من القصص الفكاهية المستوفاة لشروط مسابقة «سيدتي» للقصة الفكاهية القصيرة، نقدم لكم قصة: «في يوم خريفي» لنادية غازي.
مع العلم أن القصص لم تخضع لأي تصحيح، عدا التصحيحات اللغوية والإملائية، على أن تقوم لجنة الجائزة باختيار الأصلح بينها.
في يوم خريفي
برد الجو قليلاً وتطايرت أوراق الأشجار المذهبة فوق الأرصفة والحدائق مثل احتفال موسمي.
نزلت من سيارة الأجرة في ذلك اليوم الخريفي المشمس، عبرت الشارع إلى الجهة الثانية، نظر لي طفل يرافق أمه وأخرج لسانه لي بمرح، لم أتعود بعد على الطريق، قبلت لتوي في كلية العلوم.
وأشعر بضغط كبير وأنا أدخل هذا العالم وحيدة، رمقني شاب بنظرة غريبة، وأنا اقترب من ذلك البيت الكبير ذي البوابة الضخمة ذات القضبان الحديدية، والتي يبدو من خلالها كلب كبير كان ينبح بشدة كلما مررت من أمامه، ولكن اليوم يا للهول إنه في الخارج، يقف مستعداً أمام الباب بدون حبل أو حواجز يتفرج على السيارات المارقة وعلى الجانب الآخر من الشارع جلس أربعة مراهقين على حافة الرصيف وكأنهم في انتظاري، آآه وأنا أمر سيلاحقني الكلب وسأصرخ وأركض وربما يعضني وسيضحكون كثيراً.. يا إلهي ماذا سأفعل؟ فجأة تذكرت لقد قال لي أبي يوماً إذا مررت أمام كلب وأحس بك خائفة فسوف يهاجمك فعليك ألا تفكري به أبداً. وهكذا ركزت تفكيري على أستاذ الرياضيات المزعج ومحاضرته المملة، وعبرت أمام الكلب، والمدهش أنه لم يفعل شيئاً، بقي صامتاً وكأني إحدى تلك السيارات المارقة أمامه، وصرخ المراهقون ( غير معقول أنه لم يلاحقها ) تنفست الصعداء، وأكملت طريقي باتجاه بناية الكلية.. كانت لدينا محاضرة كيمياء، الأستاذ رجل متوسط العمر وجهه شديد الحمرة، وكانت هناك وحمة حمراء أيضاً على طول خده الأيسر، قبل أن يخرج قال لنا شيئاً حول امتحان ما، لم نستطع أن نسمع جيداً بسبب ضوضاء أحدثها بعض الطلاب والتي جعلته غاضباً فخرج مسرعاً. كنا مع صديقتي مينا وربى منهمكات في الكتابة ولم نستوعب جيداً كلماته الأخيرة، سألتني مينا ( لقد قال شيئاً عن امتحان؟ ) قلت لها ( لا أدري لقد قال شيئاً مثل دد.. دد.. دد.. لم أفهم شيئاً) كانت مينا من النوع المدقدق الحريص المزعج فأصرت على الذهاب إلى غرفة الأستاذ، ولكن المشكلة أننا لا ندري أين غرفته ولا نعرف حتى اسمه الكامل، وبعد تردد سألنا بعض طلاب المرحلة الثانية ودون تردد قالوا إن اسمه دكتور (كريم طماطة) واستغربنا أي اسم هذا؟ ولكن مينا قالت علينا ألا نستغرب لدينا عائلات بغدادية عديدة اسمها على أنواع طعام مثل بنية وكبة وعجينة فما الغرابة بعائلة طماطة؟؟ نعم معقول وهكذا ذهبنا إلى بناية المختبرات والتي قربها غرف بعض الأساتذة كما أخبرونا، ولكننا لم نجد اسم كريم طماطة على أي منها ودخلنا إلى أقرب مختبر، كانت هناك معيدة وحيدة تدور مثل نحلة تائهة سألناها عن مكان غرفة كريم طماطة، نظرت إلينا المعيدة بعصبية وصرخت بنا ( أليس لديكم إحساس، بلا أخلاق هيا اخرجوا من هنا)، وخرجنا ولكن ماذا فعلنا؟ ما الذي جرى؟ ورجعنا إلى المعيدة الغاضبة. (أرجوك ست لماذا صرخت بنا) ابتسمت المعيدة يبدو أنها اكتشفت شيئاً ما وقالت ( عيب تجاوزكم هذا على أستاذكم كيف تسمونه طماطة )، قلت لها (لماذا أليس هذا اسمه لقد أخبرنا الطلاب بذلك).
قالت ( لقد ضحكوا عليكم إن اسمه كريم عبد الله وهم يسخرون من لون وجهه)، آه كم شعرنا أننا أغبياء وتأسفنا للمعيدة، وخرجنا إلى الممر الخارجي ونحن نضحك حقاً من يسمي ابنه طماطة.
انتهت
نادية غازي