الربو والتليُّف الرئوي والتهابات الشعبات الهوائيَّة وغيرها من الأمراض، قد تصيب الرئة، وتؤدّي إلى اضطرابات في الجهاز التنفُّسي، ما يُعيق عمليَّة توزيع الأوكسيجين في الجسم، وبالتالي يُصعّب التنفُّس. وتعدُّ أمراض الرئة من بين المشكلات الصحيَّة الأكثر شيوعًا في العالم.
في سؤال للدكتور محمد زين عن أمراض الرئة، يجيب عنه بتعداد الآتي:
_ أمراض الرئة الحادَّة، تشمل:
• الالتهاب الرئوي: من بين أمراض الرئة الأكثر انتشارًا، وهو التهاب في الحويصلات الهوائيَّة يُصيب أنسجة الرئة، ما يحدُّ من عمليَّة انتقال الأوكسيجين من الحويصلات إلى الأوعية الدموية.
يصيب الالتهاب الرئوي الأفراد في كلّ الأعمار، وخصوصًا الرضَّع وكبار السن. كما أنّ المرضى الذين يتلقُّون العلاج من الالتهاب الرئوي، يتماثلون للشفاء التام خلال أسبوعين.
• التهاب الشعب الرئويَّة: يمكن لهذا الالتهاب أن يكون حادًّا أو مزمنًا. وعادًة ما يُصاحبه السعال والمخاط. ويعدُّ التدخين المُسبِّب الرئيس له.
• التهاب القصبات أو التهاب الشعب التنفسيَّة: يُصيب بطانة الشعب، ويؤدّي إلى تضييقها، ما يُصعّب التنفُّس، ويُحدث سعالًا مرفقًا بالبلغم. وهو من الأمراض الشائعة في الفئات العمريَّة المختلفة. وثمة نوعان من التهاب القصبات:
الالتهاب الحادّ الأكثر شيوعًا، سببه عدوى فيروسيَّة، وقد يستمرُّ أيَّامًا عدّة.
الالتهاب المزمن، الذي يحدث جرَّاء عدوى بكتيريَّة أو تهيُّج مستمرّ للشعب الهوائية، وتلازم عوارضه المصاب لثلاثة شهور.
• الجلطات الرئويَّة: لا تتكوَّن الجلطة الرئوية غالبًا في شريان الرئة، وإنَّما هي تنتقل إليه من أحد أوردة الجسم؛ حيث تمرُّ عبر الجانب الأيمن للقلب، لتستقرَّ في أحد شرايين الرئة وتسبّب انسدادًا في هذا الشريان، ما يعيق إيصال الدم. وبالتالي، تحدث الجلطة.
• سرطان الرئة، الذي ينقسم إلى: سرطان الرئة، وهو يصيب الرئة مباشرةً، والسرطان المنتشر، الذي يصيب أيّ عضو بالجسم، ثمَّ يطال الرئة. وتتسبَّب سرطانات الرئة بالوفيَّات عالميًّا، ومسبّبها الرئيس هو التدخين. إذ تزيد فرصة إصابة المدخّن بسرطان الرئة حوالي 7 أضعاف، مقارنة بغير المدخّن. إضافة إلى عوامل أخرى مُسبّبة أيضًا لسرطان الرئة، ومن بينها: المواد المستنشقة، من غبار وأبخرة وتلوُّث الهواء بمواد مضرَّة.
_ أمراض الرئة المزمنة، تشمل:
• الربو الشُّعبي: داء مزمن والتهابي، يُصيب المسالك التنفسيَّة، وقد يأخذ هيئة نوبات أزمة تنفسيَّة عبر تضييق المسالك التنفسيَّة (الانسداد الشعبي).
• الانسداد الرئوي المزمن: يُعرف بـ"ربو الدخان" شعبيًّا. وهو يشير إلى مجموعة من الأمراض المُتمثّلة في حصول انسداد في الشعب الهوائيّة الكبيرة أو الصغيرة. عادةً، تزداد شدَّة الانسداد، جرَّاء حصول التهاب في جدار الشعبة الهوائيَّة وأنسجة الرئة.
العوامل التي تزيد من وتيرة تفاقم المرض: التدخين الشره والتهابات القصبات الهوائيَّة المُتكرّرة.
* التليُّف أو التشمُّع الرئوي: هو ردُّ فعل قويّ من الأنسجة الرئويَّة على الالتهابات، حيث تتصلَّب الأنسجة بين الحويصلات الهوائيَّة والأوعية الدمويَّة. ولذا، يصل القليل من الأوكسيجين إلى الدم، ما يُصعّب التنفُّس. ومن بين المُسبِبات الشائعة للمرض: استنشاق مادة الأسباست (أميانت) أو مواد عضويَّة أخرى (مكوِّنات بروتين غبار التبن أو مكوّنات براز الحمام).
* احتباس الماء داخل الرئتين: إنّ احتباس الماء في الرئة يُعبّر عن حالتين مرضيتين، وهما:
تجمُّع المياه أو السوائل في الفراغ المتواجد بين القفص الصدري والرئتين، وهو ما يطلق عليه اسم الفراغ البلُّوري. علمًا بأنَّه يسهل الكشف عن الحالة بسهولة، عن طريق التصوير الشعاعي البسيط للرئة، وعلاجها بسيط.
تجمُّع السوائل والمياه داخل الشعيرات الدمويَّة، في الرئتين وفي خلاياها. وهي الحالة الأكثر انتشارًا، وتعود إلى ضعف في عضلة القلب من الجهة اليسرى، ما يؤدي إلى زيادة في الضغط الواقع على الأوعية الدموية داخل الرئتين، وبالتالي تضعف عمليَّات الجسم الحيويَّة، مع عدم قدرة عضلة القلب على ضخّ الدم بشكل صحيح عبر الجسم.
التشخيص
لتشخيص أمراض الرئة، هناك فحوص الدم الروتينيَّة، وصور الأشعَّة في حال الشكوك بداء التهاب الرئتين، بالإضافة إلى تخطيط النفس وعمليَّة التنفّس، خصوصًا لمرضى الربو.
في شأن الأمراض السرطانيَّة، يجري الطبيب "سكانر" للرئة، ويأخذ عيّنات من المرض، سواء باستخدام المنظار أو الجراحة. وحديثًا، استُحدث منظارٌ خاصٌّ للرئة، يحتوي على "ألترا ساوند" لاستبعاد الحل الجراحي عند أخذ العيّنة أو الخزعة.
أمراض الرئة الأكثر شيوعًا... الأعراض والتشخيص
- الصحة العامة
- سيدتي - زينة حاموش
- 10 يناير 2018