي؟
-أنا الآن في المغرب لأجل هذا الغرض، لأنني بصدد الإعداد لأغنية مغربية محضة، ذات موضوع شيّق ومثير للجدل ومن إنتاجي الخاص في الآن ذاته، كما أنّ التصوير سيتمّ داخل المغرب. كلّ ما يُمكنني قوله هو إنني أتوسم الخير في هذه الأغنية، كما أعد جمهوري أنهم سيرون "هناء" هذه المرة بشكل مختلف و متميّز.
*حضورك قليل إن لم نقل غائب في وسائل التواصل الاجتماعي، ما السبب؟
- لست من النوع الذي يحبّ الظهور من أجل الظهور، أو أخذ صور لي وأنا بالحمام أو أتأمل نزول المطر، تقول مازحة. "السوشيل ميديا" بالنسبة لي كفنانة هو مجال لعرض جديدي وكل ما يتعلق بفني، ولا أدمن مواقع التواصل الاجتماعي. الفنان في آخر المطاف إنسان، وكلّ واحد منا يحبّ الخصوصية، و يرغب في أن تكون له أوقات خاصة له فقط .
*هل هناك مشروع زواج؟
-حتى الآن لا يوجد .
*هل هناك مواصفات معينة في زوج المستقبل؟
-ماذا أقول؟ ليست هناك شروط معينة، أريد شخصاً يلائم أفكاري، "يركب راسو" كما يقال باللهجة اللبنانية.
*هل كانت هناك عروض زواج؟
-طبعا كانت، وتحدثنا، لكننا لم نتفق، وكلّ واحد راح إلى حاله.
*هل أنت متشبثة بالاحتفال بعرسك على الطريقة المغربية؟
-أكيد. أحبّ جداً تقاليد و طقوس الزفاف المغربي. أجواؤها ذات أصالة و عبق التاريخ، لكنني مع البساطة، ولن أبالغ في الاحتفال كما تفعل بعض الأسر .
*لو طلب منك زوجك في المستقبل أن تتوقفي عن الغناء فهل تقبلين بذلك؟
-طبعاً، ومن دون تردّد، لأنّني وببساطة لست "غاوية شهرة". لكن إن وجدت توأم روحي كما يُقال فلم لا؟! لكنني في المقابل لن أقبل بالزواج من أجل الزواج فقط. يجب أن أجد الشخص المناسب أولاً.
*هل الزواج بالنسبة لك نوع من الهروب من دوامة الفن ومشاكله؟
-عالم الفن صعب جداً. الحرب التي شنّت ضدي جعلتني ألزم البيت لمدة طويلة. تألّمت حينها ومرضت، وعدت إلى المغرب بعدما كنت أعيش في لبنان. آسفة لقول هذا الكلام لكن المجال الفني وكأنّه غابة مليئة بالذئاب، القوي فيها يأكل الضعيف.
*لماذا لم تسلكي الطريق الذي سلكته دنيا باطما مثلاً، حين تزوجت مدير أعمالها درءاً للمشاكل؟
-الزواج ضربة حظ ليس إلا، هي التقت بزوجها وأحبّته وتمّ الزواج على سنة الله ورسوله. أنا لحدّ الآن لم ألتق بمدير أعمال كما حصل مع دنيا (تقول مازحة)، ومدير أعمالي كما يعلم الجميع شخص متزوّج، ولديه أبناء، و يجمعنا العمل أولاً و أخيراً.
*هل حاولت إنهاء العقدة؟
-أجل، أرسلت إيميلات ورسائل عن طريق المحامي من أجل إنهاء العقدة لكن محاولاتي كلها باءت بالفشل، فسلّمت أمري بعدها لله.
*ما السبب في الهجمة التي تعرّضت لها، بعد الدويتو مع جو الأشقر؟
-كما قلت سابقاً، لقد حوربت من طرف أشخاص أجهل لحدّ الآن سبب كرههم لي؛ حرب "وسخة" بهذا التعبير، والسبب لا شيء. الحقد والغيرة أعمت أبصارهم، حتى زوجة جو أشقر لا أفهم سبب غيظها، ولربما هي فكّرت في شيء ونفّذته، و"لأنني بنت ناس وبنت أصول" امتنعت عن الرد. ببساطة، لأنّ الأمر لا يستحقّ، وهو صراع ومشاكل من لا شيء. ثمّ إنني لن أهدر طاقتي في أمر تافه.
*هل تعتبرين نفسك غير محظوظة في المجال الفني، أو أنك أنت التي لا تتوفرين على الإصرار الكامل من أجل الوصول إلى مبتغاك؟
-غير محظوظة نعم. لكن بالناس المحيطين بي. أمّا بخصوص الإصرار، فأنا أفتقدته منذ أن حوربت، فكانت بمثابة الضربة التي قصمت ظهري، وجعلتني أتساءل مع نفسي مراراً: "هل
الصراع و الوساخة هما قدري في طريقي للفن؟". حتى العقدة التي كنت قد أمضيتها مع الشركة لمدّة عشر سنوات، والتي انتهت والحمد لله كان لها النصيب الأوفر في هذه الأزمة.
*بعض الفنانين يركبون على مثل هاته المشاكل من أجل الشهرة، ما رأيك؟
-أنا أرفض تماماً أن أكون ضمن هذه الفئة؛ إن كانت مثل هاته المواضيع والمشاكل ستساهم في شهرتي فلا أريدها. لست من المهوسين بالشهرة. لو كان الأمر صحيحاً لم لا، سوف أسبح مع التيار، لكن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد إشاعات ليس إلا.
*بعد الحملة التي شنت ضدك عدت إلى المغرب؟
-عدت إلى المغرب لأرتاح. أثناء السنوات الثلاث التي غبت فيها عن لبنان، كنت أتنقّل بين أمريكا و بعض الدول العربية لأحياء حفلات في بعض المطاعم اللبنانية والمحلات المعروفة، تحت طلب بعض الأصدقاء و الأقرباء، وهنا بالمغرب أيضاً في أحد المنتجعات السياحية بمراكش.
*ما هي علاقتك بالفنانين المغاربة؟
-علاقتي جيدة والحمد لله. ألتقي ببعضهم في بعض المناسبات والحفلات مثل: سعد لمجرد، وهاجر عدنان، وهدى سعد. نسلّم على بعضنا ونتحدّث قليلاً، لكنني بطبعي "حدودية" قليلة الكلام، وفي نفس الوقت تجنباً لأيّ مشاكل قد تحدث مستقبلاً. أحبّ أن تبقى علاقتي بالفنانين طيبة وبعيدة عن المشاكل، حفاظاً على شخصي كفتاة مغربية محترمة وعلى صورتي كفنانة تسعى لإيصال فنٍّ راقٍ ومتميّز.
*كيف هي الأغنية المغربية في الوطن العربي؟
-بعد الأغنيتين الشهيرتين لـ سعد لمجرد "إنت باغية واحد" و"لمعلم" عرفت الأغنية المغربية طفرة حقيقية، وهما ضمن قائمة الأغاني الأكثر طلباً حينما أحيي حفلة ما. صحيح أنّ "أسماء لمنور" و"هدى سعد" لهما نصيب في هذه المكانة التي حظيت بها الأغنية المغربية، إلا أن سعد أضاف إليها لمسة خاصة جعلتها محبوبة ومقبولة جداً!
*كيف تنظرين إلى نجاح أغاني سعد لمجرد؟
-أولاً: أقول لـ سعد لمجرد "برافو". و هو "معلم" فعلاً. ثانياً: سعد من الأشخاص الطموحين، وقد اجتهد وعمل على تطوير نفسه كثيراً، على الرغم من الفترات الصعبة التي مرّ بها في أمريكا، وهو لم يستسلم، بل عمل على إيقاع شبابي جميل، واستعمل كلمات من اللهجة المغربية البسيطة والقريبة من أذن المتلقي، خاصة الجمهور المشرقي، فكانت النتيجة ما نشاهده حالياً من نجاح تلو الآخر.
*من من المنتجين تحبّين التعامل معهم؟
-أمنيتي وحلمي أن ألتقي "ريدوان"، هو شخص واع وطيب ومحترم، وهو قبل ذلك اسم كبير في عالم الغناء.
*من هو الاسم الفني الناجح في رأيك؟
-"نانسي عجرم" من أنجح الأصوات الفنية في العالم العربي، و هي قدوتي، لا على مستوى الغناء، ولا على المستوى العائلي، بل لأنها شخصية رائعة وراقية بكلّ المقاييس؛ ومدير أعمالها "جيجي لامارا" شخص عرف كيف يطوّر كفاءة نانسي ويصوغها في قالب جميل ورائع، إلى أنّ استطاع أن يجعل منها فنانة منسجمة مع ذاتها. ونجوميتها لم تمسّ بسوء منذ أن دخلت المجال الفني، وهذا ما يجعلني معجبة جداً بأسلوبها.
*هل سبق أن عرض عليك التمثيل؟
-أجل حصل ذلك، وكان سيناريو مغربيّ، لكنه لم يلائم شخصيتي. إن كنت سأقبل فذلك لن يكون إلا بعد تأكّدي من أن السيناريو جيّد، وسيعزّز مكانتي عند جمهوري.