أوضحت الدكتورة خولة بنت سامي الكريّع، العالمة السعودية، أن مقولة والدها «بنت رجال ما تستحي من الرجال»، أسهمت في بناء شخصيتها؛ مشيرةً إلى أنها نشأت في بيئة بدوية، وأنها فخورة جدًا ببداوتها.
وروت العالمة الكريّع جانبًا من طفولتها وتكوينها، وما واجهته من تحديات وصعوبات حتى اليوم، ضمن برنامج «من الصفر»، مع الإعلامي مفيد النويصر، وقالت خولة: نشأت في مجتمع رجاله يقدِّرون المرأة، ويدعمونها، ويساندونها، ويضعونها تاجًا على رؤوسهم.
وأضافت: «والدي قبل أن يعمل في التجارة، رجل علم من الطراز الأول، وصارم وشديد، وكان يعاملنا ويربينا على مبدأ المساواة في البيت؛ إذ يعامل البنت معاملة الولد نفسه، من حيث المطلوب منهما والمسئولية عليهما»، وأردفت: «والدي بنى شخصيتي بمقولة بنت رجال ما تستحي من الرجال، وكان مجلسه مفتوحًا كأغلب رجالات الجوف، الذين يفتحون مجالسهم بعد المغرب، ويزورهم الناس دون مواعيد».
وتابعت: «عندما كنا صغارًا، كان إخواني الذكور أكبر وأطول مني قامة؛ لذا يدخلون المجلس بثقة كبيرة، بينما كنت في البداية، بوصفي فتاة صغيرة، أدخل المجلس الممتلئ بالرجال بخجل واستحياء ورهبة من الوالد، الذي كانت له شخصيته وهيبته؛ فكان والدي في وسط المجلس، وأمام الرجال يخاطبني قائلاً: ابنتي ارفعي رأسك، طيِّري عيونك، بنت رجال ما تستحي من الرجال».
وقالت خولة: «ظلت هذه العبارات محفورة في ذاكرتي ووجداني، وأسهمت في تقوية ثقتي في نفسي وبناء شخصيتي؛ إذ أصبحت في المرات التالية أقوم بتهيئة نفسي قبل دخول المجلس، وأرفع رأسي، وأفتح عيني، وأدخل بثقة حتى لا يشعر والدي بأني مختلفة عن إخوتي الأولاد».
جدير بالذكر، أن الدكتورة خولة بنت سامي الكريّع، هي أول سيدة سعودية تحصل على وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى عام 2010، وقد حصلت على شهادة الدكتوراه في سرطانات الجينات من المركز القومي الأمريكي للأبحاث في ميريلاند بالولايات المتحدة الأمريكية، وتشغل حاليًا منصب كبير علماء أبحاث السرطان في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث؛ إضافة إلى عملها رئيسًا لمركز الأبحاث في مركز الملك فهد الوطني للأورام بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث.
ويمكنك مشاهدة المقابلة هنا: