"فنان العرب" محمد عبده الذي بلغ المجد من أقصاه إلى أقصاه شكّل وجدان السعوديين والعرب بأغنياته، عندما يتحدث أمامك تستعرض في عباراته مسيرة تجاوزت الـ50 عاماً من العطاء الذي لا ينضب، لا نستطيع تعريفه إلا بـ "محمد عبده" الثروة الوطنية والإنسان الذي عجنه الطين والحنين.
صعد محمد عبده السلم الموسيقي في عصر الأساتذة العظماء الملهمين وأباطرة الموسيقى في الوطن العربي، لا يشبهه أحد من الفنانين، فهو مختلف في فنه وفي حديثه وفي بساطته أيضاً، نحن اليوم أمام حالة خاصة وفنان لن يتكرر ننحاز إليه بعواطفنا ومشاعرنا يتحدث لـ«سيدتي» في حوار صريح يعبر إلى القلوب دون استئذان كأغنياته.
بداية هل كنت حزيناً بعد إلغاء حفلتك التي كانت مقررة في الرياض؟
لا، المسألة ليست حزناً أو من هذا القبيل، ويجب أن يكون الفنان قادراً على الغناء في أي وقت دون فرض قيود، ولابد من إعادة الوضع والنظرة صوب الفن؛ لأن الناس تحب الفن وتحب أن تسمع محمد ورابح وراشد وعبدالمجيد وكل الفنانين، وشعور الفنان عندما يغني في وطنه بالتأكيد شعور مختلف.
ما سبب الكلمة التي وجهتها بعد حفلتك في دبي للجمهور عندما قلت لهم «نلتقي في الوطن»؟
قبل بداية الحفلة، كان الجمهور يسألني عن حفلة الرياض، خاصة أنني أغيب عن الوقوف على المسرح منذ 28 عاماً، وكان يبدي نوعاً من التعاطف بعد إلغاء الحفلة، وأغلب الجمهور الحاضر كان من السعودية، والجمهور السعودي محب للفن مثلما قلت لك، وكانت مجرد أمنية أن يعود الفن إلى الوطن.
أغنية «يا راحلة» هل تراهن عليها أن تتجاوز «الأماكن»؟
لا توجد أغنية تتجاوز أخرى، «الأماكن» كانت حالة في وقتها ونجحت، و«يا راحلة» ستنجح، وهناك نوع من الأغاني الشارع نفسه يكون مستعداً لها، وإحساسها يلامس الناس وتنجح.
أملك لياقة جيدة للغناء
ماذا تقول عن مشاركتك الأخيرة في «سوق عكاظ»؟
إنها مشاركة تكللت بالنجاح، وأعادت الغناء للمسرح السعودي بعد أكثر من 10 أعوام، والحمد لله أننا وفقنا في التواصل مع الجمهور الذي كان متعطشاً للقاء فناني بلده.
من «عكاظ» إلى القاهرة، ثم ختام حفلات «روتانا» في لندن، أليس ذلك مرهقاً لك؟
إذا كنت تقصد من ناحية السن، فأنا والحمد لله بعافية وصحة جيدة، وأملك لياقة جيدة للغناء، كما أن الفن هو حياة الفنان ويستحوذ على نسبة كبيرة من وقته وتفكيره وقد يحد من حريته الاجتماعية في بعض الأوقات، ولكننا تعودنا على ذلك.
كنت أنام كل ليلة في الاستوديو
بعد المشوار الطويل الممتد الذي تجاوز الـ50 عاماً، ألم تراودك فكرة بالتوقف؟
الفنان المحب لفنه لا يستطيع أن يتوقف عن الغناء أو الفن الذي يمارسه، وإذا توقف عن ذلك، فمن المحتمل أن يموت؛ لأن هذا الفن يشغل داخله حيزاً، وإذ لم يبقَ حياً، فسيموت نفسياً، ثم يموت بشكل كامل.
هل هذا يعني أنك أنت «فنان العرب» إذا لم تغن ستموت؟
طبعاً.
في أحد حواراتك التلفزيونية قلت إنك كنت تنام في الاستوديو، متى حدث ذلك؟
كان ذلك أثناء حرب الخليج الأولى، حيث مرت المنطقة بظروف صعبة، وتوقفت عن الغناء على المسرح، وشعرت بأنني سأموت، فكنت أذهب كل ليلة إلى الأستوديو الخاص بي وأنام فيه.
لم يعد هناك طرب
ما رأيك في الوسط والمرحلة الفنية الحالية؟
الوسط في الفترة الحالية يعيد تشكيل نفسه، ويبحث عن نمط للمرحلة الحالية بكافة تفاصيلها، والأغنية تمر بمرحلة تجديد، وباتت تتجه للألوان الغربية، وصار لدينا فن عربي منفتح على الفن الغربي الذي يعتمد بصورة كبيرة على التقنية والآلات، ومن الممكن أن تغير هذه التقنية الأصوات السيئة إلى أصوات جميلة، وصرنا نسمع دائماً آلات جديدة.
هل معنى كلامك أن الوضع الحالي سيئ؟
حالياً، لم يعد هناك طرب، وشركات الإنتاج لا تبحث عن الفنان المهتم بالموروث العربي، بل تبحث عن الربح وخلق موجة غنائية جديدة هدفها مادي.
ولكن «فنان العرب» واكب الموضة السائدة في الوسط، أليس كذلك؟
تستطيع القول إنني طورت في الأغنية على مستوى المحتوى الموسيقي للتخلص من الجمود والبقاء في مكاني مع الحفاظ على هويتي كفنان، ولم أغير شكلي أو ستايلي الخارجي من أجل المواكبة، وهنا الفرق المهم جداً، والجمهور اليوم ناقد ولديه حس عالٍ.
هل تستمع لآراء الجمهور؟
بالتأكيد، وأستفيد من بعض التعليقات والآراء التي تطرح حول أعمالي، ولا يوجد فنان حقيقي في العالم لا يأخذ انطباع الجمهور ورأيه على محمل الجد.
التقنية هل أضرت بالفن على المستوى المادي؟
بالتأكيد، وبالنظر إلى الوضع الحالي نجد أن الشركات لم تعد تربح من التوزيع وبيع الألبومات بسبب إتاحة الأغنية في الإنترنت ومواقع التواصل.
سمعت أنك كنت غير راضٍ عن البرنامج الذي حمل اسمك على قناة دبي، ما صحة ذلك؟
فهمت ما تقصد، من ناحية الاسم تدخلت وغيرت اسم البرنامج من «فنان العرب محمد عبده» إلى «محمد عبده وفنان العرب»؛ لأن من غير المعقول أن أكون راعي البرنامج ويكون باسمي. واخترت أن يكون الفائز باللقب هو «فنان العرب»، وفاز به متسابق يمني صوته جميل.
لماذا لا يغني الفنان محمد عبده بغير اللهجة السعودية؟
حتى أكون صادقاً في فني لابد أن أغني بلهجتي، فأنا فنان سبق أن قلت إنني لا أحب التقليد، وأحب أن أعيش الأغنية بإحساسها العميق، والتقليد يفقد الأغنية المصداقية.
أي الفنانين أقرب إليك رابح صقر أم عبدالمجيد عبدالله؟
بكل تأكيد رابح صقر، فهو أكثر تواصلاً واتصالاً من غيره من الفنانين الموجودين في الوسط، ورابح إنسان يملك الصراحة والصدق في التعامل، إضافة إلى أنه صاحب مشروع موسيقي وخط جميل، ويمتاز بثقافته الموسيقية واطلاعه على كل جديد في عالم الموسيقى الغربية.
تابعوا أيضاً:
أخبار المشاهير على مواقع التواصل الإجتماعي عبر صفحة مشاهير أونلاين
ولمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر تويتر "سيدتي فن"