كشفت دراسة أمريكية أجريت حديثاً أنّ خطر الانتحار في حالات مرض انفصام الشخصية ( الشيزوفرينيا) يبقى مرتفعاً للغاية وبشكل خاص لدى المرضى من الفئة العمرية الشابّة بين 25 إلى 34 عاماً.
وانفصام الشخصية (الفصام أو الشيزوفرينيا) هو مرض نفسي يصيب حوالي 0.7 في المائة من السكان حول العالم.
وإذا كانت الثقافة الشعبية تركز على الأعراض الأكثر إثارة للانتباه لهذا المرض مثل الأوهام والهلوسات الحسية وسماع الأصوات وجنون العظمة، إلا أنّ مرض الفصام يتسم بخصائص أخرى مثل اضطراب وخلل الفكر والعجز العاطفي والانفعالي وعدم القدرة على القيام بالمهام البسيطة.
ووفقاً للمعهد الوطني للصحة والأبحاث الطبية فإنَّ شخصاً واحداً من بين كل شخصين من مرضى الفصام على الأقل لديه ميول انتحارية خلال حياته. ولكن، حسب دراسة حديثة نشرت في المجلة المتخصصة Schizophrenia Research، فإن الباحثين من مركز الإدمان والصحة العقلية في الولايات المتحدة الأمريكية Centre For Addiction and Mental Health يذهبون إلى أبعد من ذلك، إذ يرون أن 12 في المائة من حالات الانتحار ترتبط في الواقع بالإصابة بمرض الشيزوفرينيا.
نصف المصابين يحاولون الانتحار ولو مرة واحدة خلال حياتهم
ومن أجل التوصل إلى هذه النتيجة، قام الباحثون الأمريكيون بمراجعة حوالي 5650 من حالات الانتحار التي تمَّ تسجيلها في أونتاريو بين الأعوام 2008 و 2012.
فمن بين 5650 شخصاً توفوا بسبب الانتحار، كان 663 شخصاً منهم مصابين بمرض الفصام. وفي 20 في المائة من الحالات التي تمَّ تشخيصها بأنها مصابة بالفصام والتي تم تسجيلها، حدثت محاولات الانتحار في الفئة العمرية بين 25 إلى 34 عاماً.
ويقول الباحثون بهذا الصدد: "بطبيعة الحال، في حالة الإصابة بمرض الفصام فإنَّ أخذ العلاجات المناسبة في مواعيدها أمر ضروري. وإضافة إلى ذلك، يجب على أطباء الصحة الانتباه إلى مخاطر محاولات الانتحار والتي ما زالت لسوء الحظ مرتفعة للغاية". ويقدر الباحثون أنه في حوالي 90 في المائة من حالات الانتحار يكون السبب الاضطراب العقلي.
وللتذكير، وفقاً للأخصائيين من المعهد الوطني للصحة والأبحاث الطبية فإن استهلاك الماريجوانا بانتظام قبل سن 18 عاماً يضاعف مرتين مخاطر الإصابة بمرض الفصام أو الشيزوفرينيا.