البروفسور طوني تنوري، صاحب الاختراعات الذكية العشر المتّصلة بجراجة العمود الفقري، وحرصاً منه على الاستمرار في تدريب الأطباء العرب على أحدث التقنيات وإطلاعهم على آخر التطورات في مجال جراحة العظام والأعصاب وعلاج الألم، ترأس هذا العام في بيروت، وككلّ عام، المؤتمر التاسع للجمعية العالمية للجهاز الحركي الذي يُقام بالتعاون مع جامعة بوسطن الأمريكية.
"سيدتي نت" التقته وكان حواراً حول أحدث المستجدات في مجال الجهاز الحركي:
ما هي أبرز المواضيع التي أضاء عليها مؤتمر هذا العام؟
ترقق العظام والتورّم في الجهاز الحركي والكسور وجراحة الأطفال.
ماذا عن المشاكل التي تُصيب العمود الفقري؟
يتصدّر المشاكل ما ينتجُ من مرض هشاشة العظام الحاصل بسبب التقدّم في السنّ وتراجع مخزون الكالسيوم في الجسم. وهذا المرض يبدأ صامتاً، لكنّ الآلام تبدأ بالظهور عندما تبدأ العظام بالتكسّر، أو عندما تضعف وتضغط على الأعصاب.
ولعلّ أكثر المشاكل الناتجة من ترقق العظام شيوعاً هي مشكلة "الديسك"، الذي أشبّهه بـ"الشعر الشائب"، الذي لا بدّ من أن يظهر لدى الجميع.
ومشكلة "الديسك" في العمود الفقري سوف متى بدأت فلسوف تستمرّ عبر التفتّت في الحلقات مع مرور الزمن، فتحدث انزلاقات غضروفية، ونفور في الفقرات المتضرّرة التي تضغط على العصب الوركي أي الممتدّ إلى الساق، وعندئذ يظهر الأذى الفعلي للمريض.
وبما أنّ فقرات العمود يجب أن تكون متباعدة، بعضها عن البعض الآخر، وكأنّ "بالون هواء" موجود في ما بينها، فيتراجع الضغط داخل "الديسك" مع الوقت، وتحدث حركة بين فقرات العمود الفقري تسمّى Instability in spine، يمكن أن تتمظهر في: انزلاق الفقرة إلى الأمام Spondylolisthesis، أو في الانزلاق الغضروفي إلى أحد الجانبين Slipped disc ، وهو ما يؤدّي إلى اعوجاج في العمود الفقري، كما أن الكسور الناتجة من الحوادث الطارئة، وحدوث أورام سرطانية يمكن أن تمتد لتطال العمود الفقري.
سيعجبك ألم المفاصل: زراعة مبتكرة جديدة لـ الغضروف
ما هي الأسباب الرئيسية لمشاكل العمود الفقري المختلفة؟
السبب الرئيسي لمشاكل العمود الفقري يبقى التقدم في السن. وتعاني النساء من هذه المشاكل بنسبة أكبر من الرجال في بعض الحالات. فالمسافة بين فقرات المرأة أكثر ارتخاء؛ وبسبب نقص الهرمونات، ولا سيما الاستروجين مع التقدم في السن، تتعرض لانزلاقات في فقرات الظهر بشكل أكبر.
لكن تجدر الإشارة إلى مفهوم خاطىء لدى الجميع، وهو أنَّ هشاشة العظام لا تصيب سوى النساء. لكن الحقيقة أن الرجال هم عرضة أيضاً للإصابة مع التقدم في السن، لأن مخزون الكالسيوم في الجسم سوف ينضب لا محال.
لماذا لم تتحول جميع جراحات العمود الفقري إلى "ذكية" حتى الآن؟
برغم أننا أجرينا آلاف الجراحات حتى اليوم في العالم العربي، لكنني أعتقد أن السبب هو الحاجة إلى تدريب جميع الأطباء الاختصاصيين في جراحة العظم على استعمال "نظام فايبر" الذي يتصل بإجراء جراحات للعمود الفقري وفقاً للطريقة الذكية Minimally invasive التي يتم في خلالها إحداث شق صغير جداً، عوضاً عن تمزيق العضل و/أو مفاصل الظهر، ومن دون المساس بالأعصاب، لإجراء الجراحة.
كما أنَّ هذه الجراحة الذكية لا تزال مرتفعة التكلفة مقارنة بالكلاسيكية. لكن الفارق يكمن في التعافي السريع، إذ تكون مدة العلاج الفيزيائي أقلّ، وأقلّ ألماً للمريض، ونسبة حدوث الالتهابات ضئيلة جداً، لا تتعدّى نسبة الـ0,8 في المئة، مقارنة بـ5-8 في المئة في الجراحة الكلاسيكية.
هل تلائم الجراحة الذكية جميع الحالات من المرضى؟
يرتبط الأمر بمهارة الطبيب وخبراته التي تمكّنه من الانتقال من الحالات الأقل صعوبة إلى الاكثر تعقيداً باستخدام التقنية ذاتها.
ما هي نصائحكم للوقاية من مشاكل العمود الفقري المبكرة؟
• الحفاظ على مخزون جيّد للكالسيوم في الجسم، والتركيز على تناول الفيتامين "دي" D للوقاية من هشاشة العظام.
• الجلوس بوضعية صحيحة، خصوصاً أثناء العمل، وتجنّب الجلوس الطويل.
• ممارسة الرياضة بانتظام، والتركيز على تقوية عضلات البطن والظهر، والإكثار من رياضة المشي.
• تجنّب التدخين والمشروبات الغازية اللذين يؤثران، بشكل غير مباشر، على قوة العظام وتماسكها.
• للنساء: انتعال أحذية متوسطة الارتفاع، حرصاً على عدم إصابتهن بآلام في منطقتي الظهر والقدمين.
