تمتلك ذكاءً خاصاً، وعندما تنظر في عينيها تجد طموحاً كبيراً وإصراراً غير عاديين، تتعامل مع كل عمل فني على أنه معركة حربية تستعد له قبلها بشهور، وتظل بنفسها تشرف على كل تفاصيله، وربما تجد نفسك وأنت تجلس معها أنك أمام فنانة لا تحب في الحياة سوى عملها، وبالتالي لم يكن غريباً عليها أن تصل إلى القمة رغم صغر سنها ...
قررنا أن تكون نقطة البداية مع مي عز الدين، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي؛ حيث دخلت عليها «سيدتي» ووجدتها تتفاعل مع جمهورها على صفحاتها الموثقة، وسألتها: هل أنت حريصة على متابعة كل ما يدور في مواقع التواصل الاجتماعي؟
هذا أمر طبيعي جداً، وأي فنان لابد أن يفعل ذلك؛ لأنني أرى أنه «الترمومتر» العصري لمعرفة رأي الجمهور في الأعمال الفنية، ووجهة نظره في كل ما يخصني، وأشعر بسعادة كبيرة عندما أتعرف على كل آراء المواطنين؛ حتى لو هناك وجهات نظر مختلفة.
قاطعتها: لكنك تقومين بطرح فيديوهات لك وأنتِ في أماكن مختلفة وبملابس عادية، وبدون ماكياج، وهذا الأمر لا يفعله الكثير من النجمات، ألا تخافين من انتشار هذه الفيديوهات؟
الجميع في الوسط الفني والمقربون مني يعرفون أنني شخصية تتصرف بتلقائية، وأنا بعيداً عن التصوير أعيش حياة مثل كل البنات لا ماكياج ولا فساتين إلا في المناسبات، وأحب كثيراً ارتداء الملابس الكاجوال(تضحك) وتقول: حتى شعري أتركه بحريته، وأخرج بدون ماكياج، وأرى أن الحياة بشكل بسيط أجمل بكثير من الحياة في الأضواء طوال الوقت؛ لأنني كفنانة لابد من الاستمتاع بحياتي بالطريقة التي تعيشها كل البنات في سني.
كيف تقضي مي عز الدين يومها بعيداً عن التصوير؟
يومي عادي جداً، أحب ممارسة الرياضة، وأحياناً أساعد في إعداد الطعام لكنني أتناول الطعام بكميات بسيطة، وأعتمد في وجباتي على الخضراوات والفاكهة، لكن أحب كثيراً بعيداً عن التصوير أن أسافر إلى بلدان جديدة، وأكتشف ثقافة هذه البلاد، وأكون في قمة سعادتي عندما أتعامل مع شعوب جديدة.
لست مغرورة
البعض يرى أن الغرور أصابك لدرجة أنك بمجرد أن تنتهي من التصوير تبتعدين تماماً، كما أنك لا تظهرين على الإطلاق في المناسبات الاجتماعية؟
الغرور يعرف أصحابه. أما أنا فالمسافة بيني وبينه مثل المسافة بين السماء والأرض؛ لأنني أعتقد أن الغرور سيقتل موهبتي. كما أن أسرتي قامت بتربيتي جيداً، وكل أفرادها معي باستمرار، وبالتالي تواجدي مع أسرتي يجعلني إنسانة طبيعية، ولا يمكن أن «أخرج عن النص» أو أشعر بأنني مختلفة عن البشر، وربنا يديم عليّ نعمة القناعة ويزيدني من حب الناس.
الزواج
أعرف جيداً أنك لا تتحركين إلا بصحبة والدتك، أو أحد من أفراد أسرتك، فهل سيستمر هذا الوضع أم أنك سوف تتزوجين؟
لم أقابل الشخص المناسب بعد، وعشت تجارب لكي أرتبط لكنها لم تصل إلى مرحلة النجاح، والحقيقة أننا مخلوقون لكي ننجح ونفشل سواء في العلاقات الشخصية أو الاجتماعية. أنا لا أرفض الزواج، لكن لابد أن أختار الشخص الذي أعيش معه وأكمل قصة حبي معه وهذا الموضوع هو الأهم بالنسبة لي.
ألا تشعرين بأن نجوميتك كفنانة قد تمنع بعض الأشخاص المناسبين من الاقتراب والاعتراف برغبتهم في الارتباط بك؟
هذا حقيقي، وحدث بالفعل أن بعض الأشخاص تحدثوا مع صديقات لي أنهم يريدون الارتباط بي، لكنهم يخافون من الاعتراف بمشاعرهم تجاهي؛ لأنني فنانة وبالتالي ابتعدوا.
حكايتي مع زينة
الكثير في الوسط الفني فوجئ بدفاعك عن الفنانة زينة رغم أن أقاويل كثيرة على مدار السنوات الماضية كانت تشير إلى وجود خلافات بينكما، ما سبب ذلك؟
الحقيقة أنني أعلنت موقفي ودعمي لزينة لأنني وجدت أن هذا الموقف هو الأنسب والصواب، كما أن القضاء قال كلمته وأصدر كل أحكامه لصالحها، فما الداعي إذن للطرف الثاني (الفنان أحمد عز) أن ينكر وتصل الأمور إلى هذه الدرجة غير المرضية للفنانين ولا للجمهور العادي، وكنت أرى أن الطرف الثاني يجب عليه أن يختصر الطريق، ويعترف بالخطأ. لكنني سعيدة أن رأيي في النهاية أثبته القضاء.
أما فيما يتعلق بما يتردد بوجود خلافات مع زينة فهذا أمر منافٍ للحقيقة. وعلى مدار مشواري الفني لم أختلف مع أي شخصية، وفي نفس الوقت، لم يصرح أي زميل أو زميلة سواء تعاملت معه أم لا بأنني غضبت منه؛ لأنني أعيش «في حالي»، ولا أحب الدخول في دائرة المشكلات والتصريحات.
وأحب أن أوجه رسالة إلى زينة من خلال مجلتكم: «ربنا يخلي ولديك ويحفظهما من كل سوء، وافرحي بكلمة القضاء؛ لأنها أعادت لك السعادة والفرح».
نجاح درامي
حققت نجاحات درامية كبيرة خلال السنوات الماضية في رمضان فهل أصبح تواجدك أمراً ضرورياً في هذا الشهر الكريم؟
أفكر في أوقات كثيرة بعدم التواجد لكنني أتراجع بسرعة، لأن سعادة الناس بوجودي تجعلني أتحمل مشقة التصوير لمدة 6 أشهر بشكل كامل، لكن من الممكن أن أنقطع درامياً عاماً، وأعود مرة أخرى. وكل النجوم يفعلون ذلك، فهذا لن يؤثر على الإطلاق.
لماذا اخترتِ مسلسل «رسايل» الذي كان مقرراً لرمضان العام الحالي ولكنك آثرت تأجيله لرمضان العام المقبل؛ وهل تأخرت في الاختيار؟
هذا المسلسل بمثابة تغيير جلدي التمثيلي بشكل كامل؛ لأنني أجسد شخصية امرأة شعبية، والحقيقة أنني أرى أن هذا المسلسل سوف يكون نقلة كبيرة لي لأن طريقة كتابته ليست سهلة، وكل تفاصيله اخترتها بعناية مع فريق العمل المكون من المؤلف المبدع محمد سليمان عبد المالك والمخرج المتميز إبراهيم فخر، وباقي فريق العمل المتميزين جداً الذين عملوا على السيناريو. أما في ما يتعلق بالتأخير، فهذا الأمر راجع إلى أنني أتأنى كثيراً، وقرأت أعمالاً متعددة حتى أصل إلى هذا النص، فأنا لا أبحث عن التواجد، بل تقديم أشكال جديدة وهذا ما يتعبني كثيراً.
أسئلة سريعة
من هو الفنان المقرب من مي عز الدين؟
أحمد السعدني.
ماذا تفعلين عندما تتعرضين للضغط الرهيب في العمل؟
التسبيح والقرآن أكثر ما يريحني.
هل تلجئين إلى المهدئات؟
نهائياً.
هل تراجعين نفسك وأصدقاءك كل فترة؟
طبعاً.
هل تعرضت للخيانة؟
تضحك... كثيراً. خدعت في شخصيات كثيرة بـ100 وجه تضحك في وجهي، وفي النهاية، أكتشف أن ابتسامتهم مزيفة.
هل من الممكن أن تعودي طفلة في وقت ما؟
أحب هذا الأمر وألجأ إلى لعب الـ Games وألعب بـ«عروسة» (دمية).
كيف تتعاملين مع والدتك؟
تضحك وتقول: «ربنا يقدّر أمي على تحملي؛ لأنها تعاني بسببي».
من هو المطرب المفضل لك؟
محمد فؤاد.
هل تركيزها على الدراما جعلها تبتعد عن السينما؟ الكثير من النجوم والنجمات يسعون للمكاسب المادية، وأحياناً كثيرة تكون على حساب النواحي الفنية، فهل من الممكن أن تفعل ذلك؟ هل تشعر بسعادة كبيرة لعملها كفنانة، أم تشعر أنها مهنة ساهمت في حرمانها من بعض الطموحات الشخصية؟ كل الإجابات عن هذه الأسئلة وغيرها في اللقاء الذي أجرته مجلة "سيدتي" مع الفنانة مي عز الدين في العدد 1881 الموجود حالياً في الأسواق