فقدت نور الأحمدي اخصائية العلاج بـ"الفن التشكيلي" والديها في عمر الزهور، ففي الوقت الذي كانت بحاجة لمن يعولها كانت هي العائل الوحيد لنفسها ولأسرتها، حتى أكملت تعليمها وأنشأت مجموعتها التطوعية "فن نور" للعلاج بالفن التشكيلي.
في قصة نجاحها أمل وألم، فالطفلة المدللة لم تتوقع في يوم أن تفقد والديها وتصبح هي المسؤولة الأولى عن نفسها وأسرتها، ولكن بإصرارها وإيمانها تمكنت من النجاح وتحقيق هدفها.
بدأت حياتها كموظفة استقبال بدون أجر، رغبة في اكتساب المهارة والمعرفة التي تؤهلها لشغل وظيفة تستطيع من خلالها أن تُعيل نفسها وأسرتها خاصة بعد فقدها لوالديها، فأنهت دراستها الثانوية، ورغبت بالابتعاث لاستكمال دراستها خارج المملكة إلا أن عدم وجود محرم وقف عائقاً أمام انضمامها لبرنامج خادم الحرمين الشريفين، لتقرر السفر والدراسة على حسابها الشخصي وتعود حاملة شهادتها الأكاديمية لتصبح "أخصائية علاج بالفن التشكيلي"، ويتم تعيينها في مدينة سلطان للخدمات الإنسانية، وتؤسس مجموعة "فن نور التطوعية" لنشر ثقافة العلاج بالفن التشكيلي.
تؤكد الأحمدي أن العمل بدون أجر -خاصة في بداية المشوار- لا يعتبر نقص من قيمة الشخص، بل هو فرصة لاكتساب الخبرة والمعرفة وتعلمه مهارة تنفعه مستقبلاً.
ولم يكن طريقها سهل، وإقناع الناس بفكرتها أمر بسيط فقد واجهت الأحمدي صعوبات في إقناعهم بالعلاج بالفن التشكيلي وأهميته، حتى وجدت إدارة جيدة ومكان يمكنها فيه الانتاج منه، وهو ما أعطاها فرصة للإبداع عن طريق وضع برامج معتمدة من الجمعية الأمريكية للعلاج بالفن التشكيلي وتطبيقها، حتى حظيت بالفرصة لأن ترى ثمرة قناعاتها وأفكارها على أرض الواقع، وأن جهدها وتعليمها لم يذهب سدى.
وعلى الرغم من أن فكرة العلاج بالفن التشكيلي لم يكن مرحب بها لدى الكثيرين، لكنها في الوقت نفسه استطاعت علاج العديدين بتمارين وجلسات العلاج بالفن التشكي. حيث ساهمت في علاج أكثر من 400 ألف حالة، وأسست قسم في مدينة سلطان للخدمات الإنسانية للعلاج بالفن التشكيلي، ومن ثم أنشأت مجموعة "فن نور" لنشر ثقافة هذا العلاج، لتكون أول سعودية تعمم تجربة العلاج هذه للمرضى.