وجود اختصاصية الرضاعة الطبيعية في الجلسة لأول مرة، حوّل اهتمام النسوة إلى ما يشغل تفكيرهن في تربية مواليدهن، ولم تمض عشر دقائق على تعارفهن حتى بادرت عبير، حامل في الشهر الخامس، بالحديث مستفسرة: «تريد معظم النساء أن يقمن بالرضاعة الطبيعية، لكن الأمر ليس سهلاً دائماً. لهذا نلجأ لأخذ نصائح من النساء اللواتي مررن بتلك التجربة».
فأجابتها اختصاصية التغذية بثينة: «كونك حاملاً، يعني أن لديك الكثير مما تتحدثين عنه. ولهذا السبب تتجه الآلاف من النساء الحوامل، والأمهات الجدد إلى الحصول على نصائح عن الأمومة والطفولة مثل موقع «سيدتي وطفلك» للحصول على دعم كبير ومشورة، وبعض ما يتداول من حديث حول الأطفال. كذلك يمكن التوجه إلى الإنترنت لاكتشاف معلومات أخرى».
هنا تدخلت فاطمة، أم لطفل يدعى وسيم، سبع سنوات، وآخر يدعى وسام، ثمانية أشهر. وقالت موجهة كلامها لعبير: «الشخص الوحيد الذي يستطيع اتخاذ القرار بشأن ما إذا أردت القيام بالرضاعة الطبيعية هو أنت. إذ يبدو أن للجميع خياراتهم، ولكنك أنت الوحيدة التي ليس لديها الخيار وعليك أن تفعلي ذلك بنفسك، لذا عليك الثقة بغرائزك الخاصة، ولا تدعي أحداً يشعرك بالذنب إزاء قرارك... وهذا ما فعلته أنا»!
الأمر مؤلم
في تلك اللحظة أعادت «لينا»، أم لجمانة، 3 سنوات، وجودي، 8 اشهر، مرآتها التي كانت تطمئن من خلالها على تسريحة شعرها، وقالت: «إذا عانيت من مشاكل في الرضاعة الطبيعية من قبل، فلا تفترضي بشكل تلقائي أن الأمر سيكون ذاته في المرة الثانية. حيث إنني تخليت عن إرضاع جمانة بعد أربعة أسابيع، لأن الأمر كان مؤلماً جداً ولم تكن تحصل على حليب كافٍ، ولكن جودي بدأت بالرضاعة حالما أمسكت بثديي، وقمت بإرضاعها بسعادة لمدة 10 أشهر»!
نوال، أم ميرفت 18 شهراً، وجدت أن عليها عرض تجربتها وقالت معقبة: «كنت أقوم بتدليك يدي وقدمي ميرفت عندما كانت ترضع مما جعلها تتوقف عن أن تغفو وهي ترضع من ثديي»!
رحاب، أم لسعيد، خمسة أشهر. أثارتها معلومة نوال وقالت متدخلة بسرعة: «إذا كان طفلك يرضع لساعات طويلة، ولم تحصلي على استراحة بين فترات الرضاعة، اطلبي المساعدة، ولا ترضخي لهذه الحالة. إن قابلتك المسؤولة بإمكانها أن ترشدك إلى كيفية تحسين الوضع، أو اطلبي النصيحة من اختصاصية في الرضاعة الطبيعية».
تمهلي كي لا تعاني!
لكن ردينة، أم لغيث، تسعة أشهر، وجدت أن الوقت مناسب لطرح تجربتها على عبير فقالت لها: «عليك بالتمهل.. تريدين تشجيع طفلك على ممارسة ردود فعله الخاصة لدى محاولته الإمساك بالثدي بالطريقة المناسبة، بدلاً من أن تلجأي إلى إقحام ثديك في فمه، مما يؤدي إلى عدم رضاعته على نحو طبيعي، مما سيجعلك تعانين من تقرحات في الحلمة، والإحباط بشكل إجمالي».
بينما مروى، أم لحنان، سنتان، ردت على نصيحة ردينة لكنها اضافت الحل بكل ثقة: «ولدت حنان في الشتاء، ولأن دورتي الدموية ضعيفة، اكتشفت أن حلمة الثدي تصبح بيضاء ومؤلمة جداً عندما كنت أرضعها. فاقترحت قابلتي المسؤولة أن أتناول قدحاً من الشاي قبل الرضاعة، لأن الشاي يحتوي على مادة كيماوية تفتح الأوعية الدموية الصغيرة.»!
هموم أخرى!
ناهد، أم لرامز، 18 شهراً، معاناتها لم تكن بشأن حلمة الثدي بل بطريقة الإرضاع، فقالت: «كان رامز ينام في سرير صغير بجانب سريري، مما كان يعني أنني كنت أمد ذراعي لألتقطه خلال الليل وأنا على سريري. أرشدتني قابلتي إلى طريقة لإرضاعه وأنا نائمة على سريري، وأعتقد أن تلك الطريقة ساعدتنا نحن الاثنين لنبقى هادئين ومرتاحين».
ولكن على ما يبدو أن ماجدة، أم لجهينة، أربع سنوات، وشيماء، سنة واحدة. كان يؤرق بالها همّ أبعد وقالت: «لا تعني الرضاعة دوماً أنك ستفقدين وزنك بسرعة. إن وزني لم يبدأ بالانخفاض إلى أن توقفت عن الإرضاع. والشيء المهم الذي ينبغي عليك تذكره هو أنك سوف تشعرين بجوع وعطش أكثر على الأرجح عندما تقومين بالإرضاع، لذا عليك بشرب الكثير من الماء، وتناول وجبات خفيفة صحية. أما الوزن فسوف ينخفض في النهاية».
عندها ربما ختمت سيرين، أم لسمير، ستة أشهر. الحديث الذي كشف بأن أغلب الامهات اختصاصيات بالتجربة وقالت: «المهم أنك قبل أن تستقري من أجل الإرضاع تأكدي أن كل شيء في متناول يدك، مما يتيح لك الاسترخاء دون أي إزعاج، مثل الهاتف، زجاجة الماء، شيء خفيف للأكل، ضوابط التلفزيون، ومجلات تتصفحينها أثناء العملية».
ولم تنتبه الأمهات إلى أن الشاي برد في فناجينهن، فضحكت «مي» صاحبة الدعوة وقالت: هكذا نحن أمهات وسنظل أمهات واقترحت تقديم شاي ساخن مرة أخرى.