تعاني امرأة من كل اثنتين من جفاف المهبل. ولكن القسم الأكبر من النساء يجهلن أنه يوجد العديد من الأساليب لمعالجة هذه المشكلة، ابتداءً من الهرمونات إلى الليزر واستعمال النباتات والبروبيوتيك وحمض الهيالورنيك، فتعرّفي إلى ذلك كله:
تسريب قليل للبول، ألم وقت الجماع، عدم الشعور بالراحة في منطقة الفرج، هذه جميعها مواضيع محرّمة من قبل المرأة ولا تتحدّث عنها إطلاقاً، ولا حتى لطبيب أو طبيبة الأمراض النسائية، في حين يتوفر العديد من الحلول للمشكلة:
الهرمونات لتحفيز الغشاء المخاطيّ
هناك عدة أسباب لجفاف منطقة الفرج – المهبل، منها الإفراط في تنظيف المنطقة، والملابس الداخلية غير المناسبة، وإزالة الشعر، وبعض الأدوية (مثل أدوية الأمراض العقلية وخافضات الضغط)، وخلل في البيئة النباتية الإيجابية في المنطقة، والالتهابات المتكررة وأمراض المناعة الذاتية (مثل مرض متلازمة شوغرن الذي يصيب الغدد التي تفرز اللعاب والدموع وغيرها).
ولكن السبب الرئيسي هو نقص الهرمونات الذي يمكن أن يحدث بعد سنّ الأربعين.
العلاجات الهرمونية الموضعية تكون الحل الأكثر فعالية ـ أغلب الأحيان ـ للنساء اللواتي لا يعانين من آثار سلبية بسبب علاجات سرطان الثدي وغيرها. ويصبح الغشاء المخاطي أكثر سماكة ومرونة، وتستقرّ درجة الحموضة المهبلية. وأما المشاكل الأخرى المرافقة، مثل الإلحاح البولي، فإنه يتحسّن كذلك. والعلاج المتوفر بهذه الهرمونات يأتي على شكل كريمات أو جل أو كبسولات أو البويضات التي توضع في المهبل كلّ يوم أو يومين. لكن استفادة المرأة من هذا العلاج قليلة بسبب خروج العلاج من مكانه.
ويمكن اللجوء إلى الحلقة المهبلية EstRing vaginal ring، التي تثبّت داخل المهبل، لتفرز هرمون ايستراديول (الاستروجين الطبيعي) بكميات قليلة على مدار 3 أشهر حتى يستعيد الغشاء المخاطي بذلك آلية عمله.
وإذا شعرت المرأة بتحسّن واضح وتحسّنت صحّة المهبل، فيعني ذلك أنّ المشكلة انتهت. وإذا لم تنتهِ فبالإمكان وضع الحلقة مرة أخرى.
البروبيوتيك للمحافظة على البيئة النباتية للمهبل
جفاف المنطقة الحساسة يقضي على البيئة النباتية للمهبل. وإذا أصبحت درجة الحموضة عالية جداً، أو أصبحت على العكس قلوية جداً، فإن احتمال حدوث الالتهابات يتضاعف؛ ومن هنا تأتي أهمية تعزيز هذه الفلورا النباتية بالبروبيوتيك.
الحلّ المثالي: جميع البروبيوتيك والهرمونات معاً .(Trophigil, Florgynal) ولأنه كلما كان الغشاء المخاطي مشبع بالأستروجين زاد إنتاجه من الجليكوجين، الذي يعزز البكتيريا الجيدة. وبالنسبة للمرأة التي لا يمكنها أخذ الهرمونات، هناك وصفات تعتمد كلياً على البروبيوتيك مثل (كبسولات Gynophilus vaginal وضمادات (Florgynal ، كما يمكن أخذ البروبيوتيك عن طريق الفم (Imgalt, Fémibion ...) ؛ وذلك لأن النباتات المهبلية تاتي من النباتات المعوية، وكلما كانت النباتات المعوية متوازنة كان ذلك أفضل للنباتات المهبلية.
حمض الهيالورونيك للترطيب
يوجد هذا الجزيء بشكل طبيعي في الأدمة وتحت الأدمة، فيما يعزّز وجوده بالماء ويحافظ على الأنسجة من الجفاف. ويكفي استعمال الكريمات والتحاميل التي تحتوي على حمض الهيالورونيك بالنسبة للجفاف المهبلي البسيط.
وأثبتت دراسات أنه بعد فترة من الوقت فإنَّ حمض الهيالورونيك يؤدي إلى تعافي النسيج المخاطي. وبعبارة أخرى، فإنّ عملية الترطيب تعزّز إعادة نمو المخاط، وإن لم يكن بالقدر الذي تفعله الهرمونات.
ومن بين المنتجات التي تحتوي حمض الهيالورونيك كريم وتحاميل Cicatridine.
الليزر للأغشية المخاطية المتضررة جداً
بعض العلاجات ضدّ السرطان قد يكون لها تأثير ضارّ جداً على الغشاء المخاطي المهبلي، وقد تسبّب ألماً لا يُطاق. وبالنسبة للنساء اللواتي لا يستطعن تناول الهرمونات، فهناك إمكانية لتحفيز المخاط بوساطة الليزر (ليزر الموناليزا). الجلسات عالية التكلفة، ولكن فعاليتها مذهلة.
النباتات من أجل تخفيف التهيّج
جفاف المهبل يسبّب الشعور بالحرقة والحكّة والألم؛ ومن هنا تأتي أهمية الترطيب والتغذية، بل أهمية التخفيف من الأعراض. ويُستخدم الكثير من النباتات لهذا الغرض، مثل الصبّار(الالوافيرا) وزيت نبتة سانت جون.
نصائح لتجنب جفاف المهبل
جفاف المهبل يسبّب الألم عند الجماع، مما يؤدّي إلى حلقة مفرغة. والنساء اللواتي يعانين من جفاف المهبل يباعدن بين فترات العلاقة الجنسية، وربما الابتعاد عنها تماماً، مما يؤدي إلى المزيد من الحلقة المفرغة، إذ إن الجماع والعملية الجنسية يحفزان الغشاء المخاطي، وبالتالي يقلل ذلك فرص حدوث جفاف المهبل.
إزالة الشعر عن المنطقة الحسّاسة باستخدام الليزر يفاقم تهيّج منطقة الفرج وجفاف المهبل، ولا يسبّب حرق بصيلات الشعر فحسب، وإنما يقضي على الغدد الدهنية في المنطقة. وهذه الغدد هي التي تنتج الغطاء الدهني الذي يحمي الجلد في منطقة الفرج من التشقق ومصادر التهيّج، بحسب "توب سانتيه".
جفاف المهبل: حلول طبية جديدة
- الصحة العامة
- سيدتي - نت
- 04 ديسمبر 2016