هي الملكة، والأم، والناشطة الحقوقية المدافعة عن البسطاء والمظلومين، وفي الوقت نفسه هي السيدة الأنيقة التي شكّلت ظاهرة في الجمال باختيارها لملابسها وإطلالاتها، والتي تمكنت خلال فترة قصيرة فقط، أن تتربع في قلب شعب كامل، وأن تلامس همومه ومشاكله، وأن تشاركه أفراحه وأعراسه.. بلا شك هي الملكة رانيا العبد الله، عقيلة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين، التي ينتظر شعبها الواحد والثلاثين من شهر آب / أغسطس من كل عام، حتى يشعل لياليه بالفرح احتفالاً بعيد ميلاد ملكته التي توجها حباً قبل أن يتوجها على عرش المملكة الأردنية الهاشمية.
دأبت الملكة رانيا العبد الله على حمل العديد من القضايا الإنسانية المهمة على كاهلها، ومنها:
- ركزت بشكل كبير وواضح على الشأن الداخلي بالكثير من المجالات المهمة والأساسية في حياة الناس، مثل التعليم والصحة والشباب والبيئة وغيرها من هذه القضايا التي تُشكل هاجساً مؤرقاً لها، والتي لا تكف الملكة رانيا عن محاولات تطويرها وتنميتها، وإيصالها حتى إلى أكثر المناطق النائية.
ولطالما رأت الملكة رانيا العبد الله، أن التعليم هو العنصر الأساسي في بناء أجيال قادرة على خدمة الوطن، أجيال تكون واعية لقضايا ومشاكل عصرها، تستطيع العمل بجد لمستقبل أفضل، فاهتمت بشكل خاص بنوعية لتعليم المُقدم للأطفال، وعملت على تأسيس العديد من المبادرات، كان من أهمها في العام 2005، حين أطلقت جائزة الملكة رانيا للتميز التربوي، بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم، التي تهدف إلى رفع المستوى التعليمي في الأردن ووضع معايير وطنية للتميز في التعليم، والإحتفال بالمتميزين في هذا المجال وتقديم الدعم اللازم لهم، إضافة إلى الكثير من الأهداف الأخرى، وبعد ذلك بعام واحد فقط، تم تأسيس جائزة الملكة رانيا العبد الله للمعلم المتميز، ثم جائزة للمدير المتميز في العام 2008، والمرشد المتميز في العام 2014، ومن أقوال الملكة رانيا عن ضرورة التعليم:
"نحتاج صحوة تعليمية، نريد نهضة مهاراتية تصلح تعليمنا، لكي نضمن إصلاحاً فعلياً وتنمية حقيقية، فالتعليم هو أول متطلبات التنمية".
ومن أهم إنجازات الملكة رانيا في قطاع التعليم، تأسيسها لمبادرة "مدرستي" في العالم 2008، والتي لاقت انتشاراً كبيراً وناجحاً بمختلف المحافظات والمدن الأردنية، حيث جمعت شركاء من القطاعين والعام والخاص ومنظمات المجتمع المدني، للعمل على تجديد وإصلاح المدارس الحكومية التي تحتاج إلى الصيانة، إضافة إلى بناء بنية تحتية متينة لهذه المدارس والمباني الحكومية التعلمية، وبعد نجاح هذه المبادرة تم إطلاقها في الأراضي الفلسطينية المحتلة في العام 2010، تحت مُسمى "مدرستي فلسطين"، وعن هذه المبادرة تقول الملكة رانيا:
"مدرستي هي مدرستكم... تحتاج سواعدكم وعزيمتكم لترميم جدرانها، وتجميل صفوفها، ومنح طلابها الإلهام ليصبحوا قوى فاعلة في المجتمع".
وعلى الطرف الآخر، على المستوى العالمي، عملت الملكة جاهدة على إيصال صوتها إلى كل العالم بالعديد من القضايا كاللاجئين والفقر والبطالة وغيرها، ما دفع مجلة "فوربس" الشهيرة على اختيارها من بين أقوى النساء في العالم وأكثرهن تأثيراً في العديد من السنوات، كما اعتبرتها المجلة الأكثر تأثيراً وقوة على الإطلاق في منطقة الشرق الأوسط والبلدان العربية. وقد تعدت مبادرات ونشاط الملكة الحدود الأردنية والشرق الأوسط، لتصل إلى العالم أجمع، حاملة معها الكثير من الخير لجميع الأطفال في العالم، حيث تم اختيارها في العام 2009 لتكون عضواً مؤسساً ورئيساً مشاركاً لحملة "هدف واحد" التي أطلقتها في لندن بدعم من مبادرة التعليم للجميع والاتحاد الدولي لكرة القدم، والتي تهدف إلى توفير 75 مليون فرصة للأطفال الذين حرموا من التعليم في الدول الفقيرة والمهمشة، وقام بدعم هذه الحملة العديد من الشخصيات الشهيرة، ونجوم كرة القدم في العالم أجمع من أمثال تييري هنري، روبينو، وديفيد جيمس، وكولو توري، مارسيل ديسلي، وكانو، ومايكل سيلفستر، أرون ماكينا، ولاعب بريطانيا المتقاعد غاري لينيكر، أما في عالم الفن والموسيقى فدعم الحملة كل من الموسيقار الإيرلندي بوب غيلدوف، والمغني الإيرلندي بونو، والممثل الأميركي كيفن سبايسي، وغيرهم.
ولا تتوقف الملكة رانيا العبد الله مع مرور كل عام، عن إطلاق العديد من المبادرات والرسائل لجميع العالم بالقضايا الإنسانية المهمة، ولا تضيع فرصة حتى تقف بصف الفقراء والمهمشين والبسطاء، حاملة صوتهم إلى أصحاب القرار في العالم أجمع، ومع مرور كل عام يزداد حب العالم كله إلى هذه الملكة الإنسانة، التي تربعت بابتسامتها الساحرة في القلوب.. فكل عام وأنت سيدتي بكل خير، وكل عام وأنت في قلوب شعبك وفي أصواتهم وابتساماتهم دوماً.