فاطمة آل عمرو: أنا من أسس الرواية البوليسية في السعودية

2 صور

حين صدرت روايتها «اغتيال صحافية» عن دار طوى، وعرضت مؤخراً في معرض الرياض الدولي للكتاب، أثارت الكثير من علامات الاستفهام حولها، ليس باعتبارها نوعاً من الكتابة الجريئة فحسب، وإنما لأن مؤلفة الرواية قالت إنها مؤسسة الرواية البوليسية في السعودية، وأن الجميع أصبح يناديها بـ«أغاثا كريستي»، فقد فات زمان الحديث عن الكتابة الجريئة في السعودية الآن، بصدور كتابات لسعوديات تخطت حاجز الجرأة بكثير، أما الرواية البوليسية كما تطلق عليها مؤلفة رواية «اغتيال صحافية» فهذا هو ما يمكن أن يكون مشروع العمل الروائي.

* لماذا تصنفين نفسك من كاتبات الرواية البوليسية؟
لأنني أعتبر نفسي مؤسسة الرواية البوليسية في السعودية في الوقت الذي ندر فيه وجود كتاب بوليسيين، وتهميش هذا الأدب.

* حدثينا عن روايتك الجديدة «اغتيال صحافية»؟
تتناول الرواية قصصاً متفرقة لشخصيات تعمل في الوسط الإعلامي، ونقل كواليس العمل، وتتحدث عن بطلة تحاول كشف غموض جريمة اغتيال زميلتيها في المهنة، وجرائم قتل أخرى بعد محاولة بعض الجهات الأمنية التكتم في مجريات القضية لأسباب غير معروفة، وتتناول الرواية واقع الإعلامية السعودية، وما قد تتعرض له من مكائد ومؤامرات قاسية من قبل المجتمع والمؤسسات الإعلامية، ومكائد الصحافيين مع الصحافيات، إضافة إلى مشاكل الصحافيات مع بعضهن داخل المؤسسات، والعلاقة مع أصحاب الأعمال والمفسدين.

* بمن تأثرت في الكتابة؟ وهل تصنفين نفسك كاتبة نسائية، أم كاتبة بوليسية؟
أختلف معك؛ لأن الرواية البوليسية غير مخصصة، ولا تنحصر في كون الكاتب رجلاً أو امرأة، بل العكس الجميع يسير بنفس الاتجاه، ولكن بأساليب مختلفة، فأنا أعد نفسي كاتبة بوليسية، وتأثرت بكتابات عدد من رائدي الرواية البوليسية منهم أغاثا كريستي، وآرثر دويل، ونجيب محفوظ، وخصوصاً «الجريمة»، وكنت من عشاق متابعة المسلسل الأميركي المفتش Columbo للممثل بيتر فولك.

* من المحرض في الكتابة عندك، هل الواقع أم الخيال؟
أنا أكتب إبداعاً من أجل الإبداع، وأنا مع مقولة: «يجب على الكتاب المزج بين الواقع والذات المبدعة»، ومن يقرأ روايتي فسيفهم جيداً ما أقصد، وقد استغرقت في كتابة الرواية خمس سنوات ونصف السنة؛ لتكون أول رواية بوليسية سعودية، وتعتبر تجربة جديدة في المملكة وخطاً جديداً للنقاد.

* هل يسعدك لقب أغاثا كريستي السعودية؟
أصبح الجميع يناديني أغاثا كريستي السعودية، وأنا سعيدة جداً بهذا اللقب، وكانت المفاجأة عندما أعلن هذا اللقب على الهواء مباشرة في إذاعة المملكة، وأتمنى أن أستحقه يوماً ما.

* ما مفهوم الشجاعة في الكتابة بالنسبة لكاتبة سعودية مثلك؟
الصحافة تتطلب الشجاعة، ومن يتملكه الخوف لا يمكن أن يكون صحافياً ناجحاً خصوصاً في العمل الميداني، وهذا الجانب -بفضل الله- لا ينقصني، فلا أخشى ما كتبت؛ لأنني كتبت عن العمل الصحفي تحديداً، ولأنني عملت فيه، وأعلم جيداً ما يدور في كواليسه، وقصدتها بوليسية، وتحديداً في العمل الصحفي؛ لأنني وجدت أفكاراً تستحق أن أبرزها من خلال عمل روائي يناسبه الطابع البوليسي، لهذا فلست بحاجة لدافع استثنائي؛ للمضي قدماً في الموضوع.

* ما بين الجرأة وتجاوز الخط الأحمر (الابتذال) خيط رفيع ما رأيك؟
أنا مع الكتابة الجريئة البعيدة عن الابتذال طالما لا تتصادم مع القيم ومبادئ المجتمع، وهذا الأمر لا يشكل مشكلة بالنسبة للكاتب ما دام يقدم إبداعًا للقارئ ليستمتع به، والتنوع في الرواية مطلوب، ومن الصعب أن أقول إن روايتي كما قيل إنها حملة تسيء إلى المؤسسات الصحفية؛ لأنها مجرد رواية تتحدث عن واقع العمل النسائي في بعض المؤسسات، فالرواية فيها حبكة وخيال، وقد يوجد تشابه في بعض الشخصيات، لكنها بعيدة عن الواقع تماما.

* ما الصعوبات التي تواجه الكاتبات السعوديات حاليًا؟
أفكار المجتمع المحافظة وراء تحفظ بعض الكاتبات للخوض في كتابة قضية معينة قد تغلق أمامهم سقف الحرية، ومع الأسف البعض يقيم العمل الروائي من خلال عنوان الرواية دون قراءة المضمون، أو يتصيد فكرة كتبها الكاتب، وهذا دليل على أن مجتمعنا مجتمع تصادمي مقيد، وأنا لا أعمم، إنما هذا هو الجو السائد الذي لا ننكره.

* ما الطموح الذي تسعين من أجله عن طريق الكتابة؟
لديّ الكثير من الأفكار، وروايتي «اغتيال صحافية» ستجعل مهمتي أكبر في مجال تأليف الروايات البوليسية.