درّست الدكتورة هدى أحمد توتونجي في أرقى جامعات العالم، وكان وصولها إلى جامعة هارفارد ثمرة لمشوار طويل ومسيرة حافلة بالإنجازات، استفاد من علمها طلاب وطالبات من شتى بقاع الكرة الأرضية ومن ديانات وقوميات مختلفة، أعجبوا بالفن الإسلامي الذي كانت تدرسه من خلال لوحات بديعة تظهر روحانية وعظمة وسماحة الإسلام، ومن الإنجازات الأخرى العالمية للدكتورة هدى اختيارها وهي ما زالت في سن مبكرة ضمن قائمة ضمت قادة العالم، وحصلت على هذا التقدير والتصنيف من كبرى المنظمات الأمريكية.
ألقيت مؤخراً محاضرتين عن الخط العربي في هونج كونج وسنغافورة، فكيف تفاعل معهما الحضور؟
محاضرتاي في هونج كونج وسنغافورة كانتا من أكثر محاضراتي تميزاً والحمدلله ونجاحاً، بفضل الله علي أولاً، ولكونهما في اثنتين من أهم المدن المتميزة عالمياً بحكم موقعهما الجغرافي والحضاري والتجاري وللخليط المجتمعي المتجانس والمتنوع هناك ثانياً، مما جعل لهما مكانة خاصة على الخريطة العالمية، والحمدلله كان استقبالي كله ترحيباً لمدى تقديرهم هناك للفنون والعلوم وحب الاطلاع على مختلف الثقافات ودمجها مع ثقافتهم، وقد سعدت بهم كثيراً، واستمتعت بوجودي هناك، فالحضور في كلا البلدين كان مشجعاً للغاية، وكان مزيجاً من المسلمين وغير المسلمين، مما حقق الغاية الأساسية من وراء المحاضرة، وهي تعريف الحضور بالمبادئ الإسلامية في ديننا الحنيف، والتعريف بمكانة المرأة في الإسلام.
في أغلب محاضراتي ألاحظ انبهار الحضور بالفن الإسلامي وتعلقهم بالخط العربي، وخصوصاً عند توظيف الكلمات مع الحروف لتكوين نتيجة مدهشة وملفتة للأنظار.
وما هي المعلومات التي لديهم عن الخط العربي والفن الإسلامي؟
المعلومات التي لديهم عن الخط العربي كانت لها علاقة أكثر بطريقة كتابة القرآن والصحف والمجلات، وهذه كلها مكتوبة بخط النسخ، أما معلوماتهم عن الخط الديواني والثلث والرقعة فكانت محدودة، وفِي محاضرتي تطرقت لشرح وافٍ عن كل أنواع الخط العربي، والفرق بينها بالشكل والمزايا عن طريق اللوحات التي عرضتها لهم، مثل: كيفية كتابة "بِسْم الله الرحمن الرحيم" بجميع الخطوط، وقد نالت إعجابهم؛ لأنهم أصبحوا يعرفون الفرق بينها بالشكل.
وبالنسبة لمعلوماتهم عن الفن الإسلامي، فهي تميل أكثر إلى الهندسة الإسلامية والمعمارية التي يشاهدونها في المساجد، وعندما تطرقت في حديثي عنها، وقسمتها إلى قسمين: الخط العربي، والأشكال الهندسية والنباتية، أصبحت رؤيتهم رؤية شاملة وواقعية عن العلاقة بين الخط العربي والهندسة المعمارية.
قمت بالتدريس في أرقى الجامعات العالمية، فما هي تفاصيل وصولك إلى تحقيق ذلك الإنجاز الذي يحسب للمرأة السعودية والمسلمة؟
تجربتي في التدريس في أرقى جامعات العالم كهارفارد كانت علامة مميزة في مشواري، ونتيجة إيماني الشديد برسالتي وعملي الدؤوب من أجل تحقيق ما أصبو إليه، فهي تعتبر رحلة كفاح طويلة أوصلتني لأبواب هارفارد، وكانت تجربة مليئة بالمفاجآت والنجاح لي ولطلابي؛ لأن هذا الكورس قدمته لطلاب وطالبات من شتى التخصصات، وهو ما جعله أجمل وأكثر متعة، فكانت قدرتي على إيصال الفكرة المحورية من وراء هذا الفن العريق تتبلور في كل يوم ألتقي به مع طلابي وطالباتي، فكل طالب كانت لديه نظرة مختلفة ووازع يجبره على الأداء الراقي والمتكامل من نوعه.
وكنا نقوم بورش عمل بعد الانتهاء من كل مشروع ننقد فيه الأعمال الفنية، وبعدها أترك المجال للحوار مع جميع الطلاب لكي نسمع آراء الجميع، وهذا الذي جعل أعمالهم ممتازة وتستحق العرض.
وقد أُعجبت بالمشاريع، التي كانت تقدم من قبل الطلاب، خاصة أن بعضهم كانوا مسلمين لا ينطقون العربية، وآخرين غير مسلمين وغير عرب، لكنهم تمكنوا من الفكرة، ومزجوها مع ثقافتهم، لتخرج لوحات غاية في الروعة شجعتني على التقدم بطلب لرئيسة المعرض في هارفارد للسماح بعرض هذه الأعمال، وفعلاً عرضنا الأعمال بعد الانتهاء من الكورس، ونالت إعجاب جميع الطلاب الزائرين وهيئة التدريس، الذين حضروا المعرض والافتتاح، وكانت التعليقات كلها إيجابية نتيجة انبهار الحضور بقدرة طلاب لا ينطقون العربية على الكتابة والرسم بهذه الدقة وباستخدام أدوات مختلفة.
وهذا يثبت أن طاقة الإنسان لا محدودة، ومتى ما أراد توظيفها في شيء يحبه، فحتماً سوف ينجح في ذلك.
تم اختيارك ضمن 300 من القيادات المُسلمة، فما هي الجهة التي قامت بتصنيفك؟
اختياري كواحدة من ضمن قادة المسلمين في المستقبل Muslim leaders of tomorrow في سن مبكرة كان من قبل منظمة Asma Society ،
American society for Muslim Advancement، وهي منظمة توحد الثقافات بين المسلمين في أمريكا وغير المسلمين، وكان ذلك الأمر شرفاً لي وتأكيداً على أنني أسير على الطريق الصحيح في تأدية رسالتي، وهي خطوة جميلة في حياتي؛ لأنني وُضعت في مركز مع قادة المجتمع العالمي، وهي مسؤولية كبيرة، والذي وضعني في هذا المنصب هو عملي وتميزي في مجال الفن التشكيلي، وقد كان التجمع من كل أنحاء العالم.
كيف دعت هدى توتونجي الغرب للإسلام؟
- قصص ملهمة
- سيدتي - محمود عبد الله
- 09 أكتوبر 2017