قديماً، كان لقب السفير يُطلق على مندوبي الحكام والملوك وحتى القبائل، فهو ينوب عنهم، ويمثلهم لدى البلدان الأخرى، ويكلَّف بمهام محددة دون إقامة طويلة في الخارج، ويعمل مستشاراً لحكومته.
ويمتلك السفير صلاحيات فوق العادة لتمثيل بلاده لدى حكومة أجنبية ما، كما يمتلك حصانة دبلوماسية. هذا هو المفهوم الطبيعي لكلمة سفير، لكن مع مرور الزمن، انتشر نوع جديد من السفراء، مثلاً أصبح هناك سفير للنوايا الحسنة، مهمته تمثيل بلاده في الأعمال الإنسانية، إضافة إلى ألقاب أخرى، سنتطرق إليها فيما يلي:
سفير النوايا الحسنة:
تلجأ الأمم المتحدة إلى التعاون مع شخصيات عامة لها مكانةٌ في منطقتها للقيام ببعض الأعمال الإنسانية، وهذا التكليف تشريفيٌّ لبعض المشاهير للمساعدة في دعم قضايا مختلفة: اجتماعية وإنسانية واقتصادية ومتعلقة بالصحة والغذاء. والغرض من استخدام المشاهير في ذلك، هو أن شهرتهم تساهم في نشر الوعي، ودعم هذه القضايا. ويمكن لهذا التكليف أن يكون على مستوى دولي، أو إقليمي، أو محلي في نطاق دولة الشخصية الشهيرة.
سفير الطفولة:
أطلقت مؤسسة "أيادي الخير نحو آسيا" لقب سفير الطفولة على الطفل غانم المفتاح ليمثِّل المؤسسة، فقد استطاع المفتاح أن يتغلب على إعاقته الجسدية، وأن يواصل حياته متحدياً هذه الإعاقة، وبذلك أصبح المفتاح سفيراً، يمثل الطفولة بكل براءتها وتحدياتها.
سفير الغذاء والزراعة:
هدفه الرئيس، هو لفت انتباه الشخصيات العالمية، والمهمة، ووسائل الإعلام إلى موضوع الأمن الغذائي والجوع والفقر في العالم، لتتمكَّن منظمة الأغذية والزراعة من تنفيذ مهام إنسانية، وتقديم المساعدات تحت شعار "الغذاء للجميع". وباستغلال شهرة سفراء النوايا الحسنة التابعين للمنظمة، الذين يكونون عادة من الفنانين والرياضيين والمشاهير، تستطيع المنظمة جلب اهتمام الرأي العام العالمي لموضوع تغذية الفقراء والمحتاجين في مناطق المجاعات والحروب والكوارث.
سفراء السلام:
هم شخصيات وقع الاختيار عليهم من قِبل الأمم المتحدة، ويكونون عادة من الفنانين والرياضيين وأصحاب الأعمال الإنسانية. من أهم هؤلاء السفراء محمد علي كلاي، وفيجاي أمريتراج، وآنا كاتالدي وإنريكو ماسياس، ووينتون مارساليس، ولوتشانو بافاروتي.
سفراء شؤون اللاجئين:
هم من مشاهير العالم في مختلف المجالات، ويمثلون المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، ويستخدمون شهرتهم لجذب الاهتمام إلى مساعدة اللاجئين في مختلف البلدان.
سفراء النوايا الحسنة لـ "الصحة العالمية":
هم شخصيات معروفة في مجالات الفنون والأدب والترفيه والرياضة وغير ذلك، يلتزمون بالإسهام في الجهود التي تبذلها منظمة الصحة العالمية من أجل نشر الوعي بأهمية المشكلات الصحية، وما يناسبها من حلول، ويعكف هؤلاء السفراء، الذين يعيِّنهم المدير العام لمدة سنتين، على العمل مع المنظمة بشكل وثيق لشد الانتباه إلى مجمل الأولويات، أو إلى قضية صحية محددة، تؤثر في حياة الناس وعافيتهم.
هناك أيضاً سفراء بوظائف غريبة، مثلاً سفراء العناية بشؤون السل والإيدز، وسفراء مشروع استئصال الجذام، وآخرون للتوعية بسرطان الثدي، وغير ذلك من المسميات التي تهدف إلى بناء مجتمع أفضل، فأي نوع من السفراء تفضلين سيدتي أن تكوني.