إدخال البهجة والسَّعادة على الفرد وأسرته يعدُّ غذاء للرُّوح، وفي الشَّهر الكريم شهر رمضان من الممكن وضع لمسات بسيطة من الدِّيكورات المعبِّرة عن دخول الشَّهر دون تكلُّف أو تبذير، وكلٌّ حسب ميزانيَّته، منها: مفرش، فانوس، وغيرها من الزَّخارف، ويدور الحديث حول ذلك بين من يرى أنَّها تكاليف ومن يرى أنَّها بهجة، نشارككم الآراء من خلال هذا التَّقرير. بين موافق ومعارض لهذه الطقوس اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالجدل، تطلب رأيا مقنعًا
أجواء روحانيَّة
شاركتنا الحديث جوانا أيمن أبوشال «مهندسة تصميم داخلي وأستاذة جامعيَّة» قائلة: من الجميل أن تخصص الأسرة مكانًا في المنزل لديكور يعكس أجواء رمضان من دون أن يسبب ذلك إهدارًا للمال، مثل إضافة إضاءة لامعة، أو إضاءة على شكل نجوم وهلال، أو تغيير مفرش الطَّعام بقماش ذي أشكال هندسيَّة إسلاميَّة، أو حتى طباعة بطاقة مباركة وتثبيتها على الباب وعلى إطارات الصُّور، وهذه أمثلة بسيطة وغير مكلفة، ويمكن كذلك لصاحب المنزل أن يقتني عدَّة عناصر تزيين أساسيَّة من دون التقيُّد بلون وبزخرفة دارجة في موسم رمضان؛ حتى يتمكَّن من استغلالها خلال السَّنة، وتكرار استخدامها مع كلِّ قدوم لشهر رمضان، كل هذه الأفكار من الممكن أن تتم بمبلغ بسيط وتخطيط ذكيٍّ، خاصَّة مع توفُّر تصاميم مختلفة في العديد من المحلات التجاريَّة، وتسترسل: الديكور البسيط لشهر رمضان قد يبدو رمزيًا، لكنَّه يخلق أجواء روحانيَّة تبعث البهجة وتميِّز إطلالة المكان.
• تقارب العادات
المهندسة أمل الزهراني، مع وضد حسب قولها، حيث ترى أنَّ شهر رمضان يتَّسم بالأجواء الروحانيَّة الجميلة، ورائحة ماء زمزم المبخر بالمستكة، التي تفوح من كلِّ بيت وتغمرك ببهجة قرب الإفطار، ومع تقارب الشُّعوب وعاداتها، ظهرت لنا بعض التَّقاليد العربيَّة، والتي ترجع أصولها إلى مصر والشَّام، ولكنَّها أضافت بهجة للحياة الرمضانيَّة في الشَّوارع وداخل المنازل، ولا يمنع وضع البعض منها على المائدة الرمضانيَّة، وزينة عند الأبواب ببعض الفوانيس، والإضاءة المختلفة، والعبارات الجميلة، والصَّلاة على النَّبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- دون أن نبالغ بهذه الزَّخارف، فيصبح المنزل محلًا تجاريًَّا، وتتحوَّل فعلًا إلى عبء على مسؤول الأسرة وزيادة في ميزانيَّة شراء مستلزمات رمضان.
لا للتكلف
مستشار تطوير الأعمال سعد الحمودي، يرى أنَّ تعقيد الأشخاص لحياتهم الاجتماعيَّة يكون في التكلُّف المالي الزَّائد عن الحاجة في ملبسهم ومأكلهم ومظهرهم بما في ذلك المبالغة في زينة رمضان، أمَّا بالمعقول دون تكلُّف فهي بهجة لأفراد الأسرة وضيوفها، يستدرك قائلًا: الحياة الاجتماعيَّة الغنيَّة بالتَّواصل والتَّفاعل ترفع من معدَّل سعادة الإنسان أكثر من التكلف المالي كما أن الحب والاستمتاع بصحَّة نفسيَّة جيِّدة من أعظم المفاتيح لحياة سعيدة، وهذان العاملان يساهمان بالسُّرور العام أكثر من العوامل المبالغ فيها بالمأكل والملبس.