تعدُّ ضغوط العمل من عوامل الخطر التي تؤدي إلى إنهاك القوى الجسدية، وبالتالي إلى الوفاة المبكرة، وفقاً لدراسة حديثة.
وفقاً لنتائج دراسة نشرت في مجلة علم نفس الموظفين فإنَّ الأشخاص الذين يشغلون وظائف مرهقة، وليس لديهم سيطرة محكمة على سير العمل، يموتون في سنّ صغيرة، وتكون صحتهم أقلّ جودة من أولئك الأشخاص الذين تكون وظائفهم أكثر مرونة وقادرين على تحقيق الأهداف الخاصّة بهم.
فقد عمل الباحثون في جامعة انديانا في الولايات المتحدة على دراسة لمدة 7 سنوات، أجروا خلالها مقابلات بشكل منتظم مع 2363 مشاركاً في الدراسة، ومتوسط أعمارهم 60 عاماً. ومن أجل هذا البحث، أخذ العلماء في الاعتبار القيود ومتطلبات وظائفهم، وتسلسلهم في الوظيفة، ومشاركتهم في الإدارة، وحجم العمل، وضغط الوقت، والتركيز اللازم لإدائها، والقدرة على ضبط النفس والقدرة على اتخاذ القرارات.
الضغط وانعدام الاستقلالية يؤثران سلباً في الصحة العامة
كشفت نتائج هذه الدراسة أنَّ المتطوعين الذين لديهم القليل من الاستقلالية في العمل، ولكن مع مستويات عالية من متطلبات العمل، أظهروا زيادة في مخاطر الوفاة المبكرة بنسبة 15.4 في المئة بحوالى 7 سنوات مقارنة بالمشاركين الذين يشغلون وظائف أقلّ صرامة.
أما الأشخاص الذين يشغلون مناصب في الأعمال الإدارية والتي تحتاج إلى متطلبات عالية فقد أظهروا انخفاضاً بنسبة 34 في المئة في مخاطر الوفاة المبكرة، مقارنة بالأشخاص الذين يشغلون وظائف التنفيذ، كما أنّ الوظائف التي لا تسمح بالاستقلال الذاتي تعزّز زيادة مؤشر كتلة الجسم (BMI).
وتشير هذه النتائج إلى أنّ الوظائف التي تسبّب التوتر والضغط النفسي تؤثر سلبياً بشكل واضح في صحة الموظفين عندما ترتبط بالقليل من الحرية في عملية صنع القرار. وقد تكون الأعمال المرهقة مفيدة لصحة العاملين إذا كانت تسمح بنوع من الحرية في اتخاذ القرارات.
ويقول أريك غوانزالس ميول، البروفسور المساعد في السلوك التنظيمي والموارد البشرية، والمؤلف الرئيسيّ للدراسة حول ذلك: "نحن نؤيد دمج الإدارة الصغرى في تنظيم العمل، والتي سيكون لها أثر إيجابي في الصحة العامة للموظفين".