يتعرّض عدد كبير من الأشخاص بعد بلوغ سن الـ 65 عاماً لإعتام عدسة العين أو ما يسمى بـ الماء الأبيض أو الساد. فكيف يمكن أن نحمي أنفسنا من هذه الحالة؟ في ما يلي بعض الإجراءات الوقائية:
إعتام عدسة العين مرض يصيب العينين على نحو شائع، وهو عبارة عن تعتيم عدسات العينين. والعدسات (الطبيعية للعين) تقع خلف القزحية ووظيفتها تعديل انحناء محيطها قليلاً لكي تتيح لنا الرؤية بشكل واضح، ودورها هو "ضبط التركيز" فعندما تكون بحالة جيدة تكون العدسات شفافة. وهي تتكون بشكل رئيسي من الماء والبروتينات وتسمح للضوء بالمرور. أما المشكلة فتكمن في تعرضها إلى عوامل معينة يمكن أن تدمر بنيتها وتصبح العدسات معتمة، ومن هنا تدعى الحالة إعتام عدسة العين.
عوامل الخطر
هناك عدد من عوامل الخطر التي تؤدي إلى إعتام عدسة العين، أبرزها: الشيخوخة ( تزداد حالات الإصابة بإعتام عدسة العين مع التقدم في السن)، والتدخين وشرب المحرمات والسكري... كما أن التعرض بشكل مطول و/ أو متكرر إلى الأشعة فوق البنفسجية قد يساهم كذلك بتعريض بنية العدسة إلى الخطر، حيث تقدّر منظمة الصحة العالمية أن 20 في المائة من حالات إعتام عدسة العين حول العالم ترتبط بالتعرض المفرط إلى الأشعة فوق البنفسجية.
وفي واقع الأمر، إذا كانت العينان بدون حماية فإنَّ موجات الأشعة فوق البنفسجية الطويلة والمتوسطة UVA, UVB تضرب العدسات بكامل قوتها، وتسرّع عملية انحطاط الأنسجة وتحفّز الشيخوخة المبكرة لهذه العدسات الصغيرة الضعيفة للغاية.
كيف نحمي العينين وأنفسنا؟
• لكي نمنع إعتام عدسة العين من الحدوث من المهم للغاية اختيار نظارات شمسية تضمن الحماية ضد موجات الأشعة فوق البنفسجية الطويلة والمتوسطة.
• تبدأ حماية العينين ضد الأشعة فوق البنفسجية من سن مبكرة للغاية. ويقدر الخبراء أنّ عدسات العين لدى الأطفال لا تنضج قبل سن 12 عاماً، وبناء عليه من الضروري توفير الحماية لها ضد الشمس لكي تستطيع أن تتكيف مع الأجواء عند الخروج إلى نزهات في الهواء الطلق. كما ينصح بتوفير تغطية لعربة الطفل بمظلة واقية ضد الشمس عند الخروج.
• ينبغي الحذر من المفاهيم الخاطئة، إذ أنّ الأشعة فوق البنفسجية ليست أقل ضرراً عندما تكون السحب تغطي السماء. فطبقة الغيوم متوسطة الارتفاع لا توقف سوى ما بين 30 إلى 70 في المائة من نفاذ الأشعة فوق البنفسجية. ولذلك، ينبغي الانتباه إلى تغطية أعيننا بشكل دائم.
• الحد من المخاطر التي تتعرض إليها العينان بالتوقف عن التدخين والكحول وتناول الفاكهة والخضروات الغنية بمضادات الأكسدة من أجل تحسين الرؤية والبصر.
وبعد سن 50 عاماً، ينصح بمراجعة طبيب العيون كل عامين للتأكد من شفافية العدسات وأمور أخرى. وبعد سن 60 عاماً، ينصح بذلك كل عام وليس كل عامين. وفي حال الإصابة بإعتام عدسة العين هناك حل وحيد: التدخل الجراحي حيث تتم إزالة العدسات واستبدالها بأخرى اصطناعية.