اسمها ليس منتشراً بكثرة بعد، لكنها استطاعت ان تكتب تاريخا جديدا ومضيئا في حياةٍ اخرى اكتشفتها بعد محنة المرض. إنها المراة الحديدية كما يصفها اقربائها ومعارفها " فدوى هرنافي" التي وقفت بقوة في وجه مرض السرطان، وانبثقت منها روح الأمل والتحدي وعشق الحياة، لتدخل اليوم خانة الشعراء باصدارها لاول ديوان لها تحت عنوان "صرخة جسد".
تقيم فدوى في بلجيكا وقد زارت سيدتي في المغرب لتقدم تجربتها مع الحياة للاخرين، وتقول: "كان وقع المرض صادما وسالبا لكل الطاقات، لم أتقبل الأمر بدايةً وأنا التي فقدت جدتي ووالدتي وخالي بسبب نفس المرض". فدوى التي كانت تمارس حياتها عادية كأم وزوجة وتحاول إسعاد أسرتها بكل محبة، غير خبر المرض مجرى حياتها وكان عليها أن تواجه قدرها وتخضع للواقع. بدأت رحلة العلاج منذ سبع سنوات، أجرت خلالها 16 عملية جراحية، آخرها يوم عيد الحب في 14 فبراير من العام الجاري. حيث اضطرت في الأخير لاستئصال الثديين والرحم، وفي كل مرة تمسك قلبها بيدها خشية أن لاتفيق وتودع ابنتيها اللتين لم تتجاوزا سن المراهقة. وتضيف: "عشت مشاعر ممزوجة بالأمل والخوف مع اصرار كبير على الشفاء، وفعلا لم يخذلني رب العالمين لأني تقبلت قدري وسعيت لأن أكون ايجابية بعد مسار قاس من العلاج الكيماوي". استطاعت فدوى أن تعود لحياتها وتعقد مواعيدا راقية مع الأدب والشعر والموسيقى والمسرح، وكانت أول قصيدة لها بعنوان "صرخة جسد" تلتها قصائد أخرى ثم انخرطت في دراسة المسرح والموسيقى خاصة البيانو، حيث حصلت على دبلوم في علم الموسيقى والعزف على البيانو من اكاديمية الدراسات الموسيقية ببروكسي، كما تتابع دراستها في المسرح بمعهد الفنون المسرحية والكورال هناك، وتقول: "تصالحت مع كل ماكنت أحب فدراستي القانونية كانت أصلا ارضاءا لرغبة أمي رحمها الله. بينما أنا لطالما أحببت الادب والفن ولعل المرض فجر هذه المكنونات لأعود من جديد لصف الدراسة وادرس الموسيقى والمسرح وكذلك زاد من حنيني لبلدي المغرب"، أما دور الحب في حياتها فتعتبره اساسيا لكن في اتجاه أن يحب المرء نفسه أولا فحتى زوجها كان يستمد هو الآخر الأمل من حبها لنفسها وقوتها. مازالت فدوى تطمح الى مزيد من الإصدارات ومزيد من الابداع، وتصر على نشر الأمل وتقول استمتعوا بالحياة ولا تستسلموا لتكتشفوا قوتكم الحقيقية..
فدوى هرنافي.. قصة معاناة وتحدٍ ونجاح
- قصص ملهمة
- سيدتي - سميرة مغداد
- 21 يوليو 2018