عقاقير الهلوسة التي يشاع أنها تساعد على التعمّق والتفكير، وفتح مجالات أوسع للدماغ هي اليوم تحت مجهر الأطباء من جديد!
أثبتت دراسة علمية جديدة قام بها باحثون من جامعة كايزرسلاوترن أنَّ عقاقير الهلوسة المعروفة بـ LSD، والتي شاع استعمالها بين بعض الكتّاب والموسيقيين في ما مضى بحجة أنها تساعد على التفكير والإبداع، لها تأثيرات سلبية بالغة الخطورة على الصحة.
ولإثبات ذلك علمياً قام الباحثون بدارسة آثار مادَّة الـ LSD على مراكز الدماغ، وتمت الدراسة على 10 متطوعين من خلال إعطائهم دواءً وهمياً وجرعة بسيطة من دواء LSD. بعدها عرضت على بعضهم الصور وطُلب منهم تسميتها، لكن جميعهم وجدوا صعوبة في تمييز الصور وتفنيدها بالشكل الصحيح، فكانوا يبذلون قصارى جهدهم في التعرُّف على الصور بما يشبهها في المعنى أو الأقرب إليها من ناحية الشكل، حيث باتوا لا يميزون بين صورة السيارة والقطار والحافلة، وأيضاً لم يميزوا بين القفاز واليد الحقيقيَّة. مما يعني أنَّ الدواء أحدث خللاً مؤثراً على شبكات الدماغ التي تحتفظ بصور الأشياء، وأصبح هناك خلط ما بين المفاهيم والكلمات والصور.
سيعجبك الوسواس القهري: تعاودني الافكار فما الحل؟
وقد صرح باحثون آخرون أنَّه في الظروف المعتادة، يتمُّ تحليل المعلومات التي تجمعها العيون من خلال جزء من الدماغ يقع خلف الرأس ويدعى "القشرة البصريَّة"، أما بعد تناول عقار LSD فتدخل مناطق أخرى، مع القشرة البصريَّة، في تحليل المعلومات، ويصبح الدماغ بأكمله نشيطاً، بحسب الـ"CNN".
لذلك فسر الباحثون أنَّ ما أشاعه الكت~hب والموسيقيون في ذلك الوقت بأنَّه يزيد من إبداعهم ما هو إلا التأثير الذي يقعون تحت سيطرته بعد تناولهم الدواء، فيعرّضهم للهلوسة المرئيَّة، التي تساعدهم على ربط المفاهيم وتفسيرها ورؤيتها بشكل مختلف عن العادة وتعطيهم إحساساً بالنشاط وتفصلهم عن الواقع، وذلك عن طريق عبث المركّب بالبرمجة العصبيَّة، ومراكز اللغة، الذي ينعكس على السلوك والإدراك.
ووصف المتطوعون التجربة بتفكك مفهوم الشخص الطبيعي لنفسه واستبداله بإحساس يعيد ربط الشخص بذاته وبغيره وبالعالم من حوله. لذلك يجري استخدام هذا النوع من الأدوية كمنشطات لزيادة الإبداع، خصوصاً لدى محبي موسيقى الجاز، وهي تستخدم أيضاً على أنَّها مخدرات روحانيَّة ومخدرات ترفيهيَّة؛ وهي مخدرات غير قابلة للإدمان، ومع ذلك فإنَّ ردود الفعل النفسيَّة السلبيَّة الحادّة مثل القلق، وجنون العظمة، والأوهام واردة بشكل كبير بعد استخدامه، لهذه الأسباب تمَّ منع العقار في معظم دول العالم وحظره من دون وصفة طبية. وتجدر الإشارة إلى أنَّ عقار LSD قوي جداً، وتناوله يؤدي إلى أعراض وتأثيرات تستمر لساعات عديدة، وعادة ما تسمى بـ"الرحلة".