من بين الأمور المحرجة، التي قد تشكو منها المرأة: غزارة الشعر على وجهها وأنحاء مختلفة من جسمها.
تُعزى غزارة الشعر في أماكن عدَّة من وجه المرأة وجسمها، إلى خلل في وظائف الهرمونات بجسمها، حيث يزيد إفراز التستوستيرون (هرمون الذكورة) عن الإستروجين (هرمون الأنوثة).
وفي هذا الإطار، تشرح الاستشارية في أمراض النساء والتوليد وئام عمار لـ"سيدتي نت"، أنَّ "ظهور الشعر في أماكن غير طبيعية، غالبًا ما يعود إلى خلل هرموني في 90% من الحالات. أما الحالة الناجمة عن الوراثة، فهي قليلة الحدوث". وتعرّف الخلل الهرموني، بـ"زيادة هرمون التستوستيرون عن الكمّ الطبيعي له، ما يولّد عدم التوازن مع هرمونات الأنوثة".
تعدّد د. عمار الأسباب الأخرى المسؤولة:
_ تضخُّم الغدَّة الكظرية: تتمركز الغدَّة الكظرية فوق الكليتين، ويؤدي تضخمها إلى زيادة في إفراز هرمونات الذكورة في جسم المرأة.
_ تكيُّس المبيضين: تكيُّس المبيضين لدى المرأة يتسبَّب في اضطراب مواعيد الحيض. وغالبًا ما يحدث نتيجة خلل هرموني في إفراز "هرمون الذكورة" في الجسم.
_ أسباب نفسية: توصلت تقارير طبية إلى أنّ ارتفاع مستويات التوتر والقلق والخوف، بالإضافة إلى الصدمات النفسية، كلها مؤثّرة في الجهاز العصبي والغدَّة النخامية بصورة غير مباشرة، ما يُلحق الضرر بالتوازن الهرموني في الجسم.
_ عقاقير طبية: يؤثّر بعض العقاقير الطبية على البيئة الهرمونية في جسم المرأة، وخصوصًا تلك الحاوية مشتقات الكورتيزون والمتخصّصة في علاج آلام المفاصل والظهر وأمراض الصدر. وأيضًا، تلك الحاوية نسبة من "هرمون الذكورة"، والمستخدمة في علاج بعض الأمراض الأنثوية، وحبوب منع الحمل، والمهدّئات ومسكّنات الألم إذا استُخدمت طويلًا، وبعض علاجات النحافة.
_ الوراثة: قد يكون التشعّر في أماكن غير مرغوبة منتشرًا بين فتيات العائلة، لأسباب وراثية لا تتعلّق باضطراب في غدد الجسم أو خلل في هرمونات الأنوثة.
العلاجات...
يتطلَّب علاج الشعر الزائد عند المرأة استشارة الطبيب المتخصّص للتعرُّف إلى مسبّبه، كذلك عمل الفحوص اللازمة لقياس مستوى هرمونات الأنوثة والذكورة في الدم، مع ضرورة الخضوع لفحص الدم مرارًا، حيث ثبت أنّ هرمون الذكورة يتبدَّل بشكل سريع. وغالبًا، عندما يظهر الشعر في الوجه، ولا سيَّما في منطقة الذقن وأسفل الرقبة، وبصورة مفاجئة، قد يوصي الطبيب المرأة بإجراء فحوص الدم للتأكد من عدم وجود أكياس في المبيضين، أو تضخُّم في الغدة الكظرية.
عمومًا، ينصح الطبيب المصابة بتعاطي عقاقير مضادة لارتفاع "هرمون الذكورة"، وهو قد يطلب منها اتّباع حمية غذائية محددة.
ويحتاج علاج الشعر الزائد من ستة أشهر إلى سنتين. علمًا بأنَّ اتّباع أيّ علاج، لن يقود إلى سقوط الشعر الزائد، بل هو يجعله ينمو بشكل أقل كثافة في دورته الجديدة. والحذر من استخدام أيّ مستحضر تجميلي، وخصوصًا بهدف تخفيف نمو الشعر في منطقتي الوجه والرقبة، إذ قد يؤدّي إلى إصابة البشرة بالتهابات وتقرُّحات.