لا أحد يعرف من كتب هذا النص المدهش، ولكنه العرفان بقيمة الأب والذي خلده الأدب وتداوله الناس على مر الزمان، وفيه إعتراف بقيمة الأب مهما كان بسيطاً ومتواضعاً، فهيا بنا نقرأ هذه الرسالة التي تأسر القلوب بما فيها من مشاعر متبادلة بين الابن وأبيه:
يقول الابن: "ذات يوم جئته، حاملاً ورقة صحيفة، قصصتها على عجل، وقد ُنشرت أولُ قصيدة لي، أخبرته بذلك وأنا لا اصدق سروري بنشرها قال: أرنيها (وهو الأميّ) وضعتها بين يديه، بعد أن فرشتُ الصحيفة كلها على حصير الخوص الذي كان يجلس عليه، قال: أين كتبوا القصيدة؟ فأشرت أن هنا، فجعل يمرر أصابعه على حروفها، ويتفقد أبياتها كما كان يتفقد أشجاره قبل قليل، بل ظل يمسح على الحروف كما يمسح على ظهر بقرة أجهدها من عجل حنيذ، قال: أين كتبوا اسمك؟ فأشرت له المكان.. لا اعرف سعادة له كالتي كان فيها اللحظة تلك، الآن، وهو يمرر أصابعه على اسمي وقد قرنته باسمه الميمون أشم رائحة تراب آسر هو التراب ذاته الذي ترزح فوقه شاهدة قبرك، هناك في الوادي البعيد حيث لا أحد بمقدوره رؤيتك.
سلاماً لأصابعك يا أبي، وهي تبارك اسمي وتحنو عليه، والله للمسةٍ منك اليوم هي عندي أغلى من أمجاد الشعر كلها ".
رسالة من ابن لأبيه بعد نجاحه
- أطفال ومراهقون
- سيدتي - نت
- 21 يونيو 2017