يشعر الأهل بخيبة الأمل عندما يكون لدى أحد أبنائهم مشكلة وضعف في التحصيل الدراسي، ويبحثون عن أسباب هذه المشكلة لإيجاد العلاج المناسب، ولكن يصب تفكير معظم الأهل على أن هذا الضعف ناتج إما عن إهمال من الطالب نفسه أو ضعف في العملية التدريسية من قبل المدرسة أو الجامعة، وأحياناً قد يحملون أنفسهم مسؤولية في ذلك، ولكنهم يهملون أحد الجوانب التي قد تكون السبب الحقيقي والفعلي وراء هذه المشكلة، وهو التغذية الصحية، غير مدركين بأنّ الضعف الدراسي هو أحد التأثيرات الغير مباشرة لسوء التغذية لدى الطلاب والطالبات.
حملة "غذيهم صح" من مطبخ "سيِّدتي" تلتقي الدكتورة هبة الله الخشاب استشارية طب الأطفال من مجموعة د. سليمان الحبيب الطبية لتوضح الأسباب الصحية الخفية وراء رفض الأطفال للطعام وكيفية التعامل معها من خلال التالي:
علاقة التغذية بالتحصيل الدراسي
- ما هي الحالات الطبية التي تكون السبب وراء امتناع الطفل عن تناول الطعام؟
هناك العديد من الحالات المرضية التي تؤثر على الطفل بشكل كبير وتؤدي إلى امتناعه عن تناول الطعام، ومن بينها: سوء الحالة الصحية العامة الناتجة عن الإصابة بحالات متنوعة كالبرد وارتفاع درجة الحرارة والتهابات الحلق، وكذلك الإصابة بالديدان والطفيليات، كما أن هناك بعض الاضطرابات النفسية التي من شأنها التأثير على شهية الطفل للطعام، والمتمثلة في القلق والخوف والحزن وغيرها، إضافة إلى أن الإصابة بفقر الدم أو الأنيميا تعد سبباً بارزاً لفقدان الشهية عند الطفل، إذ أنه يعاني في حال الإصابة من التهيج والتعب والضعف العام، وهو ما يعيق شهيته بشكل كبير، كما أن نقص الفيتامينات، وخاصة فيتامين (B)، يؤدي إلى فقدان الشهية والإمساك وعدم التركيز، ونفس الأمر بالنسبة لبعض حالات الإصابة بنقص فيتامين (D).
وأضافت: يعتبر الأطفال حتى سن المراهقة من أكثر الفئات العمرية المعرضة للحالات السابقة، مؤكدة أنّ أحد أعراض الإصابة بتلك الحالات هو ضعف وتراجع في مستوى التحصيل الدراسي.
استمرار الحالة
- وما تأثير هذه الحالات على نمو الطفل؟
نقص الحديد يؤدي إلى شعور الطفل المستمر بالضعف والإجهاد وشحوب الوجه والدوخة وفقدان الشهية وعدم القدرة على التركيز، مما يسبب ضعف التحصيل العلمي، وبالتالي مشاكل في الدراسة.
وأضافت: إن استمرار نقص الحديد يؤدي إلى الإصابة بفقر الدم ونقص في إنتاج الهيموجلوبين، وهو المسؤول عن نقل الأكسجين من الرئة إلى باقي أعضاء الجسم، واستمرار الحالة بدون تدخل الأهل يؤدي إلى مشاكل مزمنة تؤثر على صحة الطفل الجسدية والنفسية، كما أن استمرار نقص فيتامين (D) يؤدي إلى ضعف العضلات والوهن بشكل كبير وعدم زيادة الوزن عند الطفل.
الأسباب
- ما هي أسباب إصابة الطفل بإحدى هذه الحالات؟
يصاب الطفل بالأنيميا لعدة أسباب، وأشهرها التي تحدث نتيجة نقص عنصر الحديد، والذي يعتبر أهم العناصر الذي يحتاجها الجسم ليبقى في صحة جيدة، حيث يدخل الحديد في تكوين الهيموجلوبين، وهو أحد مكونات خلايا الدم الحمراء، كما تحدث الأنيميا لعدة أسباب، من أهمها: قلة تناول الأطعمة التي تحتوي على عنصر الحديد كالسبانخ وغيرها، عدم قدرة الجسم على امتصاص الحديد، حدوث نزيف داخلي، فقدان كمية كبيرة من الدم أثناء الدورة الشهرية لدى الفتيات، النمو السريع في فترة المراهقة، تناول الأطفال لبناً بقرياً غير مدعم بالحديد كبديل لحليب الأم قبل بلوغ عام، أما نقص فيتامين (D) فيكون نتيجة قلة التعرض لأشعة الشمس فوق البنفسجية أو ضعف التغذية عند الأطفال وغيرها.
التشخيص والعلاج
- متى يشك الأهل بأن رفض الطفل للطعام بسبب وجود مشكلة صحية تحتاج لطلب المساعدة؟
قد يكون رفض الطفل الطعام بسبب مشكلات مؤقتة كارتفاع درجات الحرارة أو التهاب الحلق، وقد يكون بسبب إفراط الطفل في تناول الحليب، مما يقلل من شهيته لباقي أنواع الطعام، أو قد يكون في أحد مراحل النمو السريع، ولكن استمرار حالة فقدان الشهية بدون هذه الأسباب يستوجب على الأهل زيارة الطبيب المختص للتشخيص والعلاج.
- وكيف يتم التشخيص؟
يتم تشخيص مثل تلك الحالات من خلال أخذ التاريخ المرضي للطفل والعائلة، وتحديد الأسباب المرتبطة لكل حالة على حدة، وقد يتطلب الأمر بعض التحاليل والفحوصات التشخيصية، مثل: تحليل صورة الدم، ونسبة الحديد، وكذلك تحليل بعض الفيتامينات والمعادن.
- ما العلاج؟
في الحقيقة، إن كثيراً من تلك الحالات تتجاوز هذه الحالة المرضية بالتغذية السليمة، والتي تكون كافية لحل معظم تلك المشكلات، أما في بعض الحالات التي يعاني منها الطفل من نقص شديد في الحديد أو الفيتامينات، فقد يقوم فيها الطبيب بوصف الأدوية المناسبة كالحديد والفيتامينات.
الوقاية:
- نصائح للأهل لوقاية أطفالهم من الإصابة بهذه الحالات:
- التغذية السليمة أساس علاج معظم هذه الحالات المرضية.
- الرضاعة الطبيعية تقي الطفل بشكل كبير من الإصابة بالأنيميا.
- تناول الطفل للأغذية الغنية بالحديد، مثل: صفار البيض، اللحوم، البروكلي، الخضراوات الورقية كالسبانخ، الفول، التفاح، الحبوب الكاملة التي تعد مصدراً جيداً لفيتامين (B1).
- الحرص على تناول فيتامين (C)؛ لأنه يساعد على امتصاص الجسد للحديد.
- تناول الأطعمة الغنية بفيتامين (D) كالأسماك وصفار البيض، وكذلك الغنية بفيتامين (B).
فئات عمرية
الفئة العمرية احتياجات الحديد اليومية
من 4 -8 سنوات (الجنسين) 10 مليجرامات
من 14- 18 سنة (أولاد) 11 مليجراماً
من 14- 18 سنة (فتيات) 15 مليجراماً
للتعرف على أهم ما يفيد صحة طفلك والأغذية التي تنمي قدراته العقلية، تابعي حملة "مطبخ سيدتي" kitchen.sayidaty.net غذيهم صح