امرأة فيليبينية تبلغ من العمر 34 عاماً نجت ومولودها، بعد أن تعرضت إلى حالة من الحالات الطبية الاستثنائية ومضاعفة نادرة جدًا تسمى بـ "انسداد السائل الأمنيوسي" (AFE) أثناء الولادة. وقد تمَّ إنقاذها في مستشفى أستر المنخول في دبي.
يعتبر انسداد السائل الأمنيوسي حالة خطرة تهدد الحياة، قد تحدث أثناء الولادة الطبيعية أو الولادة القيصرية أو مرحلة ما بعد الولادة مباشرة. في هذه الحالة، يدخل السائل الأمنيوسي المحيط بالجنين، والذي يحتوي على خلايا الجنين وجزيئات الشعر والمواد الأخرى الجنينية، إلى مجرى الدم للأم.
واستقبلت المستشفى، امرأة حاملاً جاءت لإجراء فحوص اعتيادية حول حملها، حيث كانت تعاني من ارتفاع في ضغط الدم. وقد تمَّ إخضاعها إلى ما يعرف بتحفيز الولادة في الأسبوع 37 من الحمل. وكانت تعاني أيضاً من تمزق تلقائي لكيس الماء مما تسبب بمواجهة صعوبات في التنفس والتعرض لبعض النوبات. وبعد التشخيص، اشتبه الطبيب المختص ببداية ظهور انسداد السائل الأمنيوسي لدى الحالة، في حين كان الجنين يعاني من معدل ضربات قلب منخفضة جدًا. وعليه، تمَّ إخراج الجنين بعد عملية ولادة قيصرية طارئة، ونقله إلى وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة لوضعه في أنبوب خاص.
تدخل طبي سريع أعاد الحياة للحامل
أثناء إجراء العملية الجراحية، عانت المريضة من انخفاض حادّ في ضغط الدم الذي تسبب في توقف القلب، وتخثر الدم المنتشر داخل الأوعية، وتطور جلطات الدم الصغيرة وانتشارها في مجرى الدم، وتمنع الأوعية الدموية الصغيرة، فضلاً عن حدوث نزيف تطلب نقل دم بكميات كبيرة. وكانت السرعة التي يمكن أن تتطور بها الأعراض لدى المريض من الصعوبات الرئيسة في العلاج، أولها حالة انسداد السائل الأمنيوسي إلى جانب ما تعرضت له الحالة من تدهور سريع.
انسداد السائل الأمنيوسي
"إن انسداد السائل الأمنيوسي هي حالة نادرة جداً تصيب المرأة الحامل وتنطوي على تعرضها إلى مضاعفات مختلفة. وتحدث هذه الحالة عند حدوث ثقب في الغشاء الأمنيوسي، ودخول السائل في مجرى الدم للأم. على الرغم من ذلك، فلا توجد أعراض معينة للحالة المرضية أو تقنيات للوقاية منها. وتتمثل مضاعفات هذه الحالة في حدوث مشاكل في الجهاز التنفسي، واختلال وظيفي متعدد للأعضاء، وفقدان الدم بنسب كبيرة وتجلطه داخل الأوعية مما يؤدي إلى توقف القلب"، قالت الدكتورة سيجال ديفيندرا سورتي، أخصائية أمراض النساء في مستشفى أستر المنخول.
من جانبه، قال الدكتور ألاي تاجو، الطبيب الاختصاصي في وحدة العناية القلبية في المستشفى: "لقد كانت هذه الحالة واحدة من أكثر الحالات الخطرة التي واجهنا تحدياً كبيراً أمامها في الآونة الأخيرة. وبعد نقل الجنين إلى وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة، أصيبت المرأة بجلطة قلبية فجائية وتعرضت لنزيف مستمر بسبب تخثر الدم المنتشر داخل الأوعية. وأخيراً، استعادت المريضة نبضها وخضعت للمراقبة لمدة ساعتين. لكن، بعد فترة وجيزة، ازداد النزيف مرة أخرى. وواجهت المريضة صعوبة شديدة في التنفس مما أجبرنا على تركيب جهاز التنفس الصناعي. كما عانت من مضاعفات متعددة خلال فترة مكوثها بغرفة العمليات بما في ذلك تعرضها لنوبتين قلبيتين."
وأضاف د. ألاي "عندما بدأت تتماثل للشفاء التام خلال 3 أيام، تمَّ نزع الأنبوب عن المريضة، بعد الجهود الكبيرة التي بذلها فريق أطباء أمراض النساء وفريق الرعاية الحرجة وأطباء التخدير في غرفة العمليات. وفي اليوم الرابع، تمَّ إخراجها من المستشفى وهي في حالة جيدة".
يُذكر أنه لا توجد اختبارات يمكن إجراؤها لتشخيص الحالة، لذلك ثمة مجموعة من الأعراض التي يجب أخذها في الاعتبار وهي: الغثيان، وتغير لون الجلد، والتشنج، والقلق، وضعف دقات قلب الجنين، والانخفاض المفاجئ في ضغط الدم وضعف مستويات الأوكسجين في الدم. ومع ذلك، هذه ليست أعراضاً تشخيصية ويمكن أن تكون نتيجة لظروف أخرى مرتبطة بالحمل. من المهم للغاية أن تتم مراقبة الحالة وتشخيصها في أقرب وقت ممكن لضمان نجاح إدارتها.
مع الإشارة إلى أن 8 نساء من بين 100,000 قد يصبن بتلك الحالات النادرة عند الولادة، وأنّ نسبة بقاء الرضيع على قيد الحياة هي حوالي 70 بالمائة.