"الرحمة بتجيب رحمة .. والظلم بيجيب ظلم".. هذه هي القاعدة البسيطة التي اتبعها اللبناني حسين حمزة، عندما فتح بيته الصغير مأوىً للقطط والكلاب الضالة والتي تحتاج إلى رعاية صحية، كل ما في الأمر أنه كان يريد مساعدة هذه المخلوقات الضعيفة، دون أن يدري حجم الخير الذي يقوم به بشكل يومي.
كل صباح، يبدأ حمزة جولاته التفقدية في شوارع مدينته عبر سيارته القديمة، محاولاً العثور على القطط والكلاب الضالة التي تحتاج إلى مساعدته، منها من تعرض إلى حادث سير بسبب السيارات المسرعة والتي لا يلقي أصحابها أي اهتمام لوجود هذه الحيوانات المسكينة على الطريق، باعتبار أنها مجرد حيوانات ضالة، ومنها من تمكن الجوع منه وتركه هزيلاً يقترب من الموت في كل يوم، أو من أصابها مرض دون أن يتلقى أي رعاية صحية، وهنا يأتي دور حمزة حتى يمد لها يد العون والرعاية، ويكون رحمة الله التي ينزلها على هذه المخلوقات.
مبادرة الرجل البسيط حسين حمزة، انتشرت بشكل كبير بين سكان مدينته، حتى أصبح يتلقى العديد من الإتصالات اليومية من أشخاص وجدوا قطة أو كلباً هنا أو هناك يحتاج إلى رحمة الله من خلال رعاية حمزة له، حتى وصل الأمر به إلى أن يأوي أكثر من 250 حيواناً محتاجاً لهذه الرعاية من القطط والكلاب، يقوم بالإنفاق عليها جميعها من ماله الخاص، بين الطعام والشراب والرعاية الصحية أيضاً، إضافة إلى أنه قد بدأ التفكير ببناء بيوت خاصة لها تحميهم من قيظ الصيف وبرد الشتاء والمطر، ويتلقى حمزة بعض المساعدات التي يقرر البعض التبرع بها لإيمانهم بهذه المبادرة الرحيمة.
أما الأشخاص الراغبين باقتناء حيوان أليف، فيقوم حمزة بتقديم حيواناته لهم بهدف التبني، وبدون أخذ أي مقابل مادي منهم، فهو يرى بأنه هكذا يكون قد أكمل مهمته وواجبه اتجاههم، ويأمل أن يعيشوا حياة أفضل مع أصحابهم الجدد الذين يأتون من كل مكان في سبيل تبنيهم.
بعد أن امتلأ منزل حسين حمزة بالحيوانات التي أنقذها، أصبح غير قادر على استقبال حيوانات جديدة لاستكمال ما بدأ به، هنا وصلت مبادرته إلى الحكومة اللبنانية، التي خصصت له قطعة أرض مجانية، لإدراكهم أهمية ما يقوم به هذا المواطن البسيط، الذي قرر أن يخصص جزءاً كبيراً من حياته لمساعدة المخلوقات الضعيفة.