كلما تقدمت الأم في السن، كلما صارت فرص نجاح عملية الإخصاب أقل، لكنّ الجديد في الأمر، أن سنّ الأب أيضًا بات من العوامل التي يجب أخذها بعين الأعتبار.
النساء اللواتي لديهنّ مشاريع للحمل، يعرفن جيدًا أنَّ الإخصاب يبدأ في التراجع في حوالى سن 37 عامًا، ثم يصبح من الصعب للغاية الحمل لديهن. غير أنَّ سنّ الرجل قد يلعب دورًا في قدرته على جعل المرأة حاملًا. وقد درس الباحثون في جامعة بوسطن في الولايات المتحدة الأمريكية، تأثير سنّ الوالد تحديدًا على نجاح عمليات الإخصاب بواسطة الأنابيب. ورغم أنه بمقدور الرجل نظريًّا أن يكون أبًا حتى وقت وفاته، والدليل على ذلك بعض الأبوة المتأخرة للمشاهير، بمن فيهم تشارلي شابلن، ولوتشيانو بافاروتي، إلا أنّ قدرتهم على الإخصاب تتراجع كذلك مع مرور الوقت.
قام العلماء بتحليل 19 ألف محاولة إخصاب بواسطة الأنابيب لأزواج، في مركز الصحة الإنجابية في مستشفى بوسطن بين الأعوام 2000 و 2014. وتمَّ تصنيف كل زوج من الأزواج بحسب الفئة العمرية: تحت سن 30 عامًا، من 30 -35 عامًا، من 35 - 40 عامًا ، من 40 - 42 عامًا بالنسبة إلى النساء، وانطبق الأمر ذاته بالنسبة للفئة العمرية للرجال فوق سن 42 عامًا. ثم قام الباحثون بحساب حالات الحمل وإنجاب طفل حيًّا، في 6 محاولات من الإخصاب بواسطة الأنابيب.
اختاري شريكًا أصغر سنًّا بكثير !
ليس من المستغرب أن يكون سن الأم، عامل التنبؤ الأكثر هيمنة على نجاح عملية الأخصاب: النتائج تكون أسوأ للنساء في الفئة العمرية بين 40 إلى 42 عامًا، بغضّ النظر عن سن الأب. غير أنّ لهذا الأخير - أي الأب - تأثيرًا مهمًّا على النساء الأصغر سنًّا. فعلى سبيل المثال، المرأة في سن 35 - 40 عامًا ستكون فرصتها أكبر في ولادة طفل، إذا كان شريكها أصغر من 30 عامًا. وبين النساء في الفئة العمرية بين 30 - 35 عامًا، فإنَّ فرصة حدوث الولادة تتجاوز نسبة 70 في المئة، إذا كان الشريك في الفئة العمرية نفسها، وتقل إلى 64 في المئة إذا كان الرجل أكبر سنًّا.
تخسر المرأة ما نسبته 46 في المئة من فرصتها في الحمل بالإخصاب بواسطة الأنابيب، من سن 30 وحتى 42 عامًا. كما أنَّ السنّ يلعب دورًا بالنسبة للأب كذلك، حيث يخسر هو ما نسبته 20 في المئة من تلك الفرصة.
ولغاية الآن هذه الآليات لم يتم فك شيفرتها بعد، ولكن من المحتمل أنَّ الحمض النووي للحيوانات المنوية يتراجع مع مرور الوقت، وبالتالي تظهر التحولات غير المتعلقة بالعوامل الوراثية، فتقلل الجودة النوعية للحيوان المنوي .
والنصيحة الوحيدة التي بإمكان العلماء تقديمها لزيادة الجودة النوعية للبذرة، هي اختيار أسلوب الحياة الصحي، سواء بالنسبة إلى الذكر أو الأنثى، كما أنّ الإنجاب سيكون أسهل في سنّ أصغر نسبيًّا.