ربما لم يسمع كثيرون بشجرة النيم Neem دائمة الخضرة في الهند. لكن لهذه الشجرة فوائد طبية عظيمة بما في ذلك القدرة على مكافحة السرطان !
إن شجرة النيم واسمها البيولوجي أزاديراتشا أنديكا Azadirachta Indica والمعروفة باسم شجرة الليلك الهندي، هي شجرة دائمة الخضرة تنتمي إلى عائلة أشجار الماهاغوني. ورغم أن شجرة النيم تستخدم في الغالب في صنع الأثاث إلا أنها تحارب السرطان وتعطي فوائد علاجية قوية.
تنمو شجرة النيم في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية في الهند وشبه القارة الهندية بما في ذلك النيبال وباكستان وبنغلادش وسريلانكا. ويمكن أن تنمو في أفريقيا والأمريكتين وأستراليا وجزء المحيط الهاديء الجنوبي. وأما فاكهتها وبذورها فإنها مصدر لزيت النيم الطبي.
وبسبب خصائصها الطبية الهائلة تعتبر شجرة النيم "صيدلية القرية" في الهند.
النيم توقف نمو الخلية السرطانية وهجرتها
لقد أثبت الباحثون في الهند وأوروبا واليابان أنَّ المركّبات النشطة بيولوجياً الموجودة في لحاء وأوراق وزيت بذور النيم يمكن أن تستخدم لمعالجة نطاق واسع من أمراض السرطان.
فعلى سبيل المثال، أظهرت دراسة نشرت حديثاً أن "النيمبوليد"- وهو مركّب نشط بيولوجياً من مركّبات النيم- استطاع تحريض موت الخلايا المبرمج في خلايا البنكرياس السرطانية إلى حد أن حجم وعدد مستعمرات الخلايا السرطانية انخفض بنسبة 80 في المائة.
موت الخلايا المبرمج أو موت الخلية المبرمج عبارة عن عملية مدفوعة بشكل وراثي تحدث بشكل طبيعي طوال الوقت في الجسم. وهي طريقة آمنة للتخلص من الخلايا المريضة والميتة دون أن تتأثر الخلايا والأنسجة الصحية المجاورة.
كما يحاول الأطباء العاملون على محاربة مرض السرطان القضاء على الخلايا السرطانية بتحريض موت الخلايا المبرمج بشكل انتقائي فيها دون أن تتأثر الخلايا الطبيعية. وبهذا الخصوص، يعتبر مستخلص النيم خياراً رائعاً ، فضلاً عن ذلك لقد ثبت أنَّ مركّبات النيم النقية تسبب موت الخلايا المبرمج في الخلايا السرطانية.
بالإضافة إلى ذلك، خفض مركّب "النيمبوليد" قدرة الخلايا السرطانية في البنكرياس على الهجرة وغزو مناطق أخرى في الجسم بنسبة مدهشة تصل إلى 70 في المائة.
إن هجرة وغزو الخلايا السرطانية – والمعروف علمياً "بالنمو الثانوي للورم الخبيث" – إلى مناطق أخرى من الجسم هو السبب الرئيسي لكون سرطان البنكرياس وأنواع السرطان الأخرى مميتة.
وسرطان البنكرياس أكثر مرض قاتل، حيث يتوفى 94 في المائة من المرضى المصابين بهذا المرض خلال أول خمس سنوات من التشخيص ولا يوجد علاج تقليدي في الأفق المنظور.
وإحدى النواحي الواعدة لهذه الدراسة هي أنّ مركّب "النيمبوليد" لم يسبب الضرر للخلايا الصحية. وبعبارة أخرى، فإنَّ استخدامه لمعالجة سرطان البنكرياس وربما الأشكال الأخرى من السرطان في المستقبل القريب قد لا تنتج عنه آثار جانبية سامة كالتي يسببها العلاج الكيميائي والعلاج بالأشعة في العادة.
النيم يقوي مفعول أدوية السرطان ويحمي الجسم من سمومها
أثبتت مستحضرات النيم أنها تقوي (تزيد من فعالية) عمل العوامل المضادّة للسرطان. كما أنها توفر الحماية ضد الآثار الجانبية التي تهدد الحياة لبعض الأدوية السامّة جداً.
فعلى سبيل المثال ، الأدوية التي اسمها Cisplatin and 5-fluorouracil (5-FU) أدوية معروفة لعلاج السرطان ولكن لها آثار جانبية مدمرة وخصوصاً أنها تقتل بشكل كبير خلايا الدم الطبيعية. وفي العادة، هناك دواء آخر اسمه granulocyte colony - stimulating factor (G-CSF) يعطى مع هذين الدوائين لعلاج السرطان لمحاولة تقليل آثارهما الجانبية السامّة.
والأمر المثير للاهتمام هو أنه وجد أنّ العلاج المبكر بواسطة مستحضر أوراق النيم (NLP) يحمي خلايا الدم الحمراء لدى الفئران المعالجة مخبرياً بالأدوية المذكورة أعلاه. وهذا يعني أنّ مستحضر أوراق النيم (NLP) من المحتمل أن يكون بديلاً أكثر سلامة وأرخص ثمناً من (G-CSF). وهذا الأخير، بالإضافة إلى أن ثمنه مرتفع للغاية، فإنه كذلك يعزز نمو أوعية دموية جديدة وأورام أخرى من تلقاء ذاتها.