عندما اتصلت بها إدارة الأوسكار لمساعدة من يقوم بتنسيق الزهور في الحفل الذي ستحضره الليدي ديانا، التي كان أعلن حينها انفصالها عن تشارلز، لم تدرك اليونانية المولودة في لندن، وصاحبة محل الزهور المبتدئة، أن الحظ ابتسم لها، وأنها ستصبح المشرفة على تنسيق الزهور وديكوراته في كل حفلات الأوسكار للعشرين سنة المقبلة.
«سيدتي» التقت كيلي إيليس، المسؤولة عن تنسيقات زهور حفل الأوسكار منذ 20 عامًا، والتي حضرت إلى دبي؛ لتشرف على تمرين فريق عمل أحد الفنادق الشهيرة في مدينة جميرا على تنسيق الزهور والديكورات الخاصة بها، فتحدثت بشغف عن مهنتها، وروت لنا تجربتها، والكثير من أسرارها، وقدمت خلال اللقاء نصائح مهمة للشابات في الإمارات الباحثات عن النجاح.
بدأت كيلي تحدثنا كيف شعرت في يوم أن حياتها ليست على ما يرام، فلم تكن تحب وظيفتها، وكانت تعيش فترة حزن على صديقتها التي توفيت في حادث طائرة، إضافة لمشاكلها مع خطيبها، فانفصلت عنه، وأخذت إجازة من عملها، وعادت للعيش مع والديها ريثما تستقر أمورها، وهناك حلمت حلمًا أشبه بالرؤيا؛ كانت فيه في محل أزهار وكان المحل لها، وهي في غاية السعادة، فأيقنت أن هذا ما عليها فعله، وفعلا كان لها هذا بعد 3 أشهر».
قالت ضاحكة إنها تشعر بسخافة الأسباب التي من أجلها تركت عملها في أحد البنوك الفرنسية، والتي عملت فيه لأربع سنوات، ولم تشعر خلالها بالسعادة أو الاستقرار، خاصة مع المشاكل الكثيرة التي واجهتها مع خطيبها، أو المتعلقة بخسارتها صديقتها الكارثية.
أثارت دهشتنا وتساءلنا فيما إذا كانت مهتمة بالزهور، فأنكرت أي اهتمام سابق قبل ذلك الحلم الغريب، ولكن كان لدى والدتها ذلك الشغف، وأسرّت هامسة: «دون أن يكون لديّ أدنى خبرة، قمت بأبحاثي وعرضت خدماتي مجانًا؛ عساني أمتلك خبرة وأتعلم بسرعة»، وتابعت: «حسن حظي جعلني ألتقي إيطاليًا خبيرًا بالزهور، وصعق عندما أخبرته بما سأفعله، وقال لي بلا شك: أنت بحاجة لي. وكنت قد تكفلت بكافة الأمور، وسأفتتح المحل في يناير 1991؛ أي بعد 3 أشهر من تركي عملي، وكان على حق فوجدت من المناسب أن يكون شريكي، إذا ما نجح العمل، وبقينا معًا 16 عامًا، حتى ابتعت حصته قبل 11 عامًا، ومنذ ذاك الوقت أتولى العمل بنفسي، والآن فقط أشرف على العمل بعد أن أصبح لديّ 43 موظفًا».
تميمة حظي
لم تكن كيلي وحيدة تلك الفترة، فقد أخبرتنا بأنها تعرفت إلى زوجها الذي دعمها بشكل لا يصدق: «كان معي طوال الطريق، وهو من أصدقاء الجامعة، وأشبهه بتميمة حظي، خاصة مع إنجاب طفلين، ومتطلبات العمل الكبيرة واضطراري للاستيقاظ في الثانية والنصف فجرًا؛ للذهاب إلى سوق الأزهار والعودة في السابعة مساء، حيث كان زوجي يتولى أمور الأطفال. وعن أقسى موقف مرّ بها خلال الفترة الماضية، قالت: سألت أحد أبنائي عندما كان في عمر الـ17، ما السبيل لرؤيته بعد أن أصبح كثير الخروج مع رفاقه، فصعقني وجرحني عندما قال: «هل تشعرين اليوم بما يعنيه الغياب؟ لقد كنتِ غائبة طوال طفولتي».
قصة الأوسكار
عن قصتها مع الأوسكار، تحدثت إلينا بشغف، وهي تروي القصة: أتممت عامي العشرين في الإعداد للأوسكار، وكان قد مضى عليَّ في مجال العمل 4 أو 5 سنوات فقط عندما بدأت به. حصل الأمر بحضور مجلة «فانيتي فير» إلى لندن لاستضافة حدث في «هايد بارك»، وشمل الحدث حفل عشاء ضخمًا بحضور حشد كبير من النجوم، من بينهم الليدي ديانا، والتي كانت ترتدي فستانًا أسودَ رائعًا، وتم الإعلان حينها أنها وتشارلز سينفصلان. طلب منظمو الحفل منسقَ زهور فرنسيًا كان معروفًا جدًا ولامعًا حينها، ولم يقم بعمله على أكمل وجه، واحتاجوا منسق زهور في لندن للمساعدة، فتلقيت اتصالا؛ لمساعدة المنسق الحالي وإرشاده ومرافقته لسوق الأزهار. وقد نجح الأمر، وأعربوا عن شكرهم لي لإنقاذ الموقف، ووعدوني بأنهم لن يلجأوا إلى منسق زهور آخر سواي لمناسباتهم القادمة، وقد صدقوا وعدهم.
من الأوسكار إلى دبي
ولم تستطع كيلي أن تخفي إعجابها بدبي، واعترفت لنا: «إنها مدينة أرقى بكثير مما كنت أعتقد، وهي مزيج لثقافات عدة، وقد تفاجأت بها، هذه أول زيارة لي، وأراها رائعة جدًا، حيث جربت سفاري الصحراء، وصعدت إلى برج خليفة، وأحببت الصحراء فيها، وكذلك مدينة جميرا، كما شدتني أشجار النخيل. أما سرّ وجودي فيها فهو أنني في مهمة عمل لتدريب طاقم فندق النسيم العائد لفنادق مدينة جميرا على تنسيق ووضع ديكورات الزهور.
بماذا نصحت كيلي الشابات حديثات العهد في الأعمال؟
تابعوا التفاصيل كاملة في عدد سيدتي في الأسواق.