يُسوّق عدد لا يحصى من المجلّات والبرامج التلفزيونية والملصقات والإعلانات على شبكة الإنترنت للأجساد النحيفة، معزّزًا تقليعات الـ"رجيم" الذي يعد متتبعيه بفقدان كيلوغرامات وفيرة، ولكن على المدى القصير. وإذ تدّعي الأنظمة الغذائيّة الرائجة أنها علميّة، إلّا أن معظمها لا يتبع الطريقة العلميّة في إثبات صلاحيته، ويقوم على حذف بعض المواد الغذائية، التي يصنّفها بالضارّة، ويركّز بالمقابل على مواد أخرى، راسمًا نمط حياة غذائي مغرّبًا عن السائد غالبًا.
اختصاصية التغذية لانا فايد عريسي تثير في ما يأتي مآخذ الخبراء على أنواع الـ"رجيم" المواكبة للموضة، مع تعداد أساسيات الـ"رجيم" الصحي:
"رجيم أتكنز"
نال "رجيم أتكنز" رواجًا خلال سنتي 2003 و2004، كونه يُروّج بأنّه يفقد كيلوغرامين من الوزن خلال أسبوع، من خلال الحدّ من تناول "الكربوهيدرات"، والدعوة بالمقابل إلى أكل منتجات الدهون، وحتى المشبّع منها. ولكن، لوحظ أن المعتقدين بأتكنز شكوا من "كوليسترول" الدم المرتفع خلال مراحل لاحقة من حياتهم بسبب الاستهلاك العالي للدهون، وأنّهم لمجرد الانقطاع عن تعاليم أتكنز الغذائيّة عادوا إلى استهلاك كمٍّ وفير من "الكربوهيدرات"، وسرعان ما اكتسبوا الكيلوغرامات المفقودة!
"رجيم" شوربة الملفوف
هو "رجيم" غني بالألياف وفقير بالدهون، ويقوم على استهلاك كمٍّ كبيرٍ من شوربة الملفوف قليلة السعرات على مدى أسبوع. تُضاف البهارات للشوربة لإذكاء النكهة. والهدف هو فقدان 4.5 كيلوغرامًا في الأسبوع، مع شرب أربعة أكواب من المياه يوميًّا ودعم الجسم بمكمّل غذائي جيّد النوعية.
"رجيم" الموز
ابتكرت الصيدلانية سوميكو واتانبي "رجيم" الموز، الذي عرف رواجًا سنة 2008 في اليابان لدرجة أدّت إلى انقطاع الفاكهة المذكورة من الأسواق. وهو يدعو متتبعيه إلى أكل الموز بكمّ مفتوح، مع كوب من الماء أو الحليب بحرارة الغرفة في وجبة الفطور، في حين يسمح له بتناول ما يشاء للغداء والعشاء. وليس هناك معدل فقدان وزن ثابت يعد به، نظرًا إلى أنّه يترك للأفراد المقتنعين به حريّة اختيار الوجبات الأخرى.
"رجيم" "هوليوود"
تُعرف "رجيم" الليمون الهندي أيضًا باسم "رجيم هوليوود"، نظرًا إلى أن العديد من مشاهير الغرب كانوا اتبعوه منذ الثلاثينيّات، إذ في داخل الـ"جريب فروت" إنزيم حارق للدهون عندما تدمج الفاكهة مع منتجات الألبان الغنيّة بالدهون. ولذا، يشجّع الـ"رجيم" على تناول اللحوم والبيض وأطعمة اخرى غنيّة بالدهون والـ"بروتين". ويشمل الفطور، مثلًا: البيض واللحم المُقدّد. بيد أنّه يشطب الفواكه والخضراوات والسكّر والحبوب ورقائق الفطور من غذائه، وهو تدبير غير صحّي. علمًا بأن الـ"رجيم" يمتد من 10 أيّام الى 12 يومًا، يتبعه يوم مفتوح، ويمكن بعدها معاودة اتباع تعاليمه. وقد انتشر الـ"رجيم" بشكل كبير مع عصائره ومنتجاته الذي يروّج لفقدان كيلوغرامين من الوزن كلّ 24 ساعة!
خصائص الـ"رجيم" الغذائي الفعّال
يجب أن يُقيّم كلّ "رجيم" هادف إلى تخسيس الوزن، حسب الآتي، مع إهمال كلّ نظام غذائي يرتكز على صنف محدّد من الطعام، ومراقبة حصص الطعام وتطوير عادات أكل صحيّة تقوم على التنويع في الطعام، كما ممارسة الرياضة:
| يشمل الـ"رجيم" الصحي حصصًا كافيةً من كلّ المجموعات الغذائيّة، ويوفّر خيارات منوّعة من الطعام.
| هو يقوم على أطعمة متوفّرة في الأسواق، عوضًا عن منتجات خاصّة غالبًا ما تكون مكلفة.
| لا يعد بفقدان أكثر من كيلوغرام في الأسبوع.
| يشجّع على ممارسة الرياضة، بانتظام.
| يمكن أن يتحوّل إلى نمط غذائي دائم.
