كما نجحت الفنانة نانسي عجرم في فنها وشكّلت حالة خاصة واستثنائية كذلك نجحت في بيتها كأم راعية لعائلتها. فهي من الفنانات القلائل التي استطاعت رغم نجوميتها الواسعة أن توازي ما بين فنها وبيتها. في لقاء خاص معها، تكلّمت نانسي بإسهاب عن تربيتها لابنتيها وعن الأثر الذي تركه عليها برنامج «ذا فويس». .
هل كنت تتمنّين لو أن مشاعرك أقل شفافية ممّا هي عليه؟
أحياناً أقول ليتني لم أكن شفافة وحنونة لأن الشفافية متعبة للمشاعر. فالإنسان الشفّاف أي شيء يراه حزناً أو فرحاً يتأثّر به بسرعة. صادفت مرّة رجلاً وقوراً وقلت له إنني أعاني من شفافية مشاعري. فقال لي: «لا تلومي نفسك، ربما لو لم تكوني بهذه المشاعر الشفافة لما وصلت إلى قلوب الناس وحقّقت نجومية كبيرة. فالحياة مليئة بالمتناقضات. لذلك على الإنسان أن يسعد نفسه بنفسه». فاستوقفني كلامه وقلت حينها الحمد لله.
يتكرّر دائماً طرح سؤال «لماذا نانسي لم تدخل عالم التمثيل لغاية الآن على خلفية آراء مخرجي «كليباتك» بأنك ممثلة ناجحة». ما الذي يحول دون دخولك هذا المجال علماً أن العديد من المغنيات قد دخلن مجال التمثيل قبلك؟
حالياً لا... ليس التمثيل بالأمر السهل. ولا أستطيع بسهولة أن أنتقل من مجال الغناء الذي بنيته على مدار 15 سنة إلى مجال التمثيل. وإن كنت «شاطرة» في التمثيل في «كليباتي» فلا أستطيع أن أعمل بإتقان في مجالين فنيين مختلفين معاً ولاسيما أنني أحب أن أقوم بأي عمل، بطريقة متقنة. أجيد التمثيل لكن لا أعرف أدواته، يعني إذا عرض عليّ سيناريو لا أعرف ما إذا كان جيداً أم لا، من ثم لا أعرف من الممثل الذي يتناسب معي. فكل هذه التفاصيل لا أجيدها بالشكل الصحيح. إتقاني للتمثيل لا يكفي، لذلك طالما لا أملك أدوات التمثيل فلن أقدم عليه. ومن جهة ثانية، لا أريد أن أكسب شيئاً على حساب عائلتي. فأنا طوال مسيرتي منظّمة ما بين عملي وأسرتي ولقد وزّعت أيام عملي بما يتناسب مع تواجدي مع أسرتي. وهذا ما أحبه في نفسي.
هل تمرّ عليك أيام تقولين في قرارة نفسك: يا ليتني لم أدخل عالم الغناء، من منطلق أنه مجال متعب؟
لا أبداً. في الأساس كل عمل فيه تعب، حتى الوظيفة في أي مجال فيها تعب. فلو كنت موظفة كنت سأتعب لأنني طموحة وأسعى للأفضل. وبطبعي أنا «حشورة» (فضولية) في العمل وأحب أن أتعلّم كل شيء لأحقّق الأفضل.
أي مهنة كنت تحبّين اختيارها لو لم تكوني فنانة؟
كنت أحب أن أكون طبيبة نفسية. وأحياناً أفكّر أنه لو كان لدي الوقت لعدت إلى الجامعة لأكمل دراستي في مجال
الـ psychology (علم النفس). وأحب كذلك أن أعمل كمخرجة وأيضاً أحب أن أعمل في التجارة. فأنا معجبة جداً وأغار من الموظف الذي يعيش على «قدّ» مدخوله الشهري ويجلس هو وعائلته يحسب ما عليه من مصاريف شهرية. القناعة في الحياة كنز لا يفنى. فأنا طموحة لكنني قنوعة في معيشتي. فإن لم أعطِ عملي، فلن يعطيني.
ابنتي سألتني هل نحن أغنياء؟
هل تعيش ميلا وإيلا حالة من الترف المادي كونهما ابنتيّ عائلة غنية؟
أبداً أبداً أبداً. كرّرت نانسي كلمة أبداً عدّة مرات لتؤكّد أن ابنتيها لا تعيشان حياة الأثرياء إنما نانسي حريصة تمام الحرص على أن تعيش ابنتاها كأي فتاتين عاديتين. قالت نانسي: أحياناً عاطفتي تجاههما تدفعني لألبّي طلباتهما، لكني أكون حريصة جداً عندما أجلس مع ابنتيّ وخاصة ميلا التي أصبحت أسئلتها واستفساراتها كثيرة وهي بعمر الـ 7سنوات، فأشعر أن كل ما أقوله لها تحفظه وتخزّنه في عقلها. مرّة سألتني: «ماما هل نحن أغنياء»؟ فقلت لها لماذا هذا السؤال؟ فقالت لي: «لأننا نملك منزلاً كبيراً وجميلاً ولدينا عدّة سيارات ومنزل خارج لبنان». فقلت لها: «ميلا حبيبتي أنا أعمل وأسافر ووالدك يعمل في العيادة من الصباح لغاية العاشرة ليلاً. فكلانا يتعب لنكسب مالاً لتأمين طلباتكما أنت وإيلا. وأشدّد عليها قائلة: «لكن يا ماما الغني هو الغني في عقله لا بماله. فبمقدورك أن تكوني غنية مادياً لكن فقيرة في جهلك وعدم تحصيلك العلمي وفي سوء تربيتك. حينها تعدّين من الفقراء لا من الأغنياء. فمهما كنت تملكين من ثروة، ممكن جداً أن تخسريها في لحظة. فالأفضل لك أن تكوني فقيرة مادياً وأغنى فتاة في العالم في علمك وأدبك وتربيتك». ربما ميلا لا تفهم كلامي هذا الآن، لكن تكرار الحديث معها عن هذا الأمر قد يرسّخ الأفكار في ذهنها. والآن إذا سألت ميلا «هل أنت فتاة غنية؟» تردّ عليك: «أنا غنية برأسي وعقلي». مع العلم أنها لا تفهم جيداً المعنى الحقيقي لهذه الإجابة، لكن عندما تكبر ستفهم.
فهذا الحديث مع ميلا بحاجة إلى وقت واهتمام مني، لذلك عطفاً على ما قلته في ما يخصّ عدم خوضي مجال التمثيل، فهذا سببه الوقت الذي أبذله في تربية ابنتيّ. وهذا هو الأهم. والوقت الثمين معهما لا أريد أن أضيّعه من أجل التمثيل. فابنتاي بحاجة إليّ ولاسيما الآن. وأنا بالمقابل مكتفية بما لدي من محبة الجمهور.
من الأقرب إليك من ابنتيك ميلا أو إيلا؟
كلتاهما. علماً أن كلاً منهما بطبع مختلف، ربما ميلا أقرب إليّ لأنها أصبحت أكبر سناً من إيلا ودائماً نتحدّث سوياً.
هل بدأت تشعرين أن ميلا بدأت تقترب من سن المراهقة وهو السن المتعب للأهل؟
لا أعتقد أنني سأتعب كثيراً خاصة مع ميلا لأني أعرف طباعها جيداً، ومع ذلك لن يخلو الأمر من متاعب. فهناك مقولة مفادها «لا يربى جسد حتى يفنى جسد آخر». صدق من قال هذه المقولة. وضحكت نانسي من قلبها.
أحب ضحكتي وقناعتي
رشّحت المخرجة نادين لبكي نفسها هذا العام في انتخابات بلدية بيروت، ما رأيك في خطوتها السياسية؟
لقد تابعتها «برافو» عليها. فأنا أحب شخصيتها. لديها طموح وأمل بالتغيير.
هل سيكون هناك بينكما عودة لتصوير «كليب» في ألبومك المقبل؟
أكيد أنا أحبها جداً وأتمنى أن أتعامل معها. وسوف أصوّر معها ومع أنجي جمال. فكلتاهما تراني من زاوية خاصة.
ما الذي تحبّه نانسي بنفسها؟
أحب ضحكتي وقناعتي.
نانسي وطفل ثالث
هل تفكّرين بإنجاب طفل ثالث وهل تتمنين أن يرزقك لله بصبي؟
لا أفكّر سوى بأن أكبّر عائلتي. ليس مهماً إن كانت بنتاً أو صبياً. أنا وفادي لا نركّز كثيراً على هذا الأمر. ما يرزقنا الله به نعمة. وأنا اعتدت على تربية البنات. فإذا رُزقنا بصبي، سيحدث تغيير في حياتي. البنت تربيتها أسهل. وإن رزقني لله بصبي سوف أفرح كما فرحت بولادة ميلا وإيلا. .
نانسي ومواقع التواصل الاجتماعي
هل ما زلت نشيطة على وسائل التواصل الاجتماعي؟
مازلت كما أنا. لست من الأشخاص الذين يمضون يومهم كلّه على «السوشال ميديا». أحياناً يمرّ يومان أو ثلاثة لا أكتب شيئاً، لكنني حريصة على أن أنشر أخبار حفلاتي وكل ما يتعلّق بنشاطي الفني. .